"خسارة الصديق".. ألم الفراق وحنين للذكريات
16/2/2015, 06:25
ما تزال الثلاثينية ليلى تعاني أزمة نفسية بسبب فقدانها أعز صديقاتها التي توفيت جراء حادث سير.
وتصف ليلى صديقتها، قائلة “لم تكن صديقتي (مها) كأي إنسان آخر في حياتي، فنحن بذات العمر، عشنا معا كالتوأمين، كنا نتناول طعامنا معا، ونذهب لجامعتنا معا، ونتبادل الثياب، وما أزال أتذكر كيف كنا نخطط لخروجنا لصديقاتنا الأخريات، وكيف ستقنع كل منا والدتها بذلك، كنا نتقاسم الفرح والحزن معا”.
وتضيف “حينما خرجنا بسيارة إحدى الصديقات في طريقنا للسوق تعرضنا لحادث لتموت صديقتي مها، وننجو نحن من الموت، لأعيش الحياة وحيدة من دونها، ولم أستطع حتى بعد سبع سنوات مضت أن أتجاوز حزني لفراقها”.
وتتابع “ما تزال ذكرى صداقتنا في حياتي وأنجبت طفلة وأسميتها (مها)”، منوهة إلى أنها تشتاق لها وتحن للأيام التي جمعتهما وأنها تغص في الذكرى في كثير من الأحيان.
فقدان وخسارة أصدقاء في حياتنا، لموت أو سفر أو ظرف يقف في وجه الصداقة، يترك أثرا كبيرا في دواخلنا ويغير كثيرا في تفاصيل حياتنا، البعض يتجاوز المحنة، ويستعيد نفسه بعد ألم الفراق أو خسارة الصديق، وآخرون تتوقف حياتهم، لا يقوون على تجاوز العلاقات الإنسانية.
وفي هذا السياق، يقول الاختصاصي النفسي د. خليل أبو زناد “تعتمد الطريقة التي يؤثر بها الحزن في الشخص على أشياء كثيرة، مثل طبيعة الخسارة والتربية أو التنشئة التي درج عليها المرء، مثل المعتقدات، العمر، العلاقات، والحالة الصحية والبدنية والعقلية”.
يمكن أن يتفاعل الشخص مع الحدث بعدد من الطرق تجاه الخسارة أو الفقدان، وفق أبو زناد، لكن الحزن يتكون في نهاية المطاف من عواطف أو انفعالات رئيسية عدة، يأتي القلق واليأس أولا في غالب الأحيان، كما أن الغضب شائع أيضا، بما في ذلك الشعور بالغضب تجاه أي شخص قد مات أو خسرته في الحياة جراء موقف ما، وهذا جزء طبيعي من عملية الحزن.
ويلفت أبو زناد إلى أن أهمية معرفة المشاعر في هذه الأوقات، وإدراك شيوعها، يمكن أن يساعدا على التكيف معها، ولكن من المهم جدا أن نعرف أنها سوف تمر وتنقضي، ومع ذلك يستغرق بعض الناس وقتا أطول من غيرهم للتعافي، ويحتاج بعضهم إلى المساعدة من طبيب أو ناصح (خصوصا في حالات الفقدان بالموت)، ولكن في نهاية الأمر يتكيف المرء مع الخسارة، وتخف شدة المشاعر الجياشة عادة.
إيمان صادق (25 عاما)، تقول “جمعتني بصديقتي أشياء كثيرة، لم تكن واحدة منا تفارق الأخرى، كنا شريكتين في كل شيء، 12 عاما حلوة ومرة جمعتني بها، كنت أحبها أكثر من نفسي، كيف لا، وقد ربطت المشاعر الأخوية بيننا من المرحلة الإعدادية حتى دخلنا الحياة العملية، فكانت تجدني في كل أفراحها وأحزانها وكاتمة أسرارها”.
وبألم شديد تضيف إيمان “خسرت صديقتي لسبب اعتقدته بسيطا وعاديا، عندما قمت بإخبار صديقاتنا الآخريات بأن هناك شخصا تقدم لخطبتها وتمت الموافقة عليه، وللأسف لم تتقبل صديقتي فرحتي بها والإفصاح عن حدث سعيد يخصها، وقررت مقاطعتي”.
تتابع “رغم مضي أكثر من عامين على قطيعة صديقتي لي، إلا أنني لم أتوقف عن سؤال نفسي، هل يعقل أن تنتهي صداقتنا لهذا السبب، أم أنني كنت أعيش وهم صداقة مع من لا تستحق، ولكن أدركت مؤخرا أن الإنسان من الصعب أن يحتفظ بصداقة مدى العمر”.
ويؤكد الأربعيني سليم نصار، أن فقدان الصديق الحقيقي لا يمكن تعويضه، واصفا حكايته مع صديق عمره أبو أشرف الذي حظي بفرصة عمل خارج المملكة، أقدم عليها لتحسين أوضاعه المالية.
يقول نصار “حاولت إخفاء حزني عندما علمت بموضوع سفره، وتأثرت كثيرا، ولاحظ جميع المحيطين بي انعكاس هذا على حالتي النفسية، فلم أجد يوما أوفى من هذا الصديق، ووقوفه بجانبي في أوقات الشدة، ولجوئي له في أوقات عدة، فمهما تحدثت لا أوفيه حق الصديق”.
ويضيف “ما نزال على تواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأترقب مجيئه لقضاء إجازة العطلة الصيفية بفارغ الصبر، ورغم تواصلنا إلا أن الغربة غيرت العديد من طباعه بل وأفقدتني أعز أصدقائي”.
من جانبه، يشير استشاري الاجتماع الأسري مفيد سرحان، إلى أن الصداقة مأخوذة من الصدق وهذا دليل على أهمية الصداقة ومعناها، وهي علاقة بين شخصين يريد كل منهما الخير للآخر، ويجد كل منهما الارتياح للآخر، ويتبادلان المشاعر، والصداقة حاجة ضرورية للإنسان، والإنسان لا يستطيع العيش بدون أصدقاء، والصداقة تحتاج إلى عطاء متبادل، ولذلك يجب أن يحسن الإنسان اختيار أصدقائه، وأن يحافظ على الصداقة.
وينوه سرحان إلى أن الصداقة يجب أن تتم باختيار وأن لا تترك إلى الصدفة، حتى لا يندم الإنسان عليها، بعد فوات الأوان، وللصداقة حقوق وواجبات ومن حقوقها الإيثار، ومساعدة الآخر، وكتمان سره، والعفو عن زلاته، وتقديم النصيحة والعون له، والتخفيف عنه عند مصابه، والدفاع عنه في غيابه.
وأعظم صور وفاء الصديق تكون بعد الوفاة، وذلك بالدعاء له والتواصل مع أصدقائه ومحبيه، وحفظ أسراره حتى بعد الموت، والصداقة لها فوائد كثيرة، منها تبادل الخبرات والمعارف وتقديم العون والمساعدة ومساندة الآخر وتشجيعه، وفق سرحان.
ويلفت، من المهم أن يكون للآباء دور في التعرف على أصدقاء أبنائهم بالتأكد من أنهم مناسبون للأبناء، وأيضا السماح للأبناء بدعوة أصدقائهم إلى المنزل والتعرف إلى أسرهم.
وتصف ليلى صديقتها، قائلة “لم تكن صديقتي (مها) كأي إنسان آخر في حياتي، فنحن بذات العمر، عشنا معا كالتوأمين، كنا نتناول طعامنا معا، ونذهب لجامعتنا معا، ونتبادل الثياب، وما أزال أتذكر كيف كنا نخطط لخروجنا لصديقاتنا الأخريات، وكيف ستقنع كل منا والدتها بذلك، كنا نتقاسم الفرح والحزن معا”.
وتضيف “حينما خرجنا بسيارة إحدى الصديقات في طريقنا للسوق تعرضنا لحادث لتموت صديقتي مها، وننجو نحن من الموت، لأعيش الحياة وحيدة من دونها، ولم أستطع حتى بعد سبع سنوات مضت أن أتجاوز حزني لفراقها”.
وتتابع “ما تزال ذكرى صداقتنا في حياتي وأنجبت طفلة وأسميتها (مها)”، منوهة إلى أنها تشتاق لها وتحن للأيام التي جمعتهما وأنها تغص في الذكرى في كثير من الأحيان.
فقدان وخسارة أصدقاء في حياتنا، لموت أو سفر أو ظرف يقف في وجه الصداقة، يترك أثرا كبيرا في دواخلنا ويغير كثيرا في تفاصيل حياتنا، البعض يتجاوز المحنة، ويستعيد نفسه بعد ألم الفراق أو خسارة الصديق، وآخرون تتوقف حياتهم، لا يقوون على تجاوز العلاقات الإنسانية.
وفي هذا السياق، يقول الاختصاصي النفسي د. خليل أبو زناد “تعتمد الطريقة التي يؤثر بها الحزن في الشخص على أشياء كثيرة، مثل طبيعة الخسارة والتربية أو التنشئة التي درج عليها المرء، مثل المعتقدات، العمر، العلاقات، والحالة الصحية والبدنية والعقلية”.
يمكن أن يتفاعل الشخص مع الحدث بعدد من الطرق تجاه الخسارة أو الفقدان، وفق أبو زناد، لكن الحزن يتكون في نهاية المطاف من عواطف أو انفعالات رئيسية عدة، يأتي القلق واليأس أولا في غالب الأحيان، كما أن الغضب شائع أيضا، بما في ذلك الشعور بالغضب تجاه أي شخص قد مات أو خسرته في الحياة جراء موقف ما، وهذا جزء طبيعي من عملية الحزن.
ويلفت أبو زناد إلى أن أهمية معرفة المشاعر في هذه الأوقات، وإدراك شيوعها، يمكن أن يساعدا على التكيف معها، ولكن من المهم جدا أن نعرف أنها سوف تمر وتنقضي، ومع ذلك يستغرق بعض الناس وقتا أطول من غيرهم للتعافي، ويحتاج بعضهم إلى المساعدة من طبيب أو ناصح (خصوصا في حالات الفقدان بالموت)، ولكن في نهاية الأمر يتكيف المرء مع الخسارة، وتخف شدة المشاعر الجياشة عادة.
إيمان صادق (25 عاما)، تقول “جمعتني بصديقتي أشياء كثيرة، لم تكن واحدة منا تفارق الأخرى، كنا شريكتين في كل شيء، 12 عاما حلوة ومرة جمعتني بها، كنت أحبها أكثر من نفسي، كيف لا، وقد ربطت المشاعر الأخوية بيننا من المرحلة الإعدادية حتى دخلنا الحياة العملية، فكانت تجدني في كل أفراحها وأحزانها وكاتمة أسرارها”.
وبألم شديد تضيف إيمان “خسرت صديقتي لسبب اعتقدته بسيطا وعاديا، عندما قمت بإخبار صديقاتنا الآخريات بأن هناك شخصا تقدم لخطبتها وتمت الموافقة عليه، وللأسف لم تتقبل صديقتي فرحتي بها والإفصاح عن حدث سعيد يخصها، وقررت مقاطعتي”.
تتابع “رغم مضي أكثر من عامين على قطيعة صديقتي لي، إلا أنني لم أتوقف عن سؤال نفسي، هل يعقل أن تنتهي صداقتنا لهذا السبب، أم أنني كنت أعيش وهم صداقة مع من لا تستحق، ولكن أدركت مؤخرا أن الإنسان من الصعب أن يحتفظ بصداقة مدى العمر”.
ويؤكد الأربعيني سليم نصار، أن فقدان الصديق الحقيقي لا يمكن تعويضه، واصفا حكايته مع صديق عمره أبو أشرف الذي حظي بفرصة عمل خارج المملكة، أقدم عليها لتحسين أوضاعه المالية.
يقول نصار “حاولت إخفاء حزني عندما علمت بموضوع سفره، وتأثرت كثيرا، ولاحظ جميع المحيطين بي انعكاس هذا على حالتي النفسية، فلم أجد يوما أوفى من هذا الصديق، ووقوفه بجانبي في أوقات الشدة، ولجوئي له في أوقات عدة، فمهما تحدثت لا أوفيه حق الصديق”.
ويضيف “ما نزال على تواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأترقب مجيئه لقضاء إجازة العطلة الصيفية بفارغ الصبر، ورغم تواصلنا إلا أن الغربة غيرت العديد من طباعه بل وأفقدتني أعز أصدقائي”.
من جانبه، يشير استشاري الاجتماع الأسري مفيد سرحان، إلى أن الصداقة مأخوذة من الصدق وهذا دليل على أهمية الصداقة ومعناها، وهي علاقة بين شخصين يريد كل منهما الخير للآخر، ويجد كل منهما الارتياح للآخر، ويتبادلان المشاعر، والصداقة حاجة ضرورية للإنسان، والإنسان لا يستطيع العيش بدون أصدقاء، والصداقة تحتاج إلى عطاء متبادل، ولذلك يجب أن يحسن الإنسان اختيار أصدقائه، وأن يحافظ على الصداقة.
وينوه سرحان إلى أن الصداقة يجب أن تتم باختيار وأن لا تترك إلى الصدفة، حتى لا يندم الإنسان عليها، بعد فوات الأوان، وللصداقة حقوق وواجبات ومن حقوقها الإيثار، ومساعدة الآخر، وكتمان سره، والعفو عن زلاته، وتقديم النصيحة والعون له، والتخفيف عنه عند مصابه، والدفاع عنه في غيابه.
وأعظم صور وفاء الصديق تكون بعد الوفاة، وذلك بالدعاء له والتواصل مع أصدقائه ومحبيه، وحفظ أسراره حتى بعد الموت، والصداقة لها فوائد كثيرة، منها تبادل الخبرات والمعارف وتقديم العون والمساعدة ومساندة الآخر وتشجيعه، وفق سرحان.
ويلفت، من المهم أن يكون للآباء دور في التعرف على أصدقاء أبنائهم بالتأكد من أنهم مناسبون للأبناء، وأيضا السماح للأبناء بدعوة أصدقائهم إلى المنزل والتعرف إلى أسرهم.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى