دور المكتبة المدرسية في التعلم المدرسي الراهن
8/11/2014, 21:15
الإطار العام للبحث :
المقدمة :
مع تبدل أسس ومبادئ التربية في العصور الحديثة و ذلك بتغير نظريات التربية والتعليم ليشكل التعلم والتعليم الذاتي المحور الأساس في العملية التربوية والتعليم المدرسي.
إن المكتبة المدرسية مع وسائط التعلم الأخرى في العصر الراهن وهي كثيرة تعد مصادر للتعلم المدرسي الراهن.
تحديد مشكلة البحث:
رغم وجود المكتبة المدرسية كأحد مكونات المدرسة إلاّ أنها لا يعار إليها أي اهتمام إلاّ لتقضية وقت فراغ و بذلك فأن دورها يصبح ثانوياً في بعض الأنظمة التربوية ومنها نظامنا التربوي (في اليمن).
فجاء هذا البحث ليبين دور المكتبة المدرسية في التعلم المدرسي الحديث.
هدف البحث:
استقصاء الآراء ووجهات النظر المختلفة حول دور وأهمية المكتبة المدرسية في النشاط المدرسي الصفي واللاصفي في العملية التعلمية والتعليمية.
أسئلة البحث:
(1 ما الخلفية التاريخية للمكتبة المدرسية؟
(2ما أنواع المكتبات المدرسية؟
3) ما أهداف المكتبة المدرسية؟
4) ما دور المكتبة المدرسية في التعلم المدرسي الراهن؟
مصطلحات البحث:
( 1)المكتبة المدرسية:
1. تعريف (الكعبي):" المجموعات المنظمة من المواد مطبوعة وغير مطبوعة أي (مصادر المعلومات) الموجودة المدرسة في مكان واحد داخل المدرسة تحت إشراف فني متخصص (الكعبي:2000:80)
2. تعريف (مارشال): يرى (مارشال) بأن "المكتبة المدرسية بمفهومها التربوي المعاصر, يمكن أن تسمى بأحد المسميات التالية:
(1)مركز تعلم (2) مركز المواد الإعلامية (3) مركز وسائل التعلم (4) مركز المواد التعليمية (5) مركز مصادر التعليم (6) مركز الوسائط المتنوعة.
3. تعريف (الدرهوبي): يعرفها بأنها "مركز للتعليم يستطيع الطالب من خلاله استخدام مصادرها المختلفة للحصول على المعلومات بهدف البحث والاستشارة أو القراءة الترويحية, كما أصبح الهدف منها تدعيم و إثراء المناهج الدراسية ومواكبة فكر التربوي الحديث الذي يؤ كد على ضرورة توفير الفرص الكافية للطلاب لتحقيق النمو المتكامل على أسس فردية وفق قدراتهم وميولهم واستعداداتهم وقد أدى ذلك إلى ضرورة توفير كافة أشكال المواد التعليمية وأجهزتها المتمثلة في أ وعية الذاكرة الخارجية و ألآت تشغيلها وتخطيط برامج موسعة وشاملة المكتبة المدرسية باعتبارها محوراً للعملية التعليمية والتربوية والثقافية المتصلة بها.
4. تعريف (عاشور): يعرفها بأنها "تلك المكتبة التي تلحق بالمدارس سواء الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية ويشرف على إدارتها وتقديم خدماتها أمين المكتبة أو معلم يعينه عادةً مدير المدرسة وتهدف إلى تقديم الخدمات المكتبية المختلفة إلى مجتمع المدرسة المكون من الطلبة والمدرسين.
(2) التعلم المدرسي الحديث:
1 . تعريف (الزيود): يعرفه بأنه "التعلم المنظم الذي يتم في الصف المدرسي وتحت إشراف المعلم داخل الصف." (الزيود :1999: 33)
2 .تعريف (دندش) :يعرفه بأنه" تعلم منظم يسير وفق تنظيم مرسوم محدد الأهداف والغايات (دندش :2003:119) وهو موجه إلى غايات محددة (دندش :2003 :120 )
و يقصد بالتعلم اكتساب معرفة أو تعلم مهارات والتعلم بهذا المعنى يعتبر جزءاً من التربية, التي يتسع مفهومها ليشمل جميع المؤثرات والخبرات والوسائط التي تؤثر في سلوك الإنسان سواء ما كان منها داخل المدرسة أو خارجها سواء اكتسب الخبرة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة, مقصودة كانت أو غير مقصودة ومعنى ذلك أن التربية أعم وأشمل من التعلم لأنها تحدث في المجتمع ككل(والمدرسة جزء منه) (دندش252:2003:)
3. تعريف (المتبولى) : و يعرفه المتبولى بأنه "تعليم المدرسة يكفل للمتعلم التمرس على طريقة التفكير السليم وتؤمّن له حدا أدنى من المعارف والخبرات التي تسمح له بالتهيؤ للحياة وممارسة دوره كمواطن منتج. (المتبولى:2003م:32 )
4. تعريف (قاموس التربية): بأنه " تعليم يتم في مؤسسة تتكون من معلم واحد على الأقل وتلاميذ, بغض النظر عن وجود مبنى أو معدات. (الخولي: 1981:424)
5. تعريف (القاموس التربوي ) بأنه " تعليم الشخص, أو هو تلك العملية التي يتم الحصول من خلالها على التعليم, وخاصة إذا كانت تتضمن مدارس أو معاهد تعليمية رسمية أخرى. (الدبوس:2003: 868-867)
6. تعريف (***ster Dictionary):وعرفه بأنه" التدريب أو التعليم, وخاصة التعليم الرسمي في المدارس." (P.1201:1997:***ster)
7. تعريف (Terminology of tech.voc.edu) :عرفه بأنه "تعليم منتظم يتم عادة في المدارس وبقية المؤسسات التعليمية في إطار النظام التربوي." (P.15:1978:Unesco)
مدخــــــــــل تاريخـــــــــي عن المكتبات المدرسية:
المكتبات المدرسية في أوربا والدول الغربية:
لم يعرف الغرب المكتبات في العصور الوسطى إلاّ النادر منها وخاصة المتصلة بالأديرة فقد كان الجهل مخيماً على أوربا آنذاك نتيجة لسيطرة الكنيسة على الحياة مع اعتماد اللغة اللاتينية لغة للتعليم. و أول دير حوى مكتبة هو (دير مونت كاسيو) في 529م وكان أول من أسس مكتبة في الأديرة هو (القديس سانت بندكت).
و بمقارنة بسيطة بين مكتبات العالم الإسلامي ومكتبات الغرب في العصر الوسيط, نجد فارق بينهما ففي حين تكثر المكتبات والكتب في العالم الإسلامي وهي متاحة للجميع نجدها ضئيلة لا تعد بالمئات في مكتبات أوربا فكانت أضخم مكتبة في أوربا آنذاك وهي مكتبة كاتدرائية مدينة (كونستاتز) تحوى (356كتاباً) فقط كلها كتب دينية. وقد وجد في مكتبة (دير البندكين) عام 1032م ما يزيد على ( 100كتاباً) فقط بقليل. (حمادة:1987:17)
إلاّ أن أوربا والعالم الغربي شهدت تطورات في أثناء عصر النهضة وكان اختراع الطباعة فاتحة لتطورات متلاحقة شهدتها أوربا و أمريكا وشاعت حتى صارت كل مدينة لا تخلو من وجود مكتبات كثيرة فيها وتنوعت المكتبات في اختصاصاتها وفي طبيعة قرائها وفي طبيعة المواد التي تحفظها, وقد عرفت هذه الدول علم يختص بضوابط وقواعد تنظيم هذه المكتبات يسمى (علم المكتبات ).
المكتبات المدرسية في العالم العربي والإسلامي:
تعود نشأة المكتبات المدرسية في الحضارة الإسلامية إلى العصر العباسي الذي يعد عصر العلم والإبداع في مختلف جوانب الحضارة الإسلامية ومنها المكتبات التي أنشئت في المدارس القائمة آنذاك (المبرز:1996:49) ففي حينها بلغت أوج مجدها العلمي والمعرفي والحضاري ببناء تلك المؤسسات التعليمية وملحقاتها من المكتبات المدرسية.
فالمدارس لم تعرف في التاريخ الإسلامي إلاّ في فترة متأخرة و كان المسجد المكان الطبيعي للتعلم في العهد الأول للإسلام و بعض بيوت الصحابة (رضوان الله عليهم) التي كان فيها يعلم معلم الإنسانية الأول (رسول الله صلى الله عليه وسلم) القران الكريم كدار الأرقم ثم كان أمر المسجد والكتاب.
و مع ظهور المدارس عرفت المكتبات التي تلحق بالمدارس (المكتبات المدرسية) فكثرت هذه المكتبات في العصور الإسلامية لدرجة أننا قل أن نجد مدرسةً أو مسجداً أو غيرها من مؤسسات التربية الإسلامية دون أن تزود بخزانة كتب نافعة, تعين المدرسين على التأليف والطلاب على المذاكرة (ضيف:1996:49) ,ففي دمشق وحدها كان هناك نحو ثلاثين مدرسة في القرن الخامس الهجري, درس فيه الأئمة الأعلام, وتشغل المكتبة فيها حيزاً واضحاً مرتكزة العملية التعليمية والمساند الرئيس لها. (المبرز:1996:49)
عرفت الدولة الإسلامية في أوج حضارتها أنواع مختلفة من المكتبات العامة المتصلة بالمساجد (دور العلم آنذاك) لتكون في متناول الدارسين فيها والوافدين إليها, ثم أنشئت متصلة بالمدارس عند بدء ظهورها وانتشارها (ضيف:1996:271) في كثير من الدول الإسلامية كالعراق و خراسان وسوريا ومصر (ضيف:1996:272) واليمن (الديفاني:1996:19)
و قد حظيت هذه المكتبات في التاريخ الإسلامي باهتمام الحكام والأمراء والمماليك والعلماء وكان همهم أن تكون لكل مدرسة مكتبة تسهل عملية التحصيل لدى الطلاب والمدرسين وتساعدهم على توفير المصادر المختلفة التي يطلبونها. (المبرز:1996:49)
ويذكر عدد من المؤرخين أن أول من أسس مدرسة في الإسلام هو (نظام المُلك) وزير صلاح الدين الأيوبي (وهو وزير السلاجقة الشهير) في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري (المبرز:1996:50) ومعها انتشرت المدارس في أرجاء الدولة الإسلامية وخاصة المدن الكبرى مثل بغداد, أصبهان, نيسابور وغيرها (حسن:1985:17)
واُلحِقت بتلك المدارس مكتبات وخزانات كتب غنية بالنوادر والغرائب من الكتب الموقوفة والمهداة من مؤسسها (نظام الملك) أو من العلماء الزائرين. وعرفت بغداد قبل سقوطها على يد المغول كثير من المدارس . وكان أفخمها ما عرفت باسم (المدارس المستنصرية) نسبة إلى مؤسسها الخليفة العباسي ((المستنصر بالله )). (حسن :1985:17)
إلاّ أن حقيقة ظهور المدارس في العهد الأيوبي ومخالفه قول يرى بأنها ظهرت قبل ذلك بفترة ليست وجيزة ولكن يمكن القول بأنه أي (نظام الملك) أول من نظمها وجعلها عملاً رسمياً تقوم به الدولة وتلتزم به وتقدم له التسهيلات التي تسهم في بنائه وتطويره, كما أنه نشرها في عدد من المدن كما جاء ذكره في موضع سابق من البحث. ويذكر المبرز في بحثه ((واقع مكتبات المدارس الثانوية للبنين بمدينة الرياض)) بأن نظامية بغداد أشهر هذه المدارس, حيث تخرج فيها عدد من بيد المغول ونجت من الهلاك.
و قد يكون من الصعب تحديد أول مدرسة في تاريخ الإسلام احتوت على مكتبة, إلاّ أنه من الممكن القول, بأن أقدمها (المدرسة البيهقية) في نيسابور حيث يعود تاريخها إلى القرن الرابع الهجري وقد ضمت مكتبة وقفت عليها.
ويشير عبد الدائم في كتابه (( التربية عبر التاريخ)) في صفحة 154 إلى المدرسة المستنصرية التي بناها الخليفة المستنصر في بغداد في القرن الثالث عشر الميلادي تعد من أجمل مدارس العالم الإسلامي وبها كثير من الملحقات ووصف وشرح ما فيها وما تم فيها من عمل وما تزود به من الطعام ومن ضمنها مكتبة كبيرة تحتوي على مختلف الكتب في شتى العلوم, رتبت بحيث يسهل على كل طالب الإطلاع على ما يريد وزودت بالحبر والورق لمنفعة القراءة والناسخين. (عبد الدائم:1978:154)
وبحسب عبد الدائم فأنه يمكن تقسيم المكتبات التي ظهرت في العالم العربي الإسلامي أقساماً ثلاثة: مكتبات عامة, مكتبات ما بين العامة والخاصة, ومكتبات خاصة. أما المكتبات العامة فقد أنشئت في المساجد لتكون في متناول الدارسين. و قد كانت هذه المكتبات كثيرة جداً, بحيث كان من الصعب أن تجد مسجداً أو مدرسة دون أن تكون مزودة بمجموعة من الكتب يرجع إليها الطلاب والباحثون. ومن أشهر هذه المكتبات ((بيت الحكمة)) الذي أسسه (هارون الرشيد), و الذي بلغ ذروته في عهد المأمون ولقد كان وغيرها أخرى في النجف تسمى ((المكتبة الحيدرية)) و أخرى ((خزانة سابور )) التي أنشأها (أبو نصر بن أرد شير المتوفى416 هـ) وكان تأسيسها عام 383هـ في بغداد فكان ممن يتردد عليها أبو العلاء المعري دون انقطاع. إذ كانت مكانه المختار. (عبد الدائم:1978: 159,158)
وقد انتشرت المكتبات المدرسية مع انتشار بناء المدارس في كثير من الأقطار الإسلامية فقلما خلت مدرسة من المدارس التي انتشرت في العراق وخراسان وسورية ومصر من مكتبة تتبعها (عبد الدائم:1978:159) ومثال ذلك المدارس التي انتشرت في العصر الأيوبي ومنها المدرسة النورية, الفاضلة وغيرها كثيرة.
أما العصر العباسي فقد أنشئت فيه العديد من المدارس في كثير من وألحقت بها مكتبات اشتملت على أنواع كثيرة من المعرفة الإنسانية.(حسن:1985:17)
ومن المكتبات الملحقة بالمدارس أيضاً في بغداد مكتبة ابن جبيرة ومكتبة مدرسة الفاخرية, ومكتبة مدرسة الجوزية, ومدرسة السعودية, ومدرسة عبيد الله.
أما المدارس الأولية فكانت كثيرة, ولها مكتباتها الخاصة المتصلة بالمواد التي تدرس فيه ا, كالتي في مصر وهي كثيرة مثل المدارس الصالحية والصاحبية وغيرها. (حسن:1985:18)
ولقد أسهم وقف الكتب والمكتبات الخاصة على المدارس في توفير مصادر المعلومات في المدارس, وتوفير المعرفة لطلاب العلم على مدى قرون طويلة. حتى أن كثير من المكتبات كانت نشأتها قائمة على مجموعة من الكتب الموقوفة من العلماء وطلبة العلم وأهل الخير.(المبرز:1996:50)
فكان إدراك الأسلاف لأهمية الكتاب ودوره في التعليم وحاجة المعلم والمتعلم سبباً في إنشاء المكتبات بالمدارس الموجودة في ذلك الوقت, ومن ثم استمرار تزويدها بالكتب التي تتصل بالمجالات الموضوعية المختلفة. (المبرز:1996:51) فكانت المكتبة المدرسية مكاناً للرقي الفكري والإشعاع الروحي, مركزاً للمعرفة, ووحدة وظيفية لها غاية ورسالة حيوية, وكانت ثرواتها الضخمة من مجموعات الكتب في خدمة المدرسين والطلبة, فكان الاهتمام بالمكتبة المدرسية لتحقيق فلسفة التعليم في العصر الوسيط باعتبارها المركز الفعال للنشاط المدرسي (حسن:1985:21)
كانت المكتبة المدرسية تعتمد فيما مضى اعتماداً كلياً على ما فيها من كتب وهكذا كانت المكتبة المدرسية. (حسن:1985:22)
ففي العصر المملوكي أنشى العديد من المدارس في القاهرة ودمشق, وألحقت بها مكتبات خاصة بها. وقد عرفت هذه المكتبات نظاماً لضبط الكتب فيها واستعمالها لروادها بحيث لا تخرج من المدرسة. وكان للمدرسة بواباً حافظاً و يعد أميناً على المكتبة يضبطها ليلاً ونهاراً بفتحها وإغلاقها في الأوقات المعهودة ولا يترك الباب إلاّ لعذر.
ومن أمثال مدارس العصر المملوكي نذكر المدرسة السلطانية بمكتبتها العظيمة, والمدرسة الأشرفية واشتهرت بمكتبتها والتي تعد من أكبر المكتبات المدرسية المملوكية, والمكتبات التي أنشأها المماليك الجراكسة, بل كانت محور النشاط التعليمي البحثي. (حسن:1985:21)
أما اليمن فقد عرفت المكتبات المدرسية في عهد الملك المؤيد داود بن الملك المظفر, أبتنى الملك السلطان في سنة 672م, مدرسة غربي تعز أسماها (المؤيدية) نسبة إليه وكانت عمارتها على يد القاضي جمال الدين أبي بكر بن اليحيوي. ووقف عليها خزانة من الكتب النفسية. (الذيفاني:1996:19)
وقد أوقف الفقيه محمد بن إبراهيم بن يوسف الجلا الملقب جمال الدين كتباً كثيرةً ونفيسة لمدرسة بناها في زبيد للحنفية فهكذا كان شأن الفقهاء. (الديفاني:1996:24)
يتضح مما سبق بأن تاريخ المكتبات المدرسية يتصل بتاريخ المدارس في الإسلام, حيث كانت توجد مكتبات مستقلة أو ملحقة بكل مدرسة, بغرض مساعدة طلاب العلم والمتعلمين. (المبرز:1996:51)
و يؤكد المبرز (1996:51) في بحثه الموسوم "واقع مكتبات المدارس الثانوية للبنين بمدينة الرياض" أسبقية العرب والمسلمين إدراك العلاقة الوثيقة بين العملية التعليمية وتوفير المكتبة داخل المدرسة, ليتسنى للطالب الخروج من دائرة الاعتماد على ما يسمعه من المدرسين إلى عالم أرحب تتعدد فيه مصادر التلقي.
إن التلازم بين المكتبة المدرسية في تلك الأيام الغابرة بل الانحدار تحت سيطرة الأمية المدمرة يبين بجلاء ووضوح ما يمكن أن يعرف في الوقت الحاضر بالوسيلة التربوية, والتي تؤكد على أهمية وجود مكتبة في كل مؤسسة تعليمية. (المبرز:1996:51)
كما أن التلازم في حد ذاته يعد سبقاً حضارياً فطن إليه العرب والمسلمين. واستفادت منه الحضارات الأخرى في رفع المستوى الفكري والثقافي في مجتمعاتها, وذلك ما هو عليه الوضع في الغرب, إذ عندما يبدأون في بناء مدرسة, تكون المكتبة قد أخذت حيزها في المبنى, ثم يكون التوجه بعد ذلك للاهتمام بما في داخل المكتبة من مصادر علمية وتربوية.
ويجب ألاّ يغيب عن الذهن أ ن مكتبات المدارس في الإسلام لا ينسحب عليها بصفة مباشرة ما هو معهود في مكتبات المدارس في العصر الحديث بالتغيير والتطور في أساليب التربية والتعليم نتيجة لعلاقتها المباشرة بهما. و قد بدأ التطور الفعلي للمكتبة المدرسية مع نهاية الحرب العالمية الثانية نتيجة للدعم المالي والجهود الفعالة التي شاركت بها الجمعيات المهنية للمكتبات في مختلف دول العالم.
من مظاهر ذلك التطور ما قامت به الجمعية الأمريكية للمكتبات المدرسية في عام 1960م عندما نشرت الوثيقة الوحيدة البالغة الأهمية في تاريخ تطور المكتبات المدرسية, حيث تضمنت الوثيقة (المكتبة المدرسية كقوة تعليمية ). وتوضح مقدمتها النواحي التي ينبغي أن تتعرض لها المكتبة المدرسية من منطلق دورها التعليمي والتربوي في المجتمع.
هذا وقد حققت المكتبات المدرسية في العشرين سنة الماضية تقدماً ملحوظاً ونمواً مطرداً من كافة الجوانب, كان من نتائجه دمج مجموعات مصادر التعليم بالمكتبة سواء المواد المطبوعة وغير المطبوعة, والاستفادة من هذه المجموعات في مساعدة إعداد البرامج التعليمية ونتج عنه أيضاً ازدياد كبير في إعداد المكتبات المدرسية وحجمها, واهتمام الدول المتقدمة علمياً بدعم المكتبة المدرسية الحديثة وتطويرها. هذا بالإضافة إلى تحسين أوضاع العاملين فيها ورفع مكانتهم والاهتمام بمستويات تدريبهم وتعليمهم. (المبرز:1996:ص52)
أنواع المكتبات المدرسية :
تقسم المكتبات المدرسية بشكل عام إلى ثلاثة أنواع هي:ــ
. 1 مكتبة الصف: والتي تقع داخل الغرف الصفية وتضم عادة كتباً للمطالعة وغيرها من المواد التي تتصل بهوايات وميول الطلبة ودروسهم. (إسماعيل:2006:145), لقراءتها بحجرات الدرس أو المنازل كما يجب أن تشتمل على الكتب الدينية المناسبة للسن والقدرات العقلية, وعلى بعض القواميس والقصص الشائعة والكتب الأدبية وبعض الكتب التي تتصل بالنشاط الفعلي الذي يقوم به التلاميذ. (المهندس:1984:63) وعادة يسهم طلبة الصف والمدرسون في اختيار وشراء مواد بالإضافة إلى ما يردها من كتب عن طريق المكتبة الرئيسة للمدرسة أو عن طريق الإهداء وعادة يقتصر استخدامها على الطلبة الصف. (إسماعيل:2006:145) ويوكل أمر تنظيم هذه المكتبة إلى طلاب الفصل تحت إشراف مدرسيهم . ومن خلال نشاط المكتبة, ويمكن التعرف على ميول التلاميذ واتجاهاتهم وقدراتهم على الاستيعاب.. وترسيخ عادة القراءة في نفوسهم عن طريق تقديم أنواع الكتب التي يميلون إلى قراءتها .. وكذلك الأمر بالنسبة إلى المجلات.
2. مكتبة المادة : وتسمى مكتبة المادة أو الموضوع, ويقصد بهذا النوع من المكتبات وضع مجموعات الكتب في حجرات أو قاعات مستقلة (المهندس:1984:63) بحيث تخصص كل قاعة لمادة أو موضوع معين أو لموضوعات ذو علاقة, كالتاريخ والجغرافيا مثلا, وتكون هذه المجموعات تحت تصرف الطلبة والمعلمين عند تدريس المادة أو القيام بأية نشاطات أو مشروعات تتصل بالمادة. وتتكون مجموعاتها عادة من الكتب والدوريات والمواد المطبوعة والمواد السمعية والبصرية كالصور والخرائط والمجسمات والنماذج والشرائح والأفلام وكل ما يتعلق بالموضوع من مواد مكتبية أو مصادر للمعلومات. (إسماعيل:2006:145) ويمكن للمكتبة المدرسية الرئيسة أن تمد مكتبة الفصل أو مكتبة المادة بكثير من الكتب اللازمة. (المهندس:1984:63)
ويعد هذا النوع من المكتبات ألزم المسائل التربوية والتعليمية بالنسبة لطلاب المشروعات والهوايات. (المهندس:1984:63)
.3 المكتبة الرئيسة (المركزية): تعد هذا النوع من المكتبات مركز إشعاع ثقافي ونشاط فكري بالمدرسة, فهي مركز القراءة ومكان الاستمتاع بصحبة الكتب والعكوف على البحث والاطلاع. وتعد وظيفتها أكبر وأضخم من النوعين السابقين, فليست لها مادة تخصص بل هي تزود جميع التلاميذ والمدرسين بالمادة التي تعينهم في جميع الموضوعات.. ونشاطها يختلف عن نشاط المكتبات الأخرى, فهي تقوم بتعريف المتعلم بنظم المكتبات العامة وطرق القراءة والاستعارة, وبتنظيم ندوات و إصدار مجلات دورية يقوم بإعداد موضوعاتها المتعلمون أنفسهم بإرشاد وتوجيه مدرسيهم كما تقوم بإنشاء جماعة المكتبة من المتعلمين الذين يميلون إلى القراءة وذلك بقراءة الكتب الجديدة أو المختارة وبتلخيصها ونقدها وعرضها على المتعلمين في حلقات خاصة. (المهندس:1984:63)
أهداف المكتبة المدرسية:
.1دعم وخدمة المنهج المدرسي:
تعد الغاية الرئيسة لمكتبة المدرسة, خدمة ودعم البرامج التعليمية واستكمال نواقصها (حمادة:1987:34)
ولكي يؤدّى هذا الهدف يجب أن يكتسب التلميذ القدرة على جمع الحقائق والمعلومات من مصادرها بجهوده الذاتية من مراجع ومصادر مختلفة وبذلك يتعلم الاعتماد على نفسه ويستمرىء متعة البحث ولذة الاكتشاف ويتعود الصبر والمثابرة من خلال الاطلاع الدائب.(المهندس:1984: 63,62)
لذا يجب أن تكون المكتبة المدرسية أساس العملية التعلمية التعليمية (المهندس:1984:62)
.2 غرس عادة حب القراءة والمطالعة عند المتعلمين:
وهذه العادة (القراءة والمطالعة) من أقل الهوايات عند المتعلمين في المجتمع العربي وهنا تبرز أهمية ودور المكتبة المدرسية في توفير الأنواع المختلفة من الكتب ومصادر المعرفة والثقافة الشائقة والهادفة والمناسبة لقدرات وميول وهوايات المتعلمين ويجب أن يتعاون أمين المكتبة المدرسية مع المدرسين في تشجيع المتعلمين على ارتياد المكتبة لأغراض القراءة والمطالعة. (عاشور:2004:43 ــ 45)
.3 تنمية قدرات المتعلمين في الاعتماد على أنفسهم في كسب المعرفة والتعلم:
وكذا التدرج في البحث, وحسن استيفاء المعلومات من المصادر والمراجع المطبوعة والمخطوطة, وعدم الاعتماد على المدرس في كل شيء, حتى يصل المتعلم إلى مرحلة الاستقلال في أبحاثه. (الخطيب:1986: 33ـــ34 )
4. تدريب وتنمية قدرات المتعلمين على استخدام الكتاب والمكتبة بفعالية:
ويمكن اعتبار ذلك من أهم واجبات المكتبة المدرسية عند دخول المتعلمين إلى المدرسة وذلك بتعريفهم على تعريفهم على الطريقة الفضلى في التعامل مع الكتاب والمصادر الأخرى للمعلومات, وعلى كيفية التعامل مع أمين المكتبة المدرسية (عاشور:2004:45) كيفية استعمال الكتاب, والغرض من فهرسة الكتاب وقائمة المحتويات, ومعاني المصطلحات, وصفحة العنوان, والصورة التي في صدر الكتاب .. الخ. ويجب أن يتبع ذلك تدريبهم على كيفية استعمال المكتبة: تصنيف الكتب وفهرسة المكتبة والغرض من وجودهما, وقوائم ومصادر الكتب واستعمال الدوريات وفهارسها. فإذا استطاع المتعلمين فهم ذلك كله لم يعد من الصعب عليهم الحصول على المعلومات المطلوبة من المكتبة بأنفسهم دون اللجوء إلى مساعدة المدرس. (حمادة:1987:36) وهذه الخطوات الأولى للبحث وكتابة التقارير الصفية فيتعود على أكثر من مصدر معرفي لاستقاء المعلومات. (إسماعيل:2006:146)
.5 تنمية احترام الكتب والتعود على العادات الصحيحة:
وذلك بتعليمهم كيفية إمساك الكتب, وعدم قطع الصور منها, أو ثني الصفحات, وكذلك عدم كتابة التعليقات على الكتب أو وضع الإشارات الخاصة بنهاية المقروء عليها. ويجب إرشادهم إلى أحسن السبل لفتح الكتب الجديدة دون تمزيق أوراقها. (حمادة:1987:36)
رغم إهمال البرنامج المدرسي اليمني لوظيفة المكتبة المدرسية أما لعدم وجودها أصلاً أو لعدم وجودها أصلاً أو لعدم اقتناع العاملين في المدرسة والميدان التربوي بأهمية إلاّ أن أمين المكتبة أو المعلم المكتبي كما يحلو لبعض الأدبيات المكتبية تسميته يمكنه أن ينسق مع مدير المدرسة وبقية الوكلاء أو معلمي بعض المواد إذا اقتنعوا بأهمية عمل ووظيفة المكتبة المدرسية بل يمكنه التنسيق مع معلمي اللغة العربية وخاصة رئيس الشعبة بتدريب المتعلمين على كيفية تنفيذ حصة التعبير الكتابي ,و ذلك باختيار العناوين المناسبة لحصة الإنشاء باعتبارها بحوث صفية مصغرة وكيفية تنفيذها عن طريق المكتبة المدرسية وبمساعدة أمين المكتبة , وذلك طريق الآتي:
.1 تعريف المتعلمين بالمكتبة المدرسية وعمل المكتبة :
ففي المكتبة يتدرب المتعلم على كيفية التعامل الأفضل مع الكتب والمصادر الأخرى للمعلومات وكذا التعامل مع أمين المكتبة المدرسية. وبذلك تصبح المكتبة المدرسية جزء من حياتهم المدرسية وحتى ما بعد تخرجهم وهذا ما يسمى بمبدأ (التعلم الذاتي). ومن المكتبة المدرسية يبدأ المتعلم التعرف على (طرق تنظيم المكتبات).
وبمداومته على ذلك يعتاد التعامل مع الكتب والمكتبات فيسهل عليه التعامل اللاحق مع المكتبات العامة والجامعية والمتخصصة.
.2 التدريب على تصميم وتنفيذ البحوث والتقارير الصفية.
وبعد تعرفهم على طرق تنظيم المكتبة المدرسية, يمكن لأمين المكتبة تعريف المتعلمين بمصادر المعرفة التي يحتاجون إليها لأغراض البحث وتدريبهم على كيفية جمع المعلومات من هذه المصادر لتنفيذ هذه البحوث والتقارير الصفية بحيث يستعين المتعلم عند تكليف المعلم بأي واجب إلى عدة كتب لا كتاب واحد فقط. (عاشور:2004:45)
بهذه الطريقة يمكن أن يتكامل عمل معلم مادة اللغة العربية والمعلم المكتبي(أمين المكتبة).فيمكن للمعلم المكتبي شرح طريقة إعداد خطة البحث مثلاً ومعها تحديد عنوان البحث وكيفية اختياره ومناقشتهم بعد اختيار كل متعلم عنواناً لبحثه. ويمكن لمعلم التعبير الكتابي أن يساعدهم في استقامة صياغة جملهم وعباراتهم وتدارك أخطائهم اللغوية والنحوية.
3. التكليف بالقراءة الخارجية في موضوع دراسي:
يمكن لأمين مكتبة المدرسة بالتعاون مع المعلمين تكليف المتعلمين بالقراءة الخارجية في موضوع معين بهدف تشجيعهم على القراءة شريطة عدم تعارضهم مع المنهج المدرسي. (يونس:1986:70)
4. المكتبة المدرسية دعامة للمنهج المدرسي:
ومادامت المدرسة تنفذ برنامجاً دراسياً يعتمد منهجاً دراسياً مقرراً فعلى المكتبة المدرسية يقع دور تهيئة الكتب والمواد المكتبية الأخرى التي تدعم وتسند وتعزز المناهج المدرسية, ولهذا فإن على أمين المكتبة المدرسية أن يكون على إطلاع تام بالمناهج المدرسية. (إسماعيل:2006:146)
وعلى المنهج المدرسي أيضاً تقع مسئولية ربط المتعلمين بالمكتبة المدرسية وذلك بإيجاد الدافع الذي يحث على القراءة فيها وعلى المنهج أن يخصص جزء منه ليقوم المتعلم بالبحث والدراسة بنفسه. (عاشور:2004:39) وهذا ما أشرنا في بداية حديثنا عن البرنامج المدرسي اليمني. وبذلك يكون المنهج مشجعاً للمتعلم على البحث وإيجاد الإجابة على أسئلة يطلبها المعلم دون ضغط أو أكراه وهذا يتطلب أن تكون المكتبة تحتوي على كل جديد من المعرفة المتنوعة الواسعة. (عاشور:2004:43) خاصة وأن المنهج بمفهوم المواد المتصلة يُحدِثُ فجواتٍ معرفية لا يكملها إلاّ المطالعة الحرة والتوجيه السليم نحو المكتبة للاستفادة من كتب المراجع وغيرها, لاستكمال النواقص التي تنشأ عن الحواجز المصطنعة بين مواد الدراسي. (حسن:1985:37,38)
إن العديد من المتعلمين يذهبون إلى المكتبة بشكل مستمر وملحوظ, يحضرون أجوبة للأسئلة والأعمال التي يطالبهم بها الأساتذة في مختلف المواد التعليمية المقررة.
من هذا يتضح أن المكتبة المدرسية عامل مساعد وقوي وفعال في تدعيم وتبسيط مواد المنهج وتزويده وإثرائه بكثير من المناهل التي تساعد المعلم والمتعلم على استيعاب أوفى وأوسع وأشمل للموضوع, وهنا تبرز أهمية مدرس المادة بتعاونه مع المدرس المكتبي (أمين المكتبة) في اختيار الكتب والمراجع المناسبة التي يجب أن تتوافر وخاصة الحديثة منها. (حسن:1985:38)
ومع تطور مفهوم المنهج المدرسي أضحى لزاماً الاعتماد على المكتبة اعتمادا أساسياً وليس ثانويا. "فليس باستطاعة المدرسة أن تحققً المفهوم الحديث للمنهج بدون مكتبة معدة إعداداً جيداً, ومزودة بقدر كافٍ من أوعية المعلومات على اختلاف أنواعها" (زياد:2000:5). فالمفهوم الحديث للمنهج المدرسي يلقي العبء الأكبر في العلمية التعليمية التعلمية على المتعلم ويصبح مبدأ التعلم الذاتي الأساس في العملية التربوية. (أبو شريخ:1997:33)
لذلك على المكتبة المدرسية أن توفر احتياجات المنهج المدرسي وتعمق أهدافه وجوانبه المتعددة بتقديم مجموعات غنية منتقاة من الكتب والوسائل التعليمية الأخرى التي تتعلق بمختلف مناحي حياة المتعلم التي تشرف عليها المدرسة. (زياد:2000:5)
5. المكتبة المدرسية والنشاط المدرسي:
تعد المكتبة المدرسية سيدة الأنشطة المدرسية باعتبارها السيد المشرف على أعمال لجان النشاطات المدرسية, فهي النبع الأساسي لتزويد هذه اللجان بما تريد أن توصله من خلال النشاطات المختلفة. (أبو شريخ:1997:37)
فيمكن للجنة الشعر أو الأدب أو اللغة العربية الاستعانة بالمراجع الأدبية والدراسات اللغوية والدواوين. ويمكن للجنة المكتبة والمهتمين بشأن الكتاب مساعدة أمين المكتبة والتدرب منه في عمل وأنشطة هذه اللجنة والتي هي جزء في الأخير مساعدة لعمل المدرس المكتبي وهي :
(1)أسس مكتبية تتمثل في:
أ. دراسة تاريخ الكتب والمكتبات.
ب. دراسة لأحدى نظم التصنيف المتبعة في المكتبة.
جـ . أن يتعلم استخدام كشاف المجلات.
د. فكرة اختيار الكتب.
(2) أعمال متصلة بالكتب وغيرها من المواد المكتبية مثل:
أ. إلصاق جيب الكتاب, و قصاصات الإرجاع.
ب. قيد الكتب في السجلات.
جـ . ختم الكتاب بختم مكتبة المدرسة.
د. فتح الكتب الجديدة.
هـ . تنظيف الكتب.
و. إصلاح الكتب.
ز. ترقيم الكتب ترتيب بطاقات الفهرس وبطاقات قائمة الرف.
ط. وضع الكتب عل الرفوف وترتيبها.
ي. الإعارة واستلام الكتب العائدة.
ك. إرسال تنبيهات بالكتب المتأخرة.
ل. إعداد الصحف والمجلات للاستعمال.
م. الجرد.
(3)تنظيم قاعة المكتبة و الإعلان, وذلك من خلال:
أ. إزالة الغبار عن الكتب واعتدالها فوق الرفوف.
ب. المحافظة على نظام الكتب.
ج. تنظيم المناضد والمقاعد.
د. المحافظة على تنظيم المجلات والصحف.
هـ .إعداد الإعلانات ولوحة النشرات.
و. إعداد ملفات خاصة لمختلف النشاطات. (أبو شريخ:1997:41)
كما يمكن للمهتمين بالقراءة والاطلاع على الكتب تشكيل نادي يسمى (نادي المكتبة) وهو مكون من جماعة أكثر عدداً من جماعة أصدقاء المكتبة والغرض منه:
.1 رعاية أكبر قدر من الاهتمام بين التلاميذ في استعمال الكتب.
2.إثارة الميول القرائية.
.3 تحسين الخدمة المكتبية.
و يعطي كل طالب الحق في عضويته, مادام يريد الاشتراك فيه.
والهيئة تتكون من الرئيس ونائب الرئيس (السكرتير), ويتم تعيينهم بالانتخاب, أما رؤساء اللجان فيتم تعيينهم بالاستعانة بأمين المكتبة.
ومن أبرز هذه اللجان:
أ. لجنة البرامج.
ب. لجنة الكتب.
ج.لجنة الدوريات. (أبو شريخ:1997:41)
عادة القراءة والمطالعة عند المتعلمين:
تعد عادة القراءة والمطالعة من أقل الهوايات انتشارا بين المتعلمين في المجتمع العربي(عاشور:2004:43) فالقراءة تعد مفتاح المعارف والمعلومات عن البيئة والمجتمع والتراث والتاريخ والكون ... وهي الباب المفتوح على ما وصلت إليه عقول العلماء والمفكرين من حقائق ونتائج و ذلك إلى جانب المتعة التي تساعد على علاج مشكلة ملء أوقات الفراغ بنشاط مثمر... والقراءة هي إحدى فنون اللغة الأربعة، وهي:التحدث والاستماع والكتابة والقراءة.. ولاشك أنه لا يوجد بين أغراض التربية أبعد أثر وأكثر فائدة من توجيه الأطفال نحو اكتشاف عالم الكتب, حتى تنشأ في نفوسهم منذ حداثتهم عاطفة حب الكتب الراقية و جو من الصداقة والألفة الممتعة. (قيطان:1984:62،63)
إن كثيراً من الناس في الدول العربية تنظر إلى القراءة كواسطة لتحقيق غاية هي اجتياز الامتحان .وحتى نجتاز هذا النمط من التفكير علينا أن نضع الكتب على اختلاف أنواعها في متناول أيدي الناشئين ليدركوا أن القراءة لا تتم دائماً في غرفة الدرس أو كواجب بيتي بل يجب أن يشعروا بأنه يمكن أن تتم القراءة خارج غرفة الدرس ومن أجل متعتهم الذاتية. وعلى المعلمين أن يمهدوا الطريق أمام تلاميذهم لتنمية ميولهم إلى القراءة وذلك بوضع قصص شائقة مبسطة مختصرة ذات مظهر جذاب في متناول أيدي هؤلاء التلاميذ. (حمادة:1987:35)
كما يمكن استخدام التلفزيون التربوي في كثير من الأغراض التعليمية والتربوية وتوصيل المعارف العلمية إلى عقول الناشئة بأساليب سهلة جذابة تجعلهم يتفاعلون مع واقع الدرس الذي تجسده المفاهيم والأهداف المرصودة في المناهج, فإن هذا الطالب يظل طوال حياته مرتبطاً بهذا العالم الرائع الذي يوصله بالحياة العملية والتكيف الاجتماعي. (قبطان:1984:63)
وحتى تتم عملية غرس عادة القراءة وتشجيع القراءة للمتعة والتسلية على أكمل وجه يجب أن يتربى المتعلم ويتعود على نظرة الاحترام لها, فيجب أن يكون لها جو خاص سمته عناصر الجمال والاحترام والنظام والسعة والترحاب والهدوء. (قبطان:984:63) ويختلف عن جو الفصل الدراسي. فإذا توفر الكتاب الشائق والمكان الجذاب, بقي على المدرس تقديم الكتب للتلاميذ بطريقة أخاذة غير مباشرة كان يتحدث في غرفة الدراسة عن هذه الكتب وأبطالها ويقرأ قطعاً مثيرة مقتبسة منها فإذا أثار إعجاب التلاميذ قدم لهم نسخاً من الكتاب أو إرشادهم إلى مواضع هذه النسخ في المكتبة وتركهم يكملون قراءة الكتاب بأنفسهم في أية مكتبة.
المراجع العربية:
الكتب:
(1)الدبوس, جواهر محمد(2003م): القاموس التربوي , الطبعة الأولى, مجلس النشر العلمي, جامعة الكويت, الكويت, الكويت.
(2)إسماعيل, ختام (2006م): دليل المدراء في الإدارة المدرسية, دار التقدم العلمي, الطبعة والبلد غير معروفين.
(3)عاشور, قاسم راتب وأبو الهيجاء, عبد الرحيم عوض (2004م/1424 هـ): المنهج بين النظرية والتطبيق, الطبعة الأولى, دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة, عمّان, الأردن.
(4)حسن, سعيد أحمد (1985م/1406هـ): المكتبة المدرسية ورسالتها التربوية, الطبعة الأولى, مؤسسة الرسالة, بيروت, لبنان.
(5)المتبولى, صلاح الدين (2003م): قضايا تربوية ــ جهود اليونسكو في تطوير التعليم الأساسي, الطبعة الأولى, دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر, الإسكندرية, مصر.
(6)عبد الدائم, عبد الله(1978م): التربية عبر التاريخ, الطبعة الثالثة, دار العلم للملاين, بيروت, لبنان.
(7)عبد العزيز, محمد الحسيني (1973م): الحياة العلمية في الدولة الإسلامية, وكالة المطبوعات, الكويت, الكويت.
(8)الخولي, محمد علي (1981م): قاموس التربية, الأولى, دار العلم للملاين, بيروت, لبنان.
(9)حمادة, محمد ماهر و القاسمي, علي (1987م/1407هـ): تنظيم المكتبة المدرسية, مؤسسة الرسالة, بيروت, لبنان.
(10) الزيود, نادر فهمي وآخرون (1999م): التعلم والتعليم الصفي, الطبعة الرابعة, دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.
البحوث:ــ
(1)المبرز, عبد الله بن إبراهيم (1420هـ/1996م): واقع مكتبات المدارس الثانوية للبنين بمدينة الرياض, مطبوعات مكتبة الملك فهد الوطنية, السلسلة الأولى (39), الرياض, موقع مكتبة المصطفى.
(2) المهندس, محمد إسماعيل قبطان (1984م): الرسالة التربوية للمكتبة المدرسية, مجلة التربية, العدد 66, اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم, الدوحة, قطر, أغسطس .
الدرهوبي, محمد الهادي (2005م): المكتبة المدرسية وتكنولوجيا المعلومات, .
(3) الكعبي, محمد عبد الله (2000م): المكتبة المدرسية ودورها في تنشيط العملية التربوية التثقيفية, مجلة آفاق تربوية, العدد 27, يونيو, التوجيه التربوي, وزارة التربية والتعليم و التعليم العالي, الدوحة, قطر.
المراجع الأجنبية:
1.Terminology of technical and vocational education, Technical and vocational educational section,Unesco for International Bureau of Education, Paris, France,1978.
2. ***ster's New world _ College Dictionary, 3rd edition, Macmillan, New York, USA, 1997.
المقدمة :
مع تبدل أسس ومبادئ التربية في العصور الحديثة و ذلك بتغير نظريات التربية والتعليم ليشكل التعلم والتعليم الذاتي المحور الأساس في العملية التربوية والتعليم المدرسي.
إن المكتبة المدرسية مع وسائط التعلم الأخرى في العصر الراهن وهي كثيرة تعد مصادر للتعلم المدرسي الراهن.
تحديد مشكلة البحث:
رغم وجود المكتبة المدرسية كأحد مكونات المدرسة إلاّ أنها لا يعار إليها أي اهتمام إلاّ لتقضية وقت فراغ و بذلك فأن دورها يصبح ثانوياً في بعض الأنظمة التربوية ومنها نظامنا التربوي (في اليمن).
فجاء هذا البحث ليبين دور المكتبة المدرسية في التعلم المدرسي الحديث.
هدف البحث:
استقصاء الآراء ووجهات النظر المختلفة حول دور وأهمية المكتبة المدرسية في النشاط المدرسي الصفي واللاصفي في العملية التعلمية والتعليمية.
أسئلة البحث:
(1 ما الخلفية التاريخية للمكتبة المدرسية؟
(2ما أنواع المكتبات المدرسية؟
3) ما أهداف المكتبة المدرسية؟
4) ما دور المكتبة المدرسية في التعلم المدرسي الراهن؟
مصطلحات البحث:
( 1)المكتبة المدرسية:
1. تعريف (الكعبي):" المجموعات المنظمة من المواد مطبوعة وغير مطبوعة أي (مصادر المعلومات) الموجودة المدرسة في مكان واحد داخل المدرسة تحت إشراف فني متخصص (الكعبي:2000:80)
2. تعريف (مارشال): يرى (مارشال) بأن "المكتبة المدرسية بمفهومها التربوي المعاصر, يمكن أن تسمى بأحد المسميات التالية:
(1)مركز تعلم (2) مركز المواد الإعلامية (3) مركز وسائل التعلم (4) مركز المواد التعليمية (5) مركز مصادر التعليم (6) مركز الوسائط المتنوعة.
3. تعريف (الدرهوبي): يعرفها بأنها "مركز للتعليم يستطيع الطالب من خلاله استخدام مصادرها المختلفة للحصول على المعلومات بهدف البحث والاستشارة أو القراءة الترويحية, كما أصبح الهدف منها تدعيم و إثراء المناهج الدراسية ومواكبة فكر التربوي الحديث الذي يؤ كد على ضرورة توفير الفرص الكافية للطلاب لتحقيق النمو المتكامل على أسس فردية وفق قدراتهم وميولهم واستعداداتهم وقد أدى ذلك إلى ضرورة توفير كافة أشكال المواد التعليمية وأجهزتها المتمثلة في أ وعية الذاكرة الخارجية و ألآت تشغيلها وتخطيط برامج موسعة وشاملة المكتبة المدرسية باعتبارها محوراً للعملية التعليمية والتربوية والثقافية المتصلة بها.
4. تعريف (عاشور): يعرفها بأنها "تلك المكتبة التي تلحق بالمدارس سواء الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية ويشرف على إدارتها وتقديم خدماتها أمين المكتبة أو معلم يعينه عادةً مدير المدرسة وتهدف إلى تقديم الخدمات المكتبية المختلفة إلى مجتمع المدرسة المكون من الطلبة والمدرسين.
(2) التعلم المدرسي الحديث:
1 . تعريف (الزيود): يعرفه بأنه "التعلم المنظم الذي يتم في الصف المدرسي وتحت إشراف المعلم داخل الصف." (الزيود :1999: 33)
2 .تعريف (دندش) :يعرفه بأنه" تعلم منظم يسير وفق تنظيم مرسوم محدد الأهداف والغايات (دندش :2003:119) وهو موجه إلى غايات محددة (دندش :2003 :120 )
و يقصد بالتعلم اكتساب معرفة أو تعلم مهارات والتعلم بهذا المعنى يعتبر جزءاً من التربية, التي يتسع مفهومها ليشمل جميع المؤثرات والخبرات والوسائط التي تؤثر في سلوك الإنسان سواء ما كان منها داخل المدرسة أو خارجها سواء اكتسب الخبرة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة, مقصودة كانت أو غير مقصودة ومعنى ذلك أن التربية أعم وأشمل من التعلم لأنها تحدث في المجتمع ككل(والمدرسة جزء منه) (دندش252:2003:)
3. تعريف (المتبولى) : و يعرفه المتبولى بأنه "تعليم المدرسة يكفل للمتعلم التمرس على طريقة التفكير السليم وتؤمّن له حدا أدنى من المعارف والخبرات التي تسمح له بالتهيؤ للحياة وممارسة دوره كمواطن منتج. (المتبولى:2003م:32 )
4. تعريف (قاموس التربية): بأنه " تعليم يتم في مؤسسة تتكون من معلم واحد على الأقل وتلاميذ, بغض النظر عن وجود مبنى أو معدات. (الخولي: 1981:424)
5. تعريف (القاموس التربوي ) بأنه " تعليم الشخص, أو هو تلك العملية التي يتم الحصول من خلالها على التعليم, وخاصة إذا كانت تتضمن مدارس أو معاهد تعليمية رسمية أخرى. (الدبوس:2003: 868-867)
6. تعريف (***ster Dictionary):وعرفه بأنه" التدريب أو التعليم, وخاصة التعليم الرسمي في المدارس." (P.1201:1997:***ster)
7. تعريف (Terminology of tech.voc.edu) :عرفه بأنه "تعليم منتظم يتم عادة في المدارس وبقية المؤسسات التعليمية في إطار النظام التربوي." (P.15:1978:Unesco)
مدخــــــــــل تاريخـــــــــي عن المكتبات المدرسية:
المكتبات المدرسية في أوربا والدول الغربية:
لم يعرف الغرب المكتبات في العصور الوسطى إلاّ النادر منها وخاصة المتصلة بالأديرة فقد كان الجهل مخيماً على أوربا آنذاك نتيجة لسيطرة الكنيسة على الحياة مع اعتماد اللغة اللاتينية لغة للتعليم. و أول دير حوى مكتبة هو (دير مونت كاسيو) في 529م وكان أول من أسس مكتبة في الأديرة هو (القديس سانت بندكت).
و بمقارنة بسيطة بين مكتبات العالم الإسلامي ومكتبات الغرب في العصر الوسيط, نجد فارق بينهما ففي حين تكثر المكتبات والكتب في العالم الإسلامي وهي متاحة للجميع نجدها ضئيلة لا تعد بالمئات في مكتبات أوربا فكانت أضخم مكتبة في أوربا آنذاك وهي مكتبة كاتدرائية مدينة (كونستاتز) تحوى (356كتاباً) فقط كلها كتب دينية. وقد وجد في مكتبة (دير البندكين) عام 1032م ما يزيد على ( 100كتاباً) فقط بقليل. (حمادة:1987:17)
إلاّ أن أوربا والعالم الغربي شهدت تطورات في أثناء عصر النهضة وكان اختراع الطباعة فاتحة لتطورات متلاحقة شهدتها أوربا و أمريكا وشاعت حتى صارت كل مدينة لا تخلو من وجود مكتبات كثيرة فيها وتنوعت المكتبات في اختصاصاتها وفي طبيعة قرائها وفي طبيعة المواد التي تحفظها, وقد عرفت هذه الدول علم يختص بضوابط وقواعد تنظيم هذه المكتبات يسمى (علم المكتبات ).
المكتبات المدرسية في العالم العربي والإسلامي:
تعود نشأة المكتبات المدرسية في الحضارة الإسلامية إلى العصر العباسي الذي يعد عصر العلم والإبداع في مختلف جوانب الحضارة الإسلامية ومنها المكتبات التي أنشئت في المدارس القائمة آنذاك (المبرز:1996:49) ففي حينها بلغت أوج مجدها العلمي والمعرفي والحضاري ببناء تلك المؤسسات التعليمية وملحقاتها من المكتبات المدرسية.
فالمدارس لم تعرف في التاريخ الإسلامي إلاّ في فترة متأخرة و كان المسجد المكان الطبيعي للتعلم في العهد الأول للإسلام و بعض بيوت الصحابة (رضوان الله عليهم) التي كان فيها يعلم معلم الإنسانية الأول (رسول الله صلى الله عليه وسلم) القران الكريم كدار الأرقم ثم كان أمر المسجد والكتاب.
و مع ظهور المدارس عرفت المكتبات التي تلحق بالمدارس (المكتبات المدرسية) فكثرت هذه المكتبات في العصور الإسلامية لدرجة أننا قل أن نجد مدرسةً أو مسجداً أو غيرها من مؤسسات التربية الإسلامية دون أن تزود بخزانة كتب نافعة, تعين المدرسين على التأليف والطلاب على المذاكرة (ضيف:1996:49) ,ففي دمشق وحدها كان هناك نحو ثلاثين مدرسة في القرن الخامس الهجري, درس فيه الأئمة الأعلام, وتشغل المكتبة فيها حيزاً واضحاً مرتكزة العملية التعليمية والمساند الرئيس لها. (المبرز:1996:49)
عرفت الدولة الإسلامية في أوج حضارتها أنواع مختلفة من المكتبات العامة المتصلة بالمساجد (دور العلم آنذاك) لتكون في متناول الدارسين فيها والوافدين إليها, ثم أنشئت متصلة بالمدارس عند بدء ظهورها وانتشارها (ضيف:1996:271) في كثير من الدول الإسلامية كالعراق و خراسان وسوريا ومصر (ضيف:1996:272) واليمن (الديفاني:1996:19)
و قد حظيت هذه المكتبات في التاريخ الإسلامي باهتمام الحكام والأمراء والمماليك والعلماء وكان همهم أن تكون لكل مدرسة مكتبة تسهل عملية التحصيل لدى الطلاب والمدرسين وتساعدهم على توفير المصادر المختلفة التي يطلبونها. (المبرز:1996:49)
ويذكر عدد من المؤرخين أن أول من أسس مدرسة في الإسلام هو (نظام المُلك) وزير صلاح الدين الأيوبي (وهو وزير السلاجقة الشهير) في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري (المبرز:1996:50) ومعها انتشرت المدارس في أرجاء الدولة الإسلامية وخاصة المدن الكبرى مثل بغداد, أصبهان, نيسابور وغيرها (حسن:1985:17)
واُلحِقت بتلك المدارس مكتبات وخزانات كتب غنية بالنوادر والغرائب من الكتب الموقوفة والمهداة من مؤسسها (نظام الملك) أو من العلماء الزائرين. وعرفت بغداد قبل سقوطها على يد المغول كثير من المدارس . وكان أفخمها ما عرفت باسم (المدارس المستنصرية) نسبة إلى مؤسسها الخليفة العباسي ((المستنصر بالله )). (حسن :1985:17)
إلاّ أن حقيقة ظهور المدارس في العهد الأيوبي ومخالفه قول يرى بأنها ظهرت قبل ذلك بفترة ليست وجيزة ولكن يمكن القول بأنه أي (نظام الملك) أول من نظمها وجعلها عملاً رسمياً تقوم به الدولة وتلتزم به وتقدم له التسهيلات التي تسهم في بنائه وتطويره, كما أنه نشرها في عدد من المدن كما جاء ذكره في موضع سابق من البحث. ويذكر المبرز في بحثه ((واقع مكتبات المدارس الثانوية للبنين بمدينة الرياض)) بأن نظامية بغداد أشهر هذه المدارس, حيث تخرج فيها عدد من بيد المغول ونجت من الهلاك.
و قد يكون من الصعب تحديد أول مدرسة في تاريخ الإسلام احتوت على مكتبة, إلاّ أنه من الممكن القول, بأن أقدمها (المدرسة البيهقية) في نيسابور حيث يعود تاريخها إلى القرن الرابع الهجري وقد ضمت مكتبة وقفت عليها.
ويشير عبد الدائم في كتابه (( التربية عبر التاريخ)) في صفحة 154 إلى المدرسة المستنصرية التي بناها الخليفة المستنصر في بغداد في القرن الثالث عشر الميلادي تعد من أجمل مدارس العالم الإسلامي وبها كثير من الملحقات ووصف وشرح ما فيها وما تم فيها من عمل وما تزود به من الطعام ومن ضمنها مكتبة كبيرة تحتوي على مختلف الكتب في شتى العلوم, رتبت بحيث يسهل على كل طالب الإطلاع على ما يريد وزودت بالحبر والورق لمنفعة القراءة والناسخين. (عبد الدائم:1978:154)
وبحسب عبد الدائم فأنه يمكن تقسيم المكتبات التي ظهرت في العالم العربي الإسلامي أقساماً ثلاثة: مكتبات عامة, مكتبات ما بين العامة والخاصة, ومكتبات خاصة. أما المكتبات العامة فقد أنشئت في المساجد لتكون في متناول الدارسين. و قد كانت هذه المكتبات كثيرة جداً, بحيث كان من الصعب أن تجد مسجداً أو مدرسة دون أن تكون مزودة بمجموعة من الكتب يرجع إليها الطلاب والباحثون. ومن أشهر هذه المكتبات ((بيت الحكمة)) الذي أسسه (هارون الرشيد), و الذي بلغ ذروته في عهد المأمون ولقد كان وغيرها أخرى في النجف تسمى ((المكتبة الحيدرية)) و أخرى ((خزانة سابور )) التي أنشأها (أبو نصر بن أرد شير المتوفى416 هـ) وكان تأسيسها عام 383هـ في بغداد فكان ممن يتردد عليها أبو العلاء المعري دون انقطاع. إذ كانت مكانه المختار. (عبد الدائم:1978: 159,158)
وقد انتشرت المكتبات المدرسية مع انتشار بناء المدارس في كثير من الأقطار الإسلامية فقلما خلت مدرسة من المدارس التي انتشرت في العراق وخراسان وسورية ومصر من مكتبة تتبعها (عبد الدائم:1978:159) ومثال ذلك المدارس التي انتشرت في العصر الأيوبي ومنها المدرسة النورية, الفاضلة وغيرها كثيرة.
أما العصر العباسي فقد أنشئت فيه العديد من المدارس في كثير من وألحقت بها مكتبات اشتملت على أنواع كثيرة من المعرفة الإنسانية.(حسن:1985:17)
ومن المكتبات الملحقة بالمدارس أيضاً في بغداد مكتبة ابن جبيرة ومكتبة مدرسة الفاخرية, ومكتبة مدرسة الجوزية, ومدرسة السعودية, ومدرسة عبيد الله.
أما المدارس الأولية فكانت كثيرة, ولها مكتباتها الخاصة المتصلة بالمواد التي تدرس فيه ا, كالتي في مصر وهي كثيرة مثل المدارس الصالحية والصاحبية وغيرها. (حسن:1985:18)
ولقد أسهم وقف الكتب والمكتبات الخاصة على المدارس في توفير مصادر المعلومات في المدارس, وتوفير المعرفة لطلاب العلم على مدى قرون طويلة. حتى أن كثير من المكتبات كانت نشأتها قائمة على مجموعة من الكتب الموقوفة من العلماء وطلبة العلم وأهل الخير.(المبرز:1996:50)
فكان إدراك الأسلاف لأهمية الكتاب ودوره في التعليم وحاجة المعلم والمتعلم سبباً في إنشاء المكتبات بالمدارس الموجودة في ذلك الوقت, ومن ثم استمرار تزويدها بالكتب التي تتصل بالمجالات الموضوعية المختلفة. (المبرز:1996:51) فكانت المكتبة المدرسية مكاناً للرقي الفكري والإشعاع الروحي, مركزاً للمعرفة, ووحدة وظيفية لها غاية ورسالة حيوية, وكانت ثرواتها الضخمة من مجموعات الكتب في خدمة المدرسين والطلبة, فكان الاهتمام بالمكتبة المدرسية لتحقيق فلسفة التعليم في العصر الوسيط باعتبارها المركز الفعال للنشاط المدرسي (حسن:1985:21)
كانت المكتبة المدرسية تعتمد فيما مضى اعتماداً كلياً على ما فيها من كتب وهكذا كانت المكتبة المدرسية. (حسن:1985:22)
ففي العصر المملوكي أنشى العديد من المدارس في القاهرة ودمشق, وألحقت بها مكتبات خاصة بها. وقد عرفت هذه المكتبات نظاماً لضبط الكتب فيها واستعمالها لروادها بحيث لا تخرج من المدرسة. وكان للمدرسة بواباً حافظاً و يعد أميناً على المكتبة يضبطها ليلاً ونهاراً بفتحها وإغلاقها في الأوقات المعهودة ولا يترك الباب إلاّ لعذر.
ومن أمثال مدارس العصر المملوكي نذكر المدرسة السلطانية بمكتبتها العظيمة, والمدرسة الأشرفية واشتهرت بمكتبتها والتي تعد من أكبر المكتبات المدرسية المملوكية, والمكتبات التي أنشأها المماليك الجراكسة, بل كانت محور النشاط التعليمي البحثي. (حسن:1985:21)
أما اليمن فقد عرفت المكتبات المدرسية في عهد الملك المؤيد داود بن الملك المظفر, أبتنى الملك السلطان في سنة 672م, مدرسة غربي تعز أسماها (المؤيدية) نسبة إليه وكانت عمارتها على يد القاضي جمال الدين أبي بكر بن اليحيوي. ووقف عليها خزانة من الكتب النفسية. (الذيفاني:1996:19)
وقد أوقف الفقيه محمد بن إبراهيم بن يوسف الجلا الملقب جمال الدين كتباً كثيرةً ونفيسة لمدرسة بناها في زبيد للحنفية فهكذا كان شأن الفقهاء. (الديفاني:1996:24)
يتضح مما سبق بأن تاريخ المكتبات المدرسية يتصل بتاريخ المدارس في الإسلام, حيث كانت توجد مكتبات مستقلة أو ملحقة بكل مدرسة, بغرض مساعدة طلاب العلم والمتعلمين. (المبرز:1996:51)
و يؤكد المبرز (1996:51) في بحثه الموسوم "واقع مكتبات المدارس الثانوية للبنين بمدينة الرياض" أسبقية العرب والمسلمين إدراك العلاقة الوثيقة بين العملية التعليمية وتوفير المكتبة داخل المدرسة, ليتسنى للطالب الخروج من دائرة الاعتماد على ما يسمعه من المدرسين إلى عالم أرحب تتعدد فيه مصادر التلقي.
إن التلازم بين المكتبة المدرسية في تلك الأيام الغابرة بل الانحدار تحت سيطرة الأمية المدمرة يبين بجلاء ووضوح ما يمكن أن يعرف في الوقت الحاضر بالوسيلة التربوية, والتي تؤكد على أهمية وجود مكتبة في كل مؤسسة تعليمية. (المبرز:1996:51)
كما أن التلازم في حد ذاته يعد سبقاً حضارياً فطن إليه العرب والمسلمين. واستفادت منه الحضارات الأخرى في رفع المستوى الفكري والثقافي في مجتمعاتها, وذلك ما هو عليه الوضع في الغرب, إذ عندما يبدأون في بناء مدرسة, تكون المكتبة قد أخذت حيزها في المبنى, ثم يكون التوجه بعد ذلك للاهتمام بما في داخل المكتبة من مصادر علمية وتربوية.
ويجب ألاّ يغيب عن الذهن أ ن مكتبات المدارس في الإسلام لا ينسحب عليها بصفة مباشرة ما هو معهود في مكتبات المدارس في العصر الحديث بالتغيير والتطور في أساليب التربية والتعليم نتيجة لعلاقتها المباشرة بهما. و قد بدأ التطور الفعلي للمكتبة المدرسية مع نهاية الحرب العالمية الثانية نتيجة للدعم المالي والجهود الفعالة التي شاركت بها الجمعيات المهنية للمكتبات في مختلف دول العالم.
من مظاهر ذلك التطور ما قامت به الجمعية الأمريكية للمكتبات المدرسية في عام 1960م عندما نشرت الوثيقة الوحيدة البالغة الأهمية في تاريخ تطور المكتبات المدرسية, حيث تضمنت الوثيقة (المكتبة المدرسية كقوة تعليمية ). وتوضح مقدمتها النواحي التي ينبغي أن تتعرض لها المكتبة المدرسية من منطلق دورها التعليمي والتربوي في المجتمع.
هذا وقد حققت المكتبات المدرسية في العشرين سنة الماضية تقدماً ملحوظاً ونمواً مطرداً من كافة الجوانب, كان من نتائجه دمج مجموعات مصادر التعليم بالمكتبة سواء المواد المطبوعة وغير المطبوعة, والاستفادة من هذه المجموعات في مساعدة إعداد البرامج التعليمية ونتج عنه أيضاً ازدياد كبير في إعداد المكتبات المدرسية وحجمها, واهتمام الدول المتقدمة علمياً بدعم المكتبة المدرسية الحديثة وتطويرها. هذا بالإضافة إلى تحسين أوضاع العاملين فيها ورفع مكانتهم والاهتمام بمستويات تدريبهم وتعليمهم. (المبرز:1996:ص52)
أنواع المكتبات المدرسية :
تقسم المكتبات المدرسية بشكل عام إلى ثلاثة أنواع هي:ــ
. 1 مكتبة الصف: والتي تقع داخل الغرف الصفية وتضم عادة كتباً للمطالعة وغيرها من المواد التي تتصل بهوايات وميول الطلبة ودروسهم. (إسماعيل:2006:145), لقراءتها بحجرات الدرس أو المنازل كما يجب أن تشتمل على الكتب الدينية المناسبة للسن والقدرات العقلية, وعلى بعض القواميس والقصص الشائعة والكتب الأدبية وبعض الكتب التي تتصل بالنشاط الفعلي الذي يقوم به التلاميذ. (المهندس:1984:63) وعادة يسهم طلبة الصف والمدرسون في اختيار وشراء مواد بالإضافة إلى ما يردها من كتب عن طريق المكتبة الرئيسة للمدرسة أو عن طريق الإهداء وعادة يقتصر استخدامها على الطلبة الصف. (إسماعيل:2006:145) ويوكل أمر تنظيم هذه المكتبة إلى طلاب الفصل تحت إشراف مدرسيهم . ومن خلال نشاط المكتبة, ويمكن التعرف على ميول التلاميذ واتجاهاتهم وقدراتهم على الاستيعاب.. وترسيخ عادة القراءة في نفوسهم عن طريق تقديم أنواع الكتب التي يميلون إلى قراءتها .. وكذلك الأمر بالنسبة إلى المجلات.
2. مكتبة المادة : وتسمى مكتبة المادة أو الموضوع, ويقصد بهذا النوع من المكتبات وضع مجموعات الكتب في حجرات أو قاعات مستقلة (المهندس:1984:63) بحيث تخصص كل قاعة لمادة أو موضوع معين أو لموضوعات ذو علاقة, كالتاريخ والجغرافيا مثلا, وتكون هذه المجموعات تحت تصرف الطلبة والمعلمين عند تدريس المادة أو القيام بأية نشاطات أو مشروعات تتصل بالمادة. وتتكون مجموعاتها عادة من الكتب والدوريات والمواد المطبوعة والمواد السمعية والبصرية كالصور والخرائط والمجسمات والنماذج والشرائح والأفلام وكل ما يتعلق بالموضوع من مواد مكتبية أو مصادر للمعلومات. (إسماعيل:2006:145) ويمكن للمكتبة المدرسية الرئيسة أن تمد مكتبة الفصل أو مكتبة المادة بكثير من الكتب اللازمة. (المهندس:1984:63)
ويعد هذا النوع من المكتبات ألزم المسائل التربوية والتعليمية بالنسبة لطلاب المشروعات والهوايات. (المهندس:1984:63)
.3 المكتبة الرئيسة (المركزية): تعد هذا النوع من المكتبات مركز إشعاع ثقافي ونشاط فكري بالمدرسة, فهي مركز القراءة ومكان الاستمتاع بصحبة الكتب والعكوف على البحث والاطلاع. وتعد وظيفتها أكبر وأضخم من النوعين السابقين, فليست لها مادة تخصص بل هي تزود جميع التلاميذ والمدرسين بالمادة التي تعينهم في جميع الموضوعات.. ونشاطها يختلف عن نشاط المكتبات الأخرى, فهي تقوم بتعريف المتعلم بنظم المكتبات العامة وطرق القراءة والاستعارة, وبتنظيم ندوات و إصدار مجلات دورية يقوم بإعداد موضوعاتها المتعلمون أنفسهم بإرشاد وتوجيه مدرسيهم كما تقوم بإنشاء جماعة المكتبة من المتعلمين الذين يميلون إلى القراءة وذلك بقراءة الكتب الجديدة أو المختارة وبتلخيصها ونقدها وعرضها على المتعلمين في حلقات خاصة. (المهندس:1984:63)
أهداف المكتبة المدرسية:
.1دعم وخدمة المنهج المدرسي:
تعد الغاية الرئيسة لمكتبة المدرسة, خدمة ودعم البرامج التعليمية واستكمال نواقصها (حمادة:1987:34)
ولكي يؤدّى هذا الهدف يجب أن يكتسب التلميذ القدرة على جمع الحقائق والمعلومات من مصادرها بجهوده الذاتية من مراجع ومصادر مختلفة وبذلك يتعلم الاعتماد على نفسه ويستمرىء متعة البحث ولذة الاكتشاف ويتعود الصبر والمثابرة من خلال الاطلاع الدائب.(المهندس:1984: 63,62)
لذا يجب أن تكون المكتبة المدرسية أساس العملية التعلمية التعليمية (المهندس:1984:62)
.2 غرس عادة حب القراءة والمطالعة عند المتعلمين:
وهذه العادة (القراءة والمطالعة) من أقل الهوايات عند المتعلمين في المجتمع العربي وهنا تبرز أهمية ودور المكتبة المدرسية في توفير الأنواع المختلفة من الكتب ومصادر المعرفة والثقافة الشائقة والهادفة والمناسبة لقدرات وميول وهوايات المتعلمين ويجب أن يتعاون أمين المكتبة المدرسية مع المدرسين في تشجيع المتعلمين على ارتياد المكتبة لأغراض القراءة والمطالعة. (عاشور:2004:43 ــ 45)
.3 تنمية قدرات المتعلمين في الاعتماد على أنفسهم في كسب المعرفة والتعلم:
وكذا التدرج في البحث, وحسن استيفاء المعلومات من المصادر والمراجع المطبوعة والمخطوطة, وعدم الاعتماد على المدرس في كل شيء, حتى يصل المتعلم إلى مرحلة الاستقلال في أبحاثه. (الخطيب:1986: 33ـــ34 )
4. تدريب وتنمية قدرات المتعلمين على استخدام الكتاب والمكتبة بفعالية:
ويمكن اعتبار ذلك من أهم واجبات المكتبة المدرسية عند دخول المتعلمين إلى المدرسة وذلك بتعريفهم على تعريفهم على الطريقة الفضلى في التعامل مع الكتاب والمصادر الأخرى للمعلومات, وعلى كيفية التعامل مع أمين المكتبة المدرسية (عاشور:2004:45) كيفية استعمال الكتاب, والغرض من فهرسة الكتاب وقائمة المحتويات, ومعاني المصطلحات, وصفحة العنوان, والصورة التي في صدر الكتاب .. الخ. ويجب أن يتبع ذلك تدريبهم على كيفية استعمال المكتبة: تصنيف الكتب وفهرسة المكتبة والغرض من وجودهما, وقوائم ومصادر الكتب واستعمال الدوريات وفهارسها. فإذا استطاع المتعلمين فهم ذلك كله لم يعد من الصعب عليهم الحصول على المعلومات المطلوبة من المكتبة بأنفسهم دون اللجوء إلى مساعدة المدرس. (حمادة:1987:36) وهذه الخطوات الأولى للبحث وكتابة التقارير الصفية فيتعود على أكثر من مصدر معرفي لاستقاء المعلومات. (إسماعيل:2006:146)
.5 تنمية احترام الكتب والتعود على العادات الصحيحة:
وذلك بتعليمهم كيفية إمساك الكتب, وعدم قطع الصور منها, أو ثني الصفحات, وكذلك عدم كتابة التعليقات على الكتب أو وضع الإشارات الخاصة بنهاية المقروء عليها. ويجب إرشادهم إلى أحسن السبل لفتح الكتب الجديدة دون تمزيق أوراقها. (حمادة:1987:36)
رغم إهمال البرنامج المدرسي اليمني لوظيفة المكتبة المدرسية أما لعدم وجودها أصلاً أو لعدم وجودها أصلاً أو لعدم اقتناع العاملين في المدرسة والميدان التربوي بأهمية إلاّ أن أمين المكتبة أو المعلم المكتبي كما يحلو لبعض الأدبيات المكتبية تسميته يمكنه أن ينسق مع مدير المدرسة وبقية الوكلاء أو معلمي بعض المواد إذا اقتنعوا بأهمية عمل ووظيفة المكتبة المدرسية بل يمكنه التنسيق مع معلمي اللغة العربية وخاصة رئيس الشعبة بتدريب المتعلمين على كيفية تنفيذ حصة التعبير الكتابي ,و ذلك باختيار العناوين المناسبة لحصة الإنشاء باعتبارها بحوث صفية مصغرة وكيفية تنفيذها عن طريق المكتبة المدرسية وبمساعدة أمين المكتبة , وذلك طريق الآتي:
.1 تعريف المتعلمين بالمكتبة المدرسية وعمل المكتبة :
ففي المكتبة يتدرب المتعلم على كيفية التعامل الأفضل مع الكتب والمصادر الأخرى للمعلومات وكذا التعامل مع أمين المكتبة المدرسية. وبذلك تصبح المكتبة المدرسية جزء من حياتهم المدرسية وحتى ما بعد تخرجهم وهذا ما يسمى بمبدأ (التعلم الذاتي). ومن المكتبة المدرسية يبدأ المتعلم التعرف على (طرق تنظيم المكتبات).
وبمداومته على ذلك يعتاد التعامل مع الكتب والمكتبات فيسهل عليه التعامل اللاحق مع المكتبات العامة والجامعية والمتخصصة.
.2 التدريب على تصميم وتنفيذ البحوث والتقارير الصفية.
وبعد تعرفهم على طرق تنظيم المكتبة المدرسية, يمكن لأمين المكتبة تعريف المتعلمين بمصادر المعرفة التي يحتاجون إليها لأغراض البحث وتدريبهم على كيفية جمع المعلومات من هذه المصادر لتنفيذ هذه البحوث والتقارير الصفية بحيث يستعين المتعلم عند تكليف المعلم بأي واجب إلى عدة كتب لا كتاب واحد فقط. (عاشور:2004:45)
بهذه الطريقة يمكن أن يتكامل عمل معلم مادة اللغة العربية والمعلم المكتبي(أمين المكتبة).فيمكن للمعلم المكتبي شرح طريقة إعداد خطة البحث مثلاً ومعها تحديد عنوان البحث وكيفية اختياره ومناقشتهم بعد اختيار كل متعلم عنواناً لبحثه. ويمكن لمعلم التعبير الكتابي أن يساعدهم في استقامة صياغة جملهم وعباراتهم وتدارك أخطائهم اللغوية والنحوية.
3. التكليف بالقراءة الخارجية في موضوع دراسي:
يمكن لأمين مكتبة المدرسة بالتعاون مع المعلمين تكليف المتعلمين بالقراءة الخارجية في موضوع معين بهدف تشجيعهم على القراءة شريطة عدم تعارضهم مع المنهج المدرسي. (يونس:1986:70)
4. المكتبة المدرسية دعامة للمنهج المدرسي:
ومادامت المدرسة تنفذ برنامجاً دراسياً يعتمد منهجاً دراسياً مقرراً فعلى المكتبة المدرسية يقع دور تهيئة الكتب والمواد المكتبية الأخرى التي تدعم وتسند وتعزز المناهج المدرسية, ولهذا فإن على أمين المكتبة المدرسية أن يكون على إطلاع تام بالمناهج المدرسية. (إسماعيل:2006:146)
وعلى المنهج المدرسي أيضاً تقع مسئولية ربط المتعلمين بالمكتبة المدرسية وذلك بإيجاد الدافع الذي يحث على القراءة فيها وعلى المنهج أن يخصص جزء منه ليقوم المتعلم بالبحث والدراسة بنفسه. (عاشور:2004:39) وهذا ما أشرنا في بداية حديثنا عن البرنامج المدرسي اليمني. وبذلك يكون المنهج مشجعاً للمتعلم على البحث وإيجاد الإجابة على أسئلة يطلبها المعلم دون ضغط أو أكراه وهذا يتطلب أن تكون المكتبة تحتوي على كل جديد من المعرفة المتنوعة الواسعة. (عاشور:2004:43) خاصة وأن المنهج بمفهوم المواد المتصلة يُحدِثُ فجواتٍ معرفية لا يكملها إلاّ المطالعة الحرة والتوجيه السليم نحو المكتبة للاستفادة من كتب المراجع وغيرها, لاستكمال النواقص التي تنشأ عن الحواجز المصطنعة بين مواد الدراسي. (حسن:1985:37,38)
إن العديد من المتعلمين يذهبون إلى المكتبة بشكل مستمر وملحوظ, يحضرون أجوبة للأسئلة والأعمال التي يطالبهم بها الأساتذة في مختلف المواد التعليمية المقررة.
من هذا يتضح أن المكتبة المدرسية عامل مساعد وقوي وفعال في تدعيم وتبسيط مواد المنهج وتزويده وإثرائه بكثير من المناهل التي تساعد المعلم والمتعلم على استيعاب أوفى وأوسع وأشمل للموضوع, وهنا تبرز أهمية مدرس المادة بتعاونه مع المدرس المكتبي (أمين المكتبة) في اختيار الكتب والمراجع المناسبة التي يجب أن تتوافر وخاصة الحديثة منها. (حسن:1985:38)
ومع تطور مفهوم المنهج المدرسي أضحى لزاماً الاعتماد على المكتبة اعتمادا أساسياً وليس ثانويا. "فليس باستطاعة المدرسة أن تحققً المفهوم الحديث للمنهج بدون مكتبة معدة إعداداً جيداً, ومزودة بقدر كافٍ من أوعية المعلومات على اختلاف أنواعها" (زياد:2000:5). فالمفهوم الحديث للمنهج المدرسي يلقي العبء الأكبر في العلمية التعليمية التعلمية على المتعلم ويصبح مبدأ التعلم الذاتي الأساس في العملية التربوية. (أبو شريخ:1997:33)
لذلك على المكتبة المدرسية أن توفر احتياجات المنهج المدرسي وتعمق أهدافه وجوانبه المتعددة بتقديم مجموعات غنية منتقاة من الكتب والوسائل التعليمية الأخرى التي تتعلق بمختلف مناحي حياة المتعلم التي تشرف عليها المدرسة. (زياد:2000:5)
5. المكتبة المدرسية والنشاط المدرسي:
تعد المكتبة المدرسية سيدة الأنشطة المدرسية باعتبارها السيد المشرف على أعمال لجان النشاطات المدرسية, فهي النبع الأساسي لتزويد هذه اللجان بما تريد أن توصله من خلال النشاطات المختلفة. (أبو شريخ:1997:37)
فيمكن للجنة الشعر أو الأدب أو اللغة العربية الاستعانة بالمراجع الأدبية والدراسات اللغوية والدواوين. ويمكن للجنة المكتبة والمهتمين بشأن الكتاب مساعدة أمين المكتبة والتدرب منه في عمل وأنشطة هذه اللجنة والتي هي جزء في الأخير مساعدة لعمل المدرس المكتبي وهي :
(1)أسس مكتبية تتمثل في:
أ. دراسة تاريخ الكتب والمكتبات.
ب. دراسة لأحدى نظم التصنيف المتبعة في المكتبة.
جـ . أن يتعلم استخدام كشاف المجلات.
د. فكرة اختيار الكتب.
(2) أعمال متصلة بالكتب وغيرها من المواد المكتبية مثل:
أ. إلصاق جيب الكتاب, و قصاصات الإرجاع.
ب. قيد الكتب في السجلات.
جـ . ختم الكتاب بختم مكتبة المدرسة.
د. فتح الكتب الجديدة.
هـ . تنظيف الكتب.
و. إصلاح الكتب.
ز. ترقيم الكتب ترتيب بطاقات الفهرس وبطاقات قائمة الرف.
ط. وضع الكتب عل الرفوف وترتيبها.
ي. الإعارة واستلام الكتب العائدة.
ك. إرسال تنبيهات بالكتب المتأخرة.
ل. إعداد الصحف والمجلات للاستعمال.
م. الجرد.
(3)تنظيم قاعة المكتبة و الإعلان, وذلك من خلال:
أ. إزالة الغبار عن الكتب واعتدالها فوق الرفوف.
ب. المحافظة على نظام الكتب.
ج. تنظيم المناضد والمقاعد.
د. المحافظة على تنظيم المجلات والصحف.
هـ .إعداد الإعلانات ولوحة النشرات.
و. إعداد ملفات خاصة لمختلف النشاطات. (أبو شريخ:1997:41)
كما يمكن للمهتمين بالقراءة والاطلاع على الكتب تشكيل نادي يسمى (نادي المكتبة) وهو مكون من جماعة أكثر عدداً من جماعة أصدقاء المكتبة والغرض منه:
.1 رعاية أكبر قدر من الاهتمام بين التلاميذ في استعمال الكتب.
2.إثارة الميول القرائية.
.3 تحسين الخدمة المكتبية.
و يعطي كل طالب الحق في عضويته, مادام يريد الاشتراك فيه.
والهيئة تتكون من الرئيس ونائب الرئيس (السكرتير), ويتم تعيينهم بالانتخاب, أما رؤساء اللجان فيتم تعيينهم بالاستعانة بأمين المكتبة.
ومن أبرز هذه اللجان:
أ. لجنة البرامج.
ب. لجنة الكتب.
ج.لجنة الدوريات. (أبو شريخ:1997:41)
عادة القراءة والمطالعة عند المتعلمين:
تعد عادة القراءة والمطالعة من أقل الهوايات انتشارا بين المتعلمين في المجتمع العربي(عاشور:2004:43) فالقراءة تعد مفتاح المعارف والمعلومات عن البيئة والمجتمع والتراث والتاريخ والكون ... وهي الباب المفتوح على ما وصلت إليه عقول العلماء والمفكرين من حقائق ونتائج و ذلك إلى جانب المتعة التي تساعد على علاج مشكلة ملء أوقات الفراغ بنشاط مثمر... والقراءة هي إحدى فنون اللغة الأربعة، وهي:التحدث والاستماع والكتابة والقراءة.. ولاشك أنه لا يوجد بين أغراض التربية أبعد أثر وأكثر فائدة من توجيه الأطفال نحو اكتشاف عالم الكتب, حتى تنشأ في نفوسهم منذ حداثتهم عاطفة حب الكتب الراقية و جو من الصداقة والألفة الممتعة. (قيطان:1984:62،63)
إن كثيراً من الناس في الدول العربية تنظر إلى القراءة كواسطة لتحقيق غاية هي اجتياز الامتحان .وحتى نجتاز هذا النمط من التفكير علينا أن نضع الكتب على اختلاف أنواعها في متناول أيدي الناشئين ليدركوا أن القراءة لا تتم دائماً في غرفة الدرس أو كواجب بيتي بل يجب أن يشعروا بأنه يمكن أن تتم القراءة خارج غرفة الدرس ومن أجل متعتهم الذاتية. وعلى المعلمين أن يمهدوا الطريق أمام تلاميذهم لتنمية ميولهم إلى القراءة وذلك بوضع قصص شائقة مبسطة مختصرة ذات مظهر جذاب في متناول أيدي هؤلاء التلاميذ. (حمادة:1987:35)
كما يمكن استخدام التلفزيون التربوي في كثير من الأغراض التعليمية والتربوية وتوصيل المعارف العلمية إلى عقول الناشئة بأساليب سهلة جذابة تجعلهم يتفاعلون مع واقع الدرس الذي تجسده المفاهيم والأهداف المرصودة في المناهج, فإن هذا الطالب يظل طوال حياته مرتبطاً بهذا العالم الرائع الذي يوصله بالحياة العملية والتكيف الاجتماعي. (قبطان:1984:63)
وحتى تتم عملية غرس عادة القراءة وتشجيع القراءة للمتعة والتسلية على أكمل وجه يجب أن يتربى المتعلم ويتعود على نظرة الاحترام لها, فيجب أن يكون لها جو خاص سمته عناصر الجمال والاحترام والنظام والسعة والترحاب والهدوء. (قبطان:984:63) ويختلف عن جو الفصل الدراسي. فإذا توفر الكتاب الشائق والمكان الجذاب, بقي على المدرس تقديم الكتب للتلاميذ بطريقة أخاذة غير مباشرة كان يتحدث في غرفة الدراسة عن هذه الكتب وأبطالها ويقرأ قطعاً مثيرة مقتبسة منها فإذا أثار إعجاب التلاميذ قدم لهم نسخاً من الكتاب أو إرشادهم إلى مواضع هذه النسخ في المكتبة وتركهم يكملون قراءة الكتاب بأنفسهم في أية مكتبة.
المراجع العربية:
الكتب:
(1)الدبوس, جواهر محمد(2003م): القاموس التربوي , الطبعة الأولى, مجلس النشر العلمي, جامعة الكويت, الكويت, الكويت.
(2)إسماعيل, ختام (2006م): دليل المدراء في الإدارة المدرسية, دار التقدم العلمي, الطبعة والبلد غير معروفين.
(3)عاشور, قاسم راتب وأبو الهيجاء, عبد الرحيم عوض (2004م/1424 هـ): المنهج بين النظرية والتطبيق, الطبعة الأولى, دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة, عمّان, الأردن.
(4)حسن, سعيد أحمد (1985م/1406هـ): المكتبة المدرسية ورسالتها التربوية, الطبعة الأولى, مؤسسة الرسالة, بيروت, لبنان.
(5)المتبولى, صلاح الدين (2003م): قضايا تربوية ــ جهود اليونسكو في تطوير التعليم الأساسي, الطبعة الأولى, دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر, الإسكندرية, مصر.
(6)عبد الدائم, عبد الله(1978م): التربية عبر التاريخ, الطبعة الثالثة, دار العلم للملاين, بيروت, لبنان.
(7)عبد العزيز, محمد الحسيني (1973م): الحياة العلمية في الدولة الإسلامية, وكالة المطبوعات, الكويت, الكويت.
(8)الخولي, محمد علي (1981م): قاموس التربية, الأولى, دار العلم للملاين, بيروت, لبنان.
(9)حمادة, محمد ماهر و القاسمي, علي (1987م/1407هـ): تنظيم المكتبة المدرسية, مؤسسة الرسالة, بيروت, لبنان.
(10) الزيود, نادر فهمي وآخرون (1999م): التعلم والتعليم الصفي, الطبعة الرابعة, دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.
البحوث:ــ
(1)المبرز, عبد الله بن إبراهيم (1420هـ/1996م): واقع مكتبات المدارس الثانوية للبنين بمدينة الرياض, مطبوعات مكتبة الملك فهد الوطنية, السلسلة الأولى (39), الرياض, موقع مكتبة المصطفى.
(2) المهندس, محمد إسماعيل قبطان (1984م): الرسالة التربوية للمكتبة المدرسية, مجلة التربية, العدد 66, اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم, الدوحة, قطر, أغسطس .
الدرهوبي, محمد الهادي (2005م): المكتبة المدرسية وتكنولوجيا المعلومات, .
(3) الكعبي, محمد عبد الله (2000م): المكتبة المدرسية ودورها في تنشيط العملية التربوية التثقيفية, مجلة آفاق تربوية, العدد 27, يونيو, التوجيه التربوي, وزارة التربية والتعليم و التعليم العالي, الدوحة, قطر.
المراجع الأجنبية:
1.Terminology of technical and vocational education, Technical and vocational educational section,Unesco for International Bureau of Education, Paris, France,1978.
2. ***ster's New world _ College Dictionary, 3rd edition, Macmillan, New York, USA, 1997.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى