»أرجوكم: "داعش" ليس الإسلام!
12/2/2015, 15:54
الكاتب: موفق ملكاوي.
في
جريدة الغد.
يحق لجميع الغاضبين أن يصبوا جام غضبهم على ذلك التنظيم الإرهابي الذي يحاول أن يحتكر الحقيقة في زمن الوهن الإسلامي، وأن ينتصر للعنف والتطرف والإرهاب في وقت لا تقوى فيه الحقيقة على رفع رأسها.
هذا حق مشروع للغاضبين في زمن اللاجدوى، خصوصا أن ردود الأفعال غالبا ما تعبر عن الإحباط، وليس عن كامل الحقيقة في الشعور أو السياق الواقعي.
لا نمتلك في هذا الأمر إلا أن نكون متفهمين لانطلاقات الشعور بالإحباط لدى أولئك الذين يريدون للعجلة أن تسير كيفما اتفق، ولكننا لن نكون متفهمين لكثير من الأطياف التي امتلكت رؤية خبيثة، وحاولت، على مدار الأزمة، أن تحول السياق إلى إشكالية واقعية ومتجذرة في الفكر الإسلامي، من غير أن تنظر إلى أسس التطرف، أو النظر للأزمة من خارج الواقع الإسلامي الحقيقي الذي يتبصر الحقيقة من منطلق الحسن والقبيح. هذا تصيد في غير موضعه. وقد لمسناه ورأيناه في كثير من محاولات "التجند" بالوطنية في أزمة الشهيد معاذ الكساسبة، والانطلاق من منظومات شبيهة إلى حد كبير بـ"الموضوعية" خلال تلك الأزمة.
إن فئة وجدت في تصرفات التنظيم الإرهابي "داعش" فرصة مواتية للانتقاص من الإسلام كدين وطريقة حياة، لا يمكن لها أن تتصف بالرشاد والموضوعية لكي ترسم طريقا قويمة نسير عليها في المرحلة المقبلة.
لا نريد أن "نهرب من الدلف إلى المزراب"، فأولئك الذين تحينوا الفرصة لكي ينتقصوا من ديننا، لا يمكن لهم أن يكونوا شركاء لنا في الوطن، خصوصا أنهم لم يدركوا أن "داعش" هو نقيضنا الإنساني، وأننا، كبشر محمولين على الخير والجمال، لا يمكن لنا أن نؤيد تصرفاته الهمجية، حتى لو اشترك معنا التنظيم في الطائفة نفسها.
في معادلة التوازن النفسية الإنسانية، نريد، أكثر ما نريد، أن نرهن وجودنا إلى إنسانية مطلقة ترى في الحياة قدسية لا يتنازع فيها اثنان. تلك من الممكن أن تكون حقيقة إذا أقرناها بحيّز كبير للطوائف الأخرى التي من الممكن أن تشاطرنا قناعاتنا، ولكننا بالتأكيد سوف نكون ضعيفين جدا إذا أبقينا على مبدأ "التقية"، وغامرنا بكل تواصلنا الإنساني الحقيقي غير المرتبط بقناعاتنا الإنسانية البحتة البعيدة عن اصطفافاتنا السياسية.
في المحصلة؛ الإسلام براء من سلوكيات تلك الفئة الباغية، والاصطفاف ينبغي أن يكون على أساس الإنسانية، وليس على مبدأ المصلحة الآنية. فمن الممكن أن تتغير المعادلة على الأرض في أي لحظة. لكن المعادلة الإنسانية البحتة لا تتغير بسهولة.
هذا هو النداء الإنساني الذي نطلقه اليوم: كونوا إنسانيين بعيدا عن الأجندات الشخصية التي قد توفرها لكم مظلات عديدة، ومن ضمنها التمويل الأجنبي الذي من الممكن أن يكون مشبوها. وتفكروا بأصدقاء كثيرين، شاركوكم النضال، ولم ينبهروا بمقولات الحرية والعدالة التي كانت غريبة تماما عن قاعدتها الحقيقية.
هذا هو المقال في أردن بات على عتبة جديدة اليوم؛ لا نريد للمشبوهين أن ينظروا لمستقبلنا، ولا نريد لهم أن يرموا إسلامنا بالشبهات التي لا براء منها، فداعش ليس منّا، حتى لو اشتركنا معه في الطائفة.
أيها الغائمون.. افهموا. نحن مسلمون سُنّة، ولكننا لسنا "داعش"!
في
جريدة الغد.
يحق لجميع الغاضبين أن يصبوا جام غضبهم على ذلك التنظيم الإرهابي الذي يحاول أن يحتكر الحقيقة في زمن الوهن الإسلامي، وأن ينتصر للعنف والتطرف والإرهاب في وقت لا تقوى فيه الحقيقة على رفع رأسها.
هذا حق مشروع للغاضبين في زمن اللاجدوى، خصوصا أن ردود الأفعال غالبا ما تعبر عن الإحباط، وليس عن كامل الحقيقة في الشعور أو السياق الواقعي.
لا نمتلك في هذا الأمر إلا أن نكون متفهمين لانطلاقات الشعور بالإحباط لدى أولئك الذين يريدون للعجلة أن تسير كيفما اتفق، ولكننا لن نكون متفهمين لكثير من الأطياف التي امتلكت رؤية خبيثة، وحاولت، على مدار الأزمة، أن تحول السياق إلى إشكالية واقعية ومتجذرة في الفكر الإسلامي، من غير أن تنظر إلى أسس التطرف، أو النظر للأزمة من خارج الواقع الإسلامي الحقيقي الذي يتبصر الحقيقة من منطلق الحسن والقبيح. هذا تصيد في غير موضعه. وقد لمسناه ورأيناه في كثير من محاولات "التجند" بالوطنية في أزمة الشهيد معاذ الكساسبة، والانطلاق من منظومات شبيهة إلى حد كبير بـ"الموضوعية" خلال تلك الأزمة.
إن فئة وجدت في تصرفات التنظيم الإرهابي "داعش" فرصة مواتية للانتقاص من الإسلام كدين وطريقة حياة، لا يمكن لها أن تتصف بالرشاد والموضوعية لكي ترسم طريقا قويمة نسير عليها في المرحلة المقبلة.
لا نريد أن "نهرب من الدلف إلى المزراب"، فأولئك الذين تحينوا الفرصة لكي ينتقصوا من ديننا، لا يمكن لهم أن يكونوا شركاء لنا في الوطن، خصوصا أنهم لم يدركوا أن "داعش" هو نقيضنا الإنساني، وأننا، كبشر محمولين على الخير والجمال، لا يمكن لنا أن نؤيد تصرفاته الهمجية، حتى لو اشترك معنا التنظيم في الطائفة نفسها.
في معادلة التوازن النفسية الإنسانية، نريد، أكثر ما نريد، أن نرهن وجودنا إلى إنسانية مطلقة ترى في الحياة قدسية لا يتنازع فيها اثنان. تلك من الممكن أن تكون حقيقة إذا أقرناها بحيّز كبير للطوائف الأخرى التي من الممكن أن تشاطرنا قناعاتنا، ولكننا بالتأكيد سوف نكون ضعيفين جدا إذا أبقينا على مبدأ "التقية"، وغامرنا بكل تواصلنا الإنساني الحقيقي غير المرتبط بقناعاتنا الإنسانية البحتة البعيدة عن اصطفافاتنا السياسية.
في المحصلة؛ الإسلام براء من سلوكيات تلك الفئة الباغية، والاصطفاف ينبغي أن يكون على أساس الإنسانية، وليس على مبدأ المصلحة الآنية. فمن الممكن أن تتغير المعادلة على الأرض في أي لحظة. لكن المعادلة الإنسانية البحتة لا تتغير بسهولة.
هذا هو النداء الإنساني الذي نطلقه اليوم: كونوا إنسانيين بعيدا عن الأجندات الشخصية التي قد توفرها لكم مظلات عديدة، ومن ضمنها التمويل الأجنبي الذي من الممكن أن يكون مشبوها. وتفكروا بأصدقاء كثيرين، شاركوكم النضال، ولم ينبهروا بمقولات الحرية والعدالة التي كانت غريبة تماما عن قاعدتها الحقيقية.
هذا هو المقال في أردن بات على عتبة جديدة اليوم؛ لا نريد للمشبوهين أن ينظروا لمستقبلنا، ولا نريد لهم أن يرموا إسلامنا بالشبهات التي لا براء منها، فداعش ليس منّا، حتى لو اشتركنا معه في الطائفة.
أيها الغائمون.. افهموا. نحن مسلمون سُنّة، ولكننا لسنا "داعش"!
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى