أسر الطيار: حدث مؤلم للأردن لكنه لن يغير استراتيجية حربه على الإرهاب

أكد الأردن أمس، أن "الحرب على الإرهاب مستمرة"، وأن المعركة ضده هي "من أجل الدفاع عن صورة الإسلام الحنيف"، اعتبر مراقبون أن أسر الملازم أول الطيار الأردني معاذ الكساسبة أمس، على يد "داعش"، "لن يغير" موقف الأردن، بل قد يزيده اصرارا، على خوض الحرب ضد التطرف".
كما ذهب بعض المحللين، الذين تحدثت معهم "الغد" أمس، إلى أنه رغم الحزن الشعبي الكبير على أسر الكساسبة، الذي يعد أول أسير، يقع بيد تنظيم "داعش" منذ بدء هجمات التحالف الدولي الجوية، في أواخر أيلول (سبتمبر) الماضي، إلا أنه "بالعادة لا تغير الدول استراتيجياتها، بمجرد أول وجبة من الخسائر تمنى بها".
ورأى بعضهم أن مجرد الدخول في التحالف، كان يعني وقوع مثل هذه الأمور، فهذه "حرب"، تنتج عنها حوادث مختلفة وضحايا.
وبينما وصف وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد المومني لـ"الغد" امس،  الطيار الأردني الكساسبة بـ"نموذج للبطولة والفداء"، أكد على أننا "نتعاضد جميعنا مع أهله وعشيرته وزملائه في السلاح"، وأضاف مؤكدا على ان "جيشنا قوي وبطولات الجنود الأردنيين تشهد لها ساحات المعارك منذ العام 1948".
وفي أول رد فعل حكومي أمس، بعيد الاعلان عن سقوط الطائرة الاردنية المقاتلة وأسر الكساسبة في منطقة الرقة السورية، قال المومني "كل الأردنيين يقفون صفا واحدا مع جنود الجيش العربي البواسل، في مسعاهم الطهور للحفاظ على شرف الأمة، وخدمة التراب الوطني. الحرب على الإرهاب مستمرة، ومعركتنا ضده من أجل الدفاع عن الدين الإسلامي الحنيف".
من جانبه، عبر الخبير في شؤون الجماعات الاسلامية و"الجهادية" حسن ابوهنية عن اعتقاده بأن "الموقف الأردني لن يتغير، بل قد يزيد اصرارا وقوة، على ما كان عليه سابقا، لناحية محاربة الإرهاب".
وتوقع أبو هنية أن يقترح تنظيم "داعش" على الأردن "الانسحاب من التحالف الدولي، الا ان الأردن لن يستجيب لتلك الدعوة بالتأكيد، وسيزيد من اصراره بالمشاركة في التحالف".
كما ذهب ابو هنية الى القول ان الأردن، وفي المعركة مع "داعش" لديه "كل الخيارات".
وحول السيناريوهات المتوقعة للتعامل مع مثل هذا الأسر، رأى أبو هنية أن السيناريوهات الثلاثة معروفة، وهي "إما التفاوض، واستبدال الطيار بمعتقلين أو سجناء، أو فدية مالية أو رفض كلاهما من قبل "داعش" واللجوء إلى أسلوب آخر".
ويتوافق الكاتب والمحلل السياسي عريب الرنتاوي مع أبو هنية، لناحية أن "الأردن لن يغير سياسته"، وأنه "عندما ذهبت المملكة بعضوية التحالف كانت تعرف أن مثل هذا الأمر قد يحصل".
ورغم أنه أمر مؤلم ويحزن الجميع، لكن هذا لن يغير في استراتيجيات الدولة، في محاربة "داعش" في سورية والعراق، وفقا لمدير مركز القدس للدراسات الرنتاوي، والذي يتابع "نتمنى ان يعود الكساسبة سالما غانما، وان الأردنيين جميعا يتضامنون مع اهله ويصلون لعودته سالما"، الا انه في العادة "لا تغير الدول استراتيجياتها بمجرد أول وجبة من الخسائر التي تمنى بها".


#كلنا معاذ الكساسبة