شجرة الزيتون تقاوم الاحتلال

تعتبر شجرة الزيتون من الأشجار الملائمة لمناخ البحر المتوسط حيث تعتبر فلسطين وبلاد الشام الموطن الأصلي لتلك الشجرة ومنها انتشرت إلى باقي دول حوض المتوسط. ويعتبر الزيتون من الفروع المهمة للزراعة في فلسطين حيث تبلغ مساحته حوالي مليون دونم وتشكل 85% من مساحة الأراضي المزروعة بالأشجار أي 40% من المساحة الإجمالية المزروعة بالمحاصيل الزراعية. و يبلغ عددها ما يقارب 8 مليون شجره زيتون معظمها في الضفة الغربية وتساهم شجرة الزيتون من قيمة الإنتاج الزراعي حوالي 15-20% وتصل إلى 25% إذا كان الموسم جيداً.
و مع بدء جني ثمار الزيتون تكثر التوقعات حول انخفاض او ارتفاع نسبة المحصول لكل عام ومخاوف على الشجرة المباركة من اعتداءات ألمستوطنين في الاراضي الفلسطينية .
ففي عام 2012 بلغت كمية الزيتون المدروس حوالي 104,762,6 طن اما في عام 2013 فبلغت 65,829,4 طن. و السبب يعود في ذلك الى ممارسات قوات الاحتلال من ايجاد معوقات للمزارعين با لأضافه الى انشاء جدار الفصل العنصري , تجعل المزارع الفلسطيني يطر الى تقديم طلب الى قوات الاحتلال للحصول على تصريح للعبور الى ارضة و في غالب الاحيان يحصل المزارع الفلسطيني على التصريح فقط في موسم الزيتون , و يمنع من العمل داخل ارضة في باقي ايام السنة . كما ان الاحتلال رفض ما يقرب من 42 بالمائة من الطلبات التي قدمها الفلسطينيون في عام 2013 قبيل موسم قطف الزيتون للحصول على تصاريح من أجل الوصول إلى حقول الزيتون الواقعة خلف الجدار .
و خلال الفترة ما بين كانون الثاني/يناير ومنتصف شهر تشرين الاول/أكتوبر 2012 تمّ إتلاف ما يزيد عن 7,500 شجرة زيتون أو تدميرها على يد المستوطنين في الضفة الغربية . وفي قطاع غزة تمّ في السنوات الاخيرة تجريف ما يزيد عن 7,300 دونم من الاراضي الزراعية الواقعة على طول السياج الحدودي مع إسرائيل خلال العمليات ألعسكرية وهي أراض كانت في السابق مزروعة بأشجار الزيتون. ولا يستطيع المزارعون فعليا إعادة زرع الاشجار بسبب خطر تجريف أشجارهم على يد الجيش الاسرائيلي خلال عمليات التوغل المنتظمة وبسبب تقييد الوصول إلى هذه المنطقة وخطورته.
ان مثل هذه الاعمال ادت الي نقص كمية الانتاج الزراعي في السنوات الاخيرة التي تعرضت لها شجره الزيتون كما ان عدد العاملين في هذا القطاع يقارب 100 الف اسره فلسطينية , مما ادى الى تقليل نسبة الدخل لدى كثير من الاسر الفلسطينية و التى كانت تعتمد على موسم الزيتون بشكل كبير , فكثير من الاسر الفلسطينية كانت تعمل على تصدير زيت الزيتون الى الدول العربية و الاوروبية . كما ان المعاناة لم تقتصر فقط على المزارع الفلسطيني و حسب بل انة اجبر كثير من اصحاب معاصر الزيتون بإغلاق المعاصر ففي عام 2012 كان عدد المعاصر 279 اما في عام 2013 انخفض العدد الى 264 و ذلك بسبب نقص كمية الزيتون . و كما نعلم ان زيت الزيتون يدخل في كثير من الصناعات الفلسطينية مثل( الصابون النابلسية) و هذا ادى الى ارتفاع اسعار زيت الزيتون و الصناعات الداخلة فيها مع تقليل نسبة الدخل على المواطن الفلسطيني مما ادى الى زيادة نسبة البطالة و ارتفاع التضخم , فمعدل البطالة في الضفة الغربية عام 2012 كان 23,0 اما في عام 2013 فوصل الى 23,4 اما بالنسبة الى قطاع غزة فكان معدل البطالة في عام 2012 يقارب 31,0 اما في عام 2013 فوصل الى 32,6 .
ان نسبة النشاط الاقتصادي في مجال الزراعة كان يمثل من الاقتصاد الفلسطيني عام 2012 الى 11,4 اما في عام 2013 فقط انخفض هذا النشاط الى 10,5 . ان جميع المؤشرات الاقتصادية تدل على تدهور القطاع الزراعي في فلسطين بدرجة لا يمكن المرور عنها كمر الكرام .
ان ممارسات المستوطنين و جيش الاحتلال من حرق و اقتلاع لشجره الزيتون و مصادرة الاراضي الفلسطينية و بتاء جدار الفصل العنصري و بناء المستوطنات و مصادرة المياه الجوفية هي السبب الرئيسي وراء تدهور انتاج الانتاج الزراعي بشكل عام و شجرة الزيتون بشكل خاص.