أهمية اللُغة العربية، وضرورة التحدث بها.
7/2/2014, 02:14
لا يختلف اثنان ــ من المسلمين ــ في أن اللغة العربية هي من أسمى اللغات وأفضلها إذ هي لغة القرآن ولسان سيد ولد عدنان
ولا شك أن ما يبذل من أجلها والرقي بها من مجهود يثاب عليه صاحبه ويجزى الجزاء الأوفى من قبل الله تعالى لأن خدمة اللغة العربية هي خدمة للقرآن والإسلام
إن أهمية اللغة العربية تنبع من نواحٍ عدّة؛ أهمها:
ارتباطها الوثيق بالدين الإسلامي و القرآن الكريم، فقد اصطفى الله هذه اللغة من بين لغات العالم لتكون لغة كتابه العظيم و لتنزل بها الرسالة الخاتمة {إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون}، و من هذا المنطلق ندرك عميق الصلة بين العربية و الإسلام، كما نجد تلك العلاقة على لسان العديد من العلماء ومنهم ابن تيمية حين قال : إن اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب و السنة فرضٌ، و لا يفهم إلا باللغة العربية، ومالا يتم الواجب إلا به، فهو واجب "،
ويقول الإمام الشافعي في معرض حديثه عن الابتداع في الدين " ما جهل الناس، ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب "،
إن الجانب اللغوي جانب أساسي من جوانب حياة الأمة ، وإن اللغة مقوم من أهم مقوماتها ، والمكون لبنية تفكيرها، وهي الحاملة لثقافتها ورسالتها والرابط الموحد بين أفرادها والصلة بين أجيالها.
وقد كان سلف الأمة يولون العناية الفائقة للغة العربية ويحثون على تعلمها
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "تعلموا العربية فإنها تزيد في المروءة".
وروى أبو بكر الأنباري في إيضاح الوقف والابتداء أن عمر كتب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما "أن مر من قبلك بتعلم العربية فإنها تدل على صواب الكلام "،
وعن أبي العالية قال : "كان ابن عباس يعلمنا اللحن" قيل يعلمنا الصواب وقيل يعلمنا الخطأ لنجتنبه ،
وعن الحسن البصري أنه سئل : ما تقول في قوم يتعلمون العربية ؟ قال : "أحسنوا يتعلمون لغة نبيهم ".
وأنشد المبرد:
النحو يصلح من لسان الألكن ** والمرء تكرمه إذا لم يلحن
فإذا أردت من العلوم أجلها ** فأجلها منها مقيم الألسن
ويقول آخر : من لم يكن عالما بالنحو كان إذا** حل المجالس معدودا من الخشب
وجاء في منظومة : هدية الألباب في جواهر الآداب : أحرص على النحو فذاك السلم** لكل علم تبتغيه الأمم
" وقد استطاعت اللغة العربية في فتْرة انطِلاقِها وتوسُّعها أن تُمَثِّل نموذج اللغة التي يحرِص المثقَّفون من غير أبنائها، على أن يتحلَّوا بمعرفتها، بل استعارَتْ حروفَها كثيرٌ من اللغات الأخرى - وخاصَّة اللغات الإسلامية - لكي تكتب بها كلماتها، ومن بينها اللغة الفارسية في إيران وأفغانستان، واللغة الأوردية في الهند وباكستان، اللتان كانتا - وما تزالان - تُكتَبان بالحروف العربيَّة، لكن لغات إسلاميَّة أخرى كانت تكتب بالحرف العربي وتخلَّت عن ذلك الحرف؛ نتيجةً للتخطيط المُحكَم لمُحارَبة العربية في القرن العشرين،"(1)
لكنَّ اللغة في حاضِرها اليوم في حاجةٍ إلى أن تَتذَكَّر، وأن تستجمع قُواها لمواجهة متطلَّبات الحاضر والمستقبل في المجال المعرفي والحضاري، وأن تنتهي بفضْل وعي وهِمَّة أبنائها للقيام بدورها الحقيقي في المحافظة على الهُويَّة، واستِعادة بعض مَلامِح الوجه المهدَّدة بالضَّيَاع.
ولنتذكَّر أنَّنا في عصر تَلعَب فيه حالة لغات الشعوب - قوةً أو ضعفًا - دورًا مهمًّا في المحافظة على كِيان الأمَّة، أو التفريط فيه، وتركه عُرضَةً لتقلُّبات الأهواء والأحداث من حوله،
ولنتذكَّر - أيضًا - أنَّنا في عصر تَحرِص فيه اللغات الكبرى المُسَيطِرة على التِهام اللغات المُنافِسة لها، أو إضعافها وتفتيتها، وأنها تلجأ في سبيل تحقيق ذلك الهدف إلى وسائل علميَّة وتعليميَّة وإعلاميَّة، تَمَّ إعدادُها ودراستها بدِقَّة شديدة، وتَوازَنَتْ فيها المُغريات والعُقُوبات، وتَمَّ دسُّ السمِّ بإحكام في معظم الأحايين، في آنية العسل؛ لكي يَنجَذِب إلى الهدف المرسوم - بوعي أو بلا وعي - أبناءُ اللغة المستهدَفة أنفسُهم، ويكونوا أكبر عَوْنٍ على تحقيق الغاية المُرادَة.
إن أكبر تحدي يواجه الانسان العربي اليوم هو :العمل على إعادة الاعتبار للغة العربية حتى تاخذ مكانتها الطبيعية والائقة بها كلغة دين وعلم وحضارة
ولا يكون هذا الا اذا أدركنا أن ضياع اللغة يعني ضياع الأمة ومن ثم عملنا على تفادي هذا الأمر بمختلف الوسائل وشتى السبل
ولتكن البداية أن نعوِّد أنفسنا وأبناءنا التحدث باللغة العربية الفصحى ولا نتخلى عن هذا إلا عند الضرورة كأن يكون المخاطَب
|
. إنسانا عاميا.
ولا شك أن ما يبذل من أجلها والرقي بها من مجهود يثاب عليه صاحبه ويجزى الجزاء الأوفى من قبل الله تعالى لأن خدمة اللغة العربية هي خدمة للقرآن والإسلام
إن أهمية اللغة العربية تنبع من نواحٍ عدّة؛ أهمها:
ارتباطها الوثيق بالدين الإسلامي و القرآن الكريم، فقد اصطفى الله هذه اللغة من بين لغات العالم لتكون لغة كتابه العظيم و لتنزل بها الرسالة الخاتمة {إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون}، و من هذا المنطلق ندرك عميق الصلة بين العربية و الإسلام، كما نجد تلك العلاقة على لسان العديد من العلماء ومنهم ابن تيمية حين قال : إن اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب و السنة فرضٌ، و لا يفهم إلا باللغة العربية، ومالا يتم الواجب إلا به، فهو واجب "،
ويقول الإمام الشافعي في معرض حديثه عن الابتداع في الدين " ما جهل الناس، ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب "،
إن الجانب اللغوي جانب أساسي من جوانب حياة الأمة ، وإن اللغة مقوم من أهم مقوماتها ، والمكون لبنية تفكيرها، وهي الحاملة لثقافتها ورسالتها والرابط الموحد بين أفرادها والصلة بين أجيالها.
وقد كان سلف الأمة يولون العناية الفائقة للغة العربية ويحثون على تعلمها
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "تعلموا العربية فإنها تزيد في المروءة".
وروى أبو بكر الأنباري في إيضاح الوقف والابتداء أن عمر كتب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما "أن مر من قبلك بتعلم العربية فإنها تدل على صواب الكلام "،
وعن أبي العالية قال : "كان ابن عباس يعلمنا اللحن" قيل يعلمنا الصواب وقيل يعلمنا الخطأ لنجتنبه ،
وعن الحسن البصري أنه سئل : ما تقول في قوم يتعلمون العربية ؟ قال : "أحسنوا يتعلمون لغة نبيهم ".
وأنشد المبرد:
النحو يصلح من لسان الألكن ** والمرء تكرمه إذا لم يلحن
فإذا أردت من العلوم أجلها ** فأجلها منها مقيم الألسن
ويقول آخر : من لم يكن عالما بالنحو كان إذا** حل المجالس معدودا من الخشب
وجاء في منظومة : هدية الألباب في جواهر الآداب : أحرص على النحو فذاك السلم** لكل علم تبتغيه الأمم
" وقد استطاعت اللغة العربية في فتْرة انطِلاقِها وتوسُّعها أن تُمَثِّل نموذج اللغة التي يحرِص المثقَّفون من غير أبنائها، على أن يتحلَّوا بمعرفتها، بل استعارَتْ حروفَها كثيرٌ من اللغات الأخرى - وخاصَّة اللغات الإسلامية - لكي تكتب بها كلماتها، ومن بينها اللغة الفارسية في إيران وأفغانستان، واللغة الأوردية في الهند وباكستان، اللتان كانتا - وما تزالان - تُكتَبان بالحروف العربيَّة، لكن لغات إسلاميَّة أخرى كانت تكتب بالحرف العربي وتخلَّت عن ذلك الحرف؛ نتيجةً للتخطيط المُحكَم لمُحارَبة العربية في القرن العشرين،"(1)
لكنَّ اللغة في حاضِرها اليوم في حاجةٍ إلى أن تَتذَكَّر، وأن تستجمع قُواها لمواجهة متطلَّبات الحاضر والمستقبل في المجال المعرفي والحضاري، وأن تنتهي بفضْل وعي وهِمَّة أبنائها للقيام بدورها الحقيقي في المحافظة على الهُويَّة، واستِعادة بعض مَلامِح الوجه المهدَّدة بالضَّيَاع.
ولنتذكَّر أنَّنا في عصر تَلعَب فيه حالة لغات الشعوب - قوةً أو ضعفًا - دورًا مهمًّا في المحافظة على كِيان الأمَّة، أو التفريط فيه، وتركه عُرضَةً لتقلُّبات الأهواء والأحداث من حوله،
ولنتذكَّر - أيضًا - أنَّنا في عصر تَحرِص فيه اللغات الكبرى المُسَيطِرة على التِهام اللغات المُنافِسة لها، أو إضعافها وتفتيتها، وأنها تلجأ في سبيل تحقيق ذلك الهدف إلى وسائل علميَّة وتعليميَّة وإعلاميَّة، تَمَّ إعدادُها ودراستها بدِقَّة شديدة، وتَوازَنَتْ فيها المُغريات والعُقُوبات، وتَمَّ دسُّ السمِّ بإحكام في معظم الأحايين، في آنية العسل؛ لكي يَنجَذِب إلى الهدف المرسوم - بوعي أو بلا وعي - أبناءُ اللغة المستهدَفة أنفسُهم، ويكونوا أكبر عَوْنٍ على تحقيق الغاية المُرادَة.
إن أكبر تحدي يواجه الانسان العربي اليوم هو :العمل على إعادة الاعتبار للغة العربية حتى تاخذ مكانتها الطبيعية والائقة بها كلغة دين وعلم وحضارة
ولا يكون هذا الا اذا أدركنا أن ضياع اللغة يعني ضياع الأمة ومن ثم عملنا على تفادي هذا الأمر بمختلف الوسائل وشتى السبل
ولتكن البداية أن نعوِّد أنفسنا وأبناءنا التحدث باللغة العربية الفصحى ولا نتخلى عن هذا إلا عند الضرورة كأن يكون المخاطَب
|
. إنسانا عاميا.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى