»مقارنة النفس مع الآخرين.. تقتل روح الإنجاز
15/5/2015, 15:17
الكاتب: مجد جابر.
في:
جريدة الغد.
تتجه عيون العديد من الناس لمراقبة غيرهم وما يملكونه على جميع الصعد، وتصبح المقارنة هي الأساس في حياتهم، فهم غير راضين بما لديهم، ولا يشعرون بقيمته أبدا، بل يرون أن الدنيا بخيلة عليهم، ولم تعطهم ما يظنون أنهم يستحقونه، كما أعطت غيرهم.
والعشرينية هند، تعترف أنها تعاني من مشكلة كبيرة باتت تؤرق حياتها وتنغص عليها عيشتها، وهي مشكلة المقارنة مع الآخرين التي نشأت منذ صغرها، حيث كانت والدتها لا تكف عن مقارنتها بأختها واعتبارها أفضل منها بكل شيء.
وأصبحت هند دائمة المراقبة لغيرها، وتتطلع لمن هم أفضل منها، وتقارن نفسها بهم وتصل لنتيجة أنها الأسوأ بكل شيء!
تقول هند “لم أعد أشعر بأهمية ما أملك، ومهما حظيت بأشياء جديدة أرى أن غيري يملك أفضل منها”، لافتةً إلى أن ذلك ينطبق على كل شيء بحياتها من عملها وبيتها وسيارتها وحتى ملابسها، وهو الأمر الذي بات يتعبها كثيراً ويؤثر على علاقتها بزوجها.
وتسيطر مشاعر الانزعاج والاستياء على الثلاثينية نادين أحمد في كل مرة تجلس فيها مع صديقتها دائمة التذمر بسبب مقارنتها مع من هم أفضل منها، ولا شيء يرضيها على الإطلاق.
تلك الصفة جعلت نادين تنفر من صديقتها، لأنها مثال للشخصية السلبية التي لا تعرف الفرح بما لديها والنظر بإيجابية نحو الآخرين، وتشبهها ببرج مراقبة لمن حولها الذي يجعلها “تندب حظها” وحياتها.
تقول نادين “رغم أن صديقتي أفضل حالاً من غيرها، لكنها لا ترى ذلك، بل على العكس كل يوم تأتي لتخبرني عن قصة جديدة حدثت مع أي فتاة معينة، متسائلة لماذا لم تحصل معها ولماذا كل شيء جيد لا يحدث لها”.
الاختصاصي الاجتماعي الأسري مفيد سرحان، يقول إن على الإنسان أن تكون لديه ثقة كبيرة بنفسه وبما لديه. وفي الوقت ذاته أن يسعى لتطوير ذاته وتنمية قدراته، منوها إلى أن ذلك بحاجة إلى جهد مستمر من خلال الدورات التدريبة والاطلاع والمتابعة والاحتكاك بالآخرين والاستفادة من تجاربهم والبناء عليها، ومن الأخطاء الشخصية والعثرات وتعلم الدروس من التجارب السابقة.
ويشير سرحان إلى أن كل إنسان يسعى إلى الأفضل، وهذا يعني النظر إلى إنجازات الآخرين بالاستفادة منها والتأثر الإيجابي بها وأن تكون مدخلا للعمل والبناء والعطاء، لا أن تكون مدخلا إلى المقارنة وتثبيط الهمة والفتور والإحباط.
ويضيف أنه من الخطأ المقارنة دائماً مع الآخرين، فلكل إنسان ما يميزه عن غيره، شريطة أن يكون يفهم ذاته وقدراته، وأن يركز على الجوانب التي يتقنها ويستطيع أن يتميز بها، لافتا إلى أن التقليد لا يجلب نفعاً وغالبا ما يكون عاملا سلبيا ومثبطا للهمم.
ويلفت سرحان الى أن ذلك ليس مسؤولية فرد فقط، بل هي مسؤولية مجتمع ومؤسسات تعليمية وأسر دائما تلجأ إلى المقارنة، وهذا ما يحدث داخل الأسرة بين الإخوة وفي المدرسة وبين التلاميذ، واضعين معايير معينة للنجاح، ما يجعل المجتمع يسهم في عملية الإحباط هذه.
وفي ذلك، يرى الاختصاصي النفسي د. محمد حباشنة “أن المقارنة هي من أهم علل التفكير العقلية”، كون الشخص في حالة المقارنة يخرج من احترام ذاته وإمكانياته وقدراته، ويجعل مصدر الرجوع شخصا آخر أو مجموعة أشخاص فيخرج من قصة احترام الذات إلى احترام الآخر.
وضمن هذا التفكير، يرى الحباشنة أن قدرات هذا الشخص تكون أقل من الآخر ويركز على ما لدى الآخر لا على ما لديه، لافتاً إلى أن هذه المقارنة “خاسرة”، وسيشعر بالنقص وعدم الاكتمال، وسيفقد الشعور بالسعادة.
ويشير حباشنة إلى أن المنظومة الاجتماعية والأسرية، وأن الشخص لا يعرف ماهية مصادر الثقة التي قد تجعله مميزا، ولم تعزز عنده أسس القبول بالذات؛ كل تلك العوامل ساعدت على نمو هذا السلوك لديه.
ويرى أن ذلك يقلل من تطوره، فهو غالباً في حالة مراقبة، يتحرك وهو في مكانه، فيستهلك جهده ووقته وذهنه في مراقبة غيره وينسى أن يرى ذاته، لافتاً إلى أن المقارنة الحقيقية هي مقارنة الشخص بذاته.
وتبقى المشاعر السلبية هي التي تسيطر على هذه الفئة من الناس، وهم غالبا لا يشعرون بطعم الفرح، لأن ما يحصدونه لا يرضيهم في الغالب، فتزداد رغباتهم ويصبحون غير قادرين على إشباعها.
في:
جريدة الغد.
تتجه عيون العديد من الناس لمراقبة غيرهم وما يملكونه على جميع الصعد، وتصبح المقارنة هي الأساس في حياتهم، فهم غير راضين بما لديهم، ولا يشعرون بقيمته أبدا، بل يرون أن الدنيا بخيلة عليهم، ولم تعطهم ما يظنون أنهم يستحقونه، كما أعطت غيرهم.
والعشرينية هند، تعترف أنها تعاني من مشكلة كبيرة باتت تؤرق حياتها وتنغص عليها عيشتها، وهي مشكلة المقارنة مع الآخرين التي نشأت منذ صغرها، حيث كانت والدتها لا تكف عن مقارنتها بأختها واعتبارها أفضل منها بكل شيء.
وأصبحت هند دائمة المراقبة لغيرها، وتتطلع لمن هم أفضل منها، وتقارن نفسها بهم وتصل لنتيجة أنها الأسوأ بكل شيء!
تقول هند “لم أعد أشعر بأهمية ما أملك، ومهما حظيت بأشياء جديدة أرى أن غيري يملك أفضل منها”، لافتةً إلى أن ذلك ينطبق على كل شيء بحياتها من عملها وبيتها وسيارتها وحتى ملابسها، وهو الأمر الذي بات يتعبها كثيراً ويؤثر على علاقتها بزوجها.
وتسيطر مشاعر الانزعاج والاستياء على الثلاثينية نادين أحمد في كل مرة تجلس فيها مع صديقتها دائمة التذمر بسبب مقارنتها مع من هم أفضل منها، ولا شيء يرضيها على الإطلاق.
تلك الصفة جعلت نادين تنفر من صديقتها، لأنها مثال للشخصية السلبية التي لا تعرف الفرح بما لديها والنظر بإيجابية نحو الآخرين، وتشبهها ببرج مراقبة لمن حولها الذي يجعلها “تندب حظها” وحياتها.
تقول نادين “رغم أن صديقتي أفضل حالاً من غيرها، لكنها لا ترى ذلك، بل على العكس كل يوم تأتي لتخبرني عن قصة جديدة حدثت مع أي فتاة معينة، متسائلة لماذا لم تحصل معها ولماذا كل شيء جيد لا يحدث لها”.
الاختصاصي الاجتماعي الأسري مفيد سرحان، يقول إن على الإنسان أن تكون لديه ثقة كبيرة بنفسه وبما لديه. وفي الوقت ذاته أن يسعى لتطوير ذاته وتنمية قدراته، منوها إلى أن ذلك بحاجة إلى جهد مستمر من خلال الدورات التدريبة والاطلاع والمتابعة والاحتكاك بالآخرين والاستفادة من تجاربهم والبناء عليها، ومن الأخطاء الشخصية والعثرات وتعلم الدروس من التجارب السابقة.
ويشير سرحان إلى أن كل إنسان يسعى إلى الأفضل، وهذا يعني النظر إلى إنجازات الآخرين بالاستفادة منها والتأثر الإيجابي بها وأن تكون مدخلا للعمل والبناء والعطاء، لا أن تكون مدخلا إلى المقارنة وتثبيط الهمة والفتور والإحباط.
ويضيف أنه من الخطأ المقارنة دائماً مع الآخرين، فلكل إنسان ما يميزه عن غيره، شريطة أن يكون يفهم ذاته وقدراته، وأن يركز على الجوانب التي يتقنها ويستطيع أن يتميز بها، لافتا إلى أن التقليد لا يجلب نفعاً وغالبا ما يكون عاملا سلبيا ومثبطا للهمم.
ويلفت سرحان الى أن ذلك ليس مسؤولية فرد فقط، بل هي مسؤولية مجتمع ومؤسسات تعليمية وأسر دائما تلجأ إلى المقارنة، وهذا ما يحدث داخل الأسرة بين الإخوة وفي المدرسة وبين التلاميذ، واضعين معايير معينة للنجاح، ما يجعل المجتمع يسهم في عملية الإحباط هذه.
وفي ذلك، يرى الاختصاصي النفسي د. محمد حباشنة “أن المقارنة هي من أهم علل التفكير العقلية”، كون الشخص في حالة المقارنة يخرج من احترام ذاته وإمكانياته وقدراته، ويجعل مصدر الرجوع شخصا آخر أو مجموعة أشخاص فيخرج من قصة احترام الذات إلى احترام الآخر.
وضمن هذا التفكير، يرى الحباشنة أن قدرات هذا الشخص تكون أقل من الآخر ويركز على ما لدى الآخر لا على ما لديه، لافتاً إلى أن هذه المقارنة “خاسرة”، وسيشعر بالنقص وعدم الاكتمال، وسيفقد الشعور بالسعادة.
ويشير حباشنة إلى أن المنظومة الاجتماعية والأسرية، وأن الشخص لا يعرف ماهية مصادر الثقة التي قد تجعله مميزا، ولم تعزز عنده أسس القبول بالذات؛ كل تلك العوامل ساعدت على نمو هذا السلوك لديه.
ويرى أن ذلك يقلل من تطوره، فهو غالباً في حالة مراقبة، يتحرك وهو في مكانه، فيستهلك جهده ووقته وذهنه في مراقبة غيره وينسى أن يرى ذاته، لافتاً إلى أن المقارنة الحقيقية هي مقارنة الشخص بذاته.
وتبقى المشاعر السلبية هي التي تسيطر على هذه الفئة من الناس، وهم غالبا لا يشعرون بطعم الفرح، لأن ما يحصدونه لا يرضيهم في الغالب، فتزداد رغباتهم ويصبحون غير قادرين على إشباعها.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى