الطلبة يتوجهون إلى المدارس وتجاوب محدود مع دعوات الإضراب

آثرت اغلبية الطلبة والاهالي امس ارسال ابنائهم الى المدرسة في اليوم الاول لبدء الفصل الدراسي الاول رسميا، واستكملت الهيئات التدريسية في العديد من المدارس تسليم الطلبة الكتب المدرسية، وجداول الحصص، في تعبير عن رفض وتحد دعوة مجلس نقابة المعلمين لمنتسبيها بالاضراب.

وتزايدت ردود الفعل الشعبية المنددة باضراب المعلمين الذي بدأ مع اول يوم في العام الدراسي مطالبين المعلمين بتحمل مسؤولياتهم الاجتماعية والاخلاقية تجاه الطلبة الذين يشكلون نحو ثلث المجتمع.

وفي اربد، ناشد أولياء امور طلبة في محافظة اربد المعلمين والمعلمات على مستوى المملكة الى التمسك بقدسية مهنة التعليم وعدم الالتفات الى دعوات الاضراب التي تصر عليها نقابة المعلمين، معتبرين ان الانسياق وراء ذلك يتنافى مع قدسية انبل المهن ويلحق الاذى والضرر الكبير بمجموع الطلبة وينعكس سلبا على العملية التربوية برمتها وتتعدى اثاره السلبية لتطال المجتمع بأسره.

ويقول ولي الامر محمد الشياب اب لخمسة طلاب منهم واحد في التوجيهي ان مستقبل ابنائه اصبح في مهب الريح وان تعبهم وكده واسرته من اجلهم اصبح زوبعة في فنجان مبديا قلقه وتخوفه على مصيرههم ومصير زملائهم الدراسي لاسيما من هم مقبلون على امتحان الثانوية العامة.

ويرى ولي الامر ماجد نصير اب لستة طلاب ان اقحام الاجندات السياسية في صلب عمل النقابة بدل التركيز على المهنة وتطويرها وتذليل العقبات امام الطلبة للتوجه نحو الابداع والتميز وتخريج طلبة اكفياء قادرين على تحمل مسؤولياتهم والاسهام في بناء الوطن وتقدمة ونمائه بمخرجات تعليمية وتربوية متميزة وهادفة فرغها اصرار النقابة على الاضراب من هذه المضامين الراقية والسامية.

وتساءل ولي الامر محمد الغانم اب لثلاثة طلاب عن مصير الطلبة اذا ما اصرت النقابة على موقفها الذي وصفه بالعبثي والتأزيمي على حساب حوالي مليوني طالب وطالبة يجدون انفسهم خارج دائرة اهتمام النقابة واستخدامهم كوسيلة ضغط لتحقيق مطالب اعتبر اكثرها مطامع شخصية ومصالح سياسية؟!.

وعبرت ولية الامر فاطمة السيد وهي ارملة وام لاربعة طلاب عن رفضها واولياء الامور لجوء المعلمين للاضراب تحت اي ذريعة، داعية اياهم ان يتقوا الله وضمائرهم ويحافظوا على قدسية المهنة، مشيرة الى ان الاضراب زاد من صعوبة وقساوة الظروف التي تمر بها لتوفير مستلزمات ابنائها وحياتهم اليومية والدراسية.

وفي لواء الكورة، اكد مدير التربية والتعليم في لواء الكورة الدكتور موسى العبابنة سير العملية التدريسية في 61 مدرسة في اللواء بشكل منتظم حيث تم تسليم الكتب للطلبة ومباشرة التدريس لطلبة التوجيهي حتى في المدراس التي شهدت اضرابا جزئيا او كليا والبالغ عددها 35 مدرسة.

وقال ان كافة المدارس في اللواء شهدت تسليم الكتب للطلبة واعطاء حصص فيما تم توزيع برنامج الحصص، مشيرا الى اكتمال وصول نقص الكتب الى مستودعات المديرية وتم تزويد المدارس بها امس الاحد.

واشار الى انه تم تشغيل ثلاث معلمات على العمل الاضافي امس الاحد لحين وصول دفعة تعيينات المعلمين الاخيرة الى المدارس للحيلولة دون حدوث فراغ تدريسي، مبينا انه تم تكليف عدد من المساعدين لادارة عدد من المدارس لحين انجاز تعيين مدراء جدد.

وقال مدير التربية والتعليم في لواء المزار الشمالي حسين الكيلاني ان كافة المدارس التزمت بالدوام والطابور الصباحي ورفع العلم والنشيد الوطني فيما توقفت عدد من المدارس بعد ذلك عن التدريس بموجب الاضراب، مشيرا الى ان عددها بلغ 20 مدرسة من اصل 42 مدرسة.

واكد ان المدارس التي التزمت بالدوام شهدت توزيع الكتب والبرنامج المدرسي واعطاء حصص بشكل كامل حيث زار عدد من المدارس والتقى الهيئات التدريسية فيها واطلع على سير العملية التعليمية.

وانقسم مواطنو محافظة الكرك بين معارض ومتعاطف حيال قضية اضراب المعلمين، حيث يرى المعارضون للاضراب بانه وسيلة غير مقبولة ليصل بها المعلمون الى حقوقهم التي كان بالامكان نيلها باتباع الحوار مع الحكومة بدل استخدام الطلبة ورقة ضغط للمساومة، اذ ان الاضراب مع اول يوم دراسي يترك اثرا نفسيا سيئا لدى الطلبة في حين ان الاضراب مضر بمجمل العملية التعليمية لاسيما بطلبة الثانوية العامة الذين يفترض ان ينهوا مناهجهم الدراسية في وقت محدد، اما المتعاطفون مع المعلمين وان احتجوا على توقيت الاضراب وتداعياته فيقولون انه لابد من توفير بيئة مناسبة لعمل المعلمين سواء من حيث امنهم المعيشي او امنهم الوظيفي.

ويقول ولي الامر محمد المبيضين « نرفض استخدام ابنائنا كوسيلة ضغط يتبعها المعلمون للوصول الى مطالبهم بعد ان ابدت الوزارة تفهمها لمطالب المعلمين وحرصها على معالجتها باستثناء الشق المادي، ما يستدعي ان تتفهم نقابة المعلمين الاوضاع الاقتصادية التي يمر بها الوطن «، داعيا للعودة عن الاضراب واتباع وسائل اخرى بعيدة عما يلحقه الاضراب من ضرر مباشر للطلبة وللعملية التعليمية.

وقال خالد الضمور « ان اصرار النقابة على تنفيذ الاضراب يشوه صورتها امام المجتمع الذي ناصر المعلمين عند مطالبتهم باحداث نقابة لهم، فيما النقابة تعمل حاليا على ما يلحق الضرر بالمجتمع من حيث ما يسببه من اساءة للطلبة ولاولياء الامور، فمن شأن الاضراب ان يربك العملية التعليمية منذ اول يوم دراسي ويحول دون وجود مدة كافية لانهاء المناهج الدراسية، ما يضر بالمستوى التحصيلي للطلبة، مطالبا النقابة بفصل العمل النقابي عن العمل السياسي وعدم جعل الطلبة دروعا لتحقيق مكاسب ذاتية.

وقال علي المجالي « ان نقابة المعلمين خرجت في اعلانها للاضراب عن الكثير من اهدافها الرئيسية وهي العمل على النهوض بمستوى التعليم والسبل الكفيلة لتطويره، لاسيما في ضوء نتائج امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة الاخيرة التي ينبغي ان تدفع النقابة لدراسة اسباب ذلك ومن ثم اقتراح الحلول المناسبة لمعالجة تلك الاسباب»، معتبرا ان سياسة الاضراب وتوقيف العمل تغرس في الطلبة مفاهيم سلبية واتباع العنف لتحقيق مصالحهم.

وفي المقابل يرى المتعاطفون مع المعلمين، ان ما يطالب به المعلمون حقا لهم، ويقول المواطن محمد عطيه « ان من الواجب ان يتم التفاهم بين طرفي المشكلة باتباع آليات بعيدة عن التعنت في المواقف طالما الهدف خدمة المصلحة الوطنية العليا»، مشيرا الى ان المعلمين يشكلون شريحة واسعة من المجتمع الاردني ويقومون بدور مهم في خدمة المجتمع وتنشئة الاجيال، ما يستدعي توفير انسب الظروف لهم لحفزهم لمزيد من العطاء بعيدا عن لغة العنف التي يشكل الاضراب احد بنودها.

وقال محمد العمرو « نحن مع المعلمين في سن التشريعات التي تحقق مصالحهم العامة وتحفظ كرامتهم في ضوء ما يتعرضون له من اعتداءات متكررة من قبل الطلاب واولياء الامور، كما اننا مع نيل حقوقهم المالية كاملة لكن عليهم ان يبدوا مرونة ازاء هذا المطلب الى ان تتوفر لدى الحكومة الامكانات المالية اللازمة «.

وفي محافظة المفرق، بلغت نسبة الاضراب في مدارس لواء البادية الشمالية الغربية في اليوم الاول لدوام الطلبة 20 بالمئة حسبما ذكر مدير تربية اللواء الدكتور صايل الخريشا.

واضاف ان اليوم الاول لدوام الطلبة في معظم مدارس اللواء شمل توزيع الكتب المدرسية عليهم، لافتا الى ان نسبة الاضراب في مدارس الاناث اقل من مدارس الذكور.

وقال مدير تربية لواء القصبة احمد عايد بني خالد ان نسبة الاضراب في مدارس الاناث بلغت 10 بالمئة في حين بلغت في مدارس الذكور 20 بالمئة.

وفي ذات السياق طالب عدد من اولياء امور الطلبة بعدم اقحام ابنائهم في مسائل الاضراب التي ينفذها المعلمون بين الحين والاخر، مشيرين الى ان حق التعليم يعد حقا دستوريا للطلبة لايجوز المساس به من اية جهة.

واضافوا انه يتوجب على المعلمين عدم اخذ ابنائهم رهينة لابتزاز الحكومة، مشيرين الى ان مطالباتهم يجب ان تكون خارج اطار الدوام الرسمي لئلا تؤثر عملية الاضراب على التحصيل العلمي لابنائهم.

وصدرت في جرش عشرات البيانات التي تحمل مئات التواقيع امس من اولياء امور طلبة وهيئات اعتبارية ومخاتير ووجهاء ومتقاعدين مدنيين وعسكريين ترفض رفضا مطلقا اضراب المعلمين وترك الطلبة الى الشوارع.

واعتبروا ان بيان نقابة المعلمين ومطالبته اولياء امور الطلبة بترك ابنائهم في المنازل وعدم ارسالهم الى المدارس امر خطير، يعرض حياة ابنائهم التعليمية الى الخطر ويضرب بابسط حقوقهم الدستورية والقانونية بعرض الحائط.

واصدر ابناء بلدة الكفير بيانا اعلنوا فيه انهم ضد اضراب للمعلمين جملة وتفصيلا لما يلحقه من ضرر على سلوك ونفسية الطلبة كما اشار البيان الى ان اهالي البلدة ضد استغلال الطلاب ليكونوا اداة او وسيلة من اجل الحصول على مكاسبهم مشيرين الى انهم مع تحصيل حقوق المعلمين ولكن بعيدا عن الطلبة.

وطالب بيان صدر عن اولياء امور طلبة في مخيم سوف وكافة فعاليات المخيم النقابة اعادة النظر بقرار اضرابهم وان يغلبوا المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.

كما اصدر ابناء واهالي بلدة ريمون بيانا حول الاضراب جاء فيه « ان الاهالي يناشدون المعلمين بالمحافظة على حقوق الطلاب التعليمية وان الحقوق وسبل الحصول عليها يجب ان تكون بعيدة عن الطلبة او المساس بحقوقهم «.

واكدوا انهم كاولياء امور لن يتركوا ابناءهم الى الشارع وسيتم سد الفراغات المترتبة على اجراء الاعتصام من خلال المعلمين المتقاعدين.

واصدرت اللجان الشعبية المحلية لمحافظة جرش بيانا تمنوا فيه ان يكون اضراب المعلمين من اجل سبل تحسين الواقع التعليمي للطلبة والاخذ بيدهم داعين المعلمين الى الالتزام بقانونية قانون النقابة وعدم الخروج بابنائنا الى الشوارع.

وتلقى مكتب «الرأي» في جرش العديد من الرسائل من مواطنين طالبوا فيها المعلمين الالتزام مع الطلبة في المدارس واعطاء الدروس كما طالبوا وزارة التربية والتعليم وضع خطة بديلة اذا ما اضرب بعض المعلمين ودعوة المعلمين المتقاعدين للعودة الى المدارس لتغطية أي خلل قد يحدث للطلبة.

وفي محافظة عجلون، توجه الطلبة في مدارس محافظة عجلون الى مدارسهم في اليوم الاول للدوام الرسمي، حيث التزم المعلمون بتواجدهم داخل المدارس والالتزام بالدوام الرسمي وعدم اعطاء الحصص داخل الغرف الصفية او توزيع الكتب الا حالات محدودة جدا من المدارس التي قامت بتسليم الكتب وحالات اخرى من المعلمين والمعلمات دخلوا الغرف الصفية وهي نسبه محدودة.

ودعا مدير التربية والتعليم في محافظة عجلون سامي الفواعرة المعلمين الاستجابة لنداءات الوزارة واولياء امور الطلبة بفك الاضراب حفاظا على مصالح الطلاب وسلامتهم داخل الساحات وتواجدهم بالشوارع.

وقال الناطق الاعلامي لنقابة المعلمين في المحافظة عمر القضاه ان معظم المدارس في المحافظة شهدت اضرابا من قبل المعلمين الذين لم يدخلوا الى الغرف الصفية حيث تواجدوا داخل المدارس وملتزمين بالدوام الرسمي التزاما مع قرارات النقابة التي اعلنت الاضراب للاستجابة لطلبات النقابة والمعلمين، مبينا ان هناك فئات قليلة من المعلمين والمعلمات الذين قاموا بتسليم الكتب واعطاء الحصص المدرسية وهي لا تعد على اصابع اليد.

وشهدت امس غرف عمليات مديرية التربية والتعليم اتصالات مكثفة لتنهي الاضراب حيث تتابع مديرية التربية مع المدارس لأقناع المعلمين دخول الغرف الصفية حفاظا على مصالح الطلاب.

وفي متابعة ميدانية «للرأي» حيث شهدت المدارس التزاما من اولياء امور الطلبة بأرسال ابنائهم الى المدارس التي شوهد الطلاب في الساحات وخارج الغرف الصفية وشوهد عدد داخل الغرف الصفية دون معلمين ومعلمات ومدارس اخرى قامت بإعداد الطابور الصباحي ورفع العلم.

في المزار الجنوبي، نفذ معلمو مدارس لواء المزار الجنوبي امس مع بداية الدوام المدرسي للطلبة اضرابهم المفتوح عن العمل احتجاجا منهم على مماطلة الجهات المعنية لمطالبهم التي من شانها تحسين واقعهم المعيشي والوظيفي وفقا لما ذكره معلمون من المزار.

ولفت المعلمون الى ان اضرابهم هذا سيستمر الى ان تلقى مطالبهم وحقوقهم الوظيفية المتعلقة بتعديل نظام الإجازات من خلال ديوان الخدمة المدنية ورفع علاوة الطبشورة اضافة الى المطالب المتعلقة بتحسين تأمينهم الصحي وإحالة صندوق ضمان التربية لمكافحة الفساد والخروج من دائرة المماطلة والوعود.

وأضاف المعلمون الى ان حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم في تربية وإعداد اجيال الوطن والجهد الكبير المبذول في سبيل ذلك يقف حافزا في المطالبة بإنصافهم وتلبية مطالبهم وحقوقهم الوظيفية.

بدورهم اكد اولياء امور وفعاليات مجتمعية وتطوعية من المزار الجنوبي دعمهم ووقوفهم الى جانب المعلمين في تحسين واقع عملهم وحصولهم على امتيازاتهم الوظيفية غير انهم يرفضون ان يؤثر المطالبة بها سلبا على مستقبل الطلبة وتعليمهم وحقوقهم التعليمية.

وطالبوا المعلمين وقف اضرابهم والمطالبة بحقوقهم وامتيازاتهم بعيدا عن مصالح الطلبة ومستقبلهم التربوي والتعليمي.

وشهد التزام المعلمين في محافظة الطفيلة أمس تفاوتا في الاضراب الذي دعت اليه نقابتهم، حيث شهدت بعض المدارس في المحافظة اضرابا كليا عن العمل، فيما شهدت بعض المدارس اضرابا بشكل جزئي، في حين لم تشهد مدارس اخرى اي مظهر للإضراب.

وقال مدير التربية والتعليم في المحافظة صالح الحجاج، ان نسبة الالتزام بالاضراب في مدارس المحافظة بين المعلمين وصلت الى (75بالمئة)، مؤكداً أن هناك «تفاوتا في الالتزام بالإضراب في غالبية مدارس المحافظة»، مشيرا إلى أن بعض المدارس «مارست عملها بشكل طبيعي ولم يتغيب أي معلم من عمله الرسمي، في حين تغيب آخرون عن مواقع عملهم».

الى ذلك، توجه عدد كبير من الطلبة الى المدارس المنتشرة في مختلف مناطق المحافظة بالرغم من دعوة نقابة المعلمين للأهالي بعدم ارسال ابنائهم الى المدارس، معربين عن استيائهم من حالة الاضراب العام والاعتصامات التي ينفذها المعلمين منذ اكثر من سبعة ايام.

وانقسم اولياء امور الطلبة في المحافظة بين مؤيد لحراك المعلمين باتجاه نيل مطالبهم وبين متحفظ على الية المطالبة واخرى رافضين لها، فيما أكدت الاغلبية على ضرورة الحوار للوصول الى نتائج للخروج من هذا المأزق.