خطوات في إصلاح الذات
7/8/2014, 23:10
كيف أتغير؟
كيف أتحول؟
من أين أبدأ؟
إنها أسئلة كثيرًا ما تترددداخلنا، وتطرق أسماعنا، وتلح على قلوبنا، وليس الداعية بمنأى عن أمثال هذه الأسئلة،وليس هو بأغنى عن إصلاح نفسه والنظر الدائم فيها ومراجعتها؛ فالنفس متقلبة، وسبحانهوتعالى مقلب القلوب، ولَقلبُ ابن آدم أشد انقلابًا من القدر إذا استجمعت غليانًا،كما أخبر المعصوم صلى الله عليه وسلم
ولعلك تفهم أن مجرد المعرفة والعلم بخطرالمعصية لا يكفي للابتعاد عنها وتركها؛ فكم من علماء اجترءوا على ما لا يجترئ عليهجاهل
ولعلك تقول متحيرًا: كم من مرة حاولت وقررت العودة، بل وحددت لنفسي يومًاأو موسمًا أبدأ منه، ويمر اليوم وينقضي الموسم وأنا على حالي
وكم من مرة بدأتفعلا، ولكن ما أكاد أسير في الطريق يومًا أو يومين إلا وأنتكس مرة أخرى لعوامل منداخلي، أو لطوارئ ودواعٍ من خارجي. إذن: ما العمل؟ وأين الطريق؟
لابد لكل منا من نقطة تحوُّل، يُحَوِّل فيها مساره إلى طريق الله، ويهجر طريقالشيطان، ويحذر قُطاع الطرق
في السطور التالية أرجو أن تعيرني قلبك لا سمعك،وإحساسك لا عينك، ونحاول سويًّا بإذن الله أن نتلمس سبيل الوصول إلى الله عز وجل فيخطوات متدرجة، استقيتها من تجارب العلماء في بدء تعاملهم وإنابتهم إلى رب العزةسبحانه وتعالى
ومن البداية أقول لك: لا تظن أن الطريق سهل
فما تسعى إليه قدحُفَّ بالمكاره والعقبات والأشواك، ولكنك عندما تصل ويفتح لك مولاك الباب ستنسىالالالأستنسى كل ألم، وستودع كل تعب، وستحس بلذة لا تضارعها لذةدنيوية
الحجر الصحي
أول ما يجب أن تقوم به هو عزل نفسك عن مَواطنالمعصية ورفقائها؛ حتى لا تجد فرصة للمعاصي، فتنقطع تمامًا عن المعصية.. ثم الزمالإلحاح على معاتبة نفسك وتذكيرها ربها، وردد على سمعك دائمًا أنك لا بد ستموت إنعاجلا أو آجلا، وستلقى الله عز وجل فيحاسبك
اصمت تسلم
درِّب نفسك على أنتصمت أكثر مما تتكلم؛ فإن النفس إذا صمتت سكتت، فإذا طال سكوتها تبين لها الكثيرمما كانت تخوض فيه من الباطل، وعندها تنكسر؛ إذ تعلم أنها متعرضة لسخط مولاها
ثمعاوِد العتاب مرة أخرى، وذكِّرها بذنوبها ومعاصيها ذنبًا ذنبًا، وعرِّفها عقوبة كلذنب من تلك الذنوب؛ حتى تعترف وتُقِر
انسَ طاعاتك
إذا اعترفت نفسكبالتقصير والذنوب؛ فأدِم تذكيرها بعظيم جرائمها وذنوبها، وأوهمها أنها لم تعمل فيحياتها إلا المعصية، وأنسِها في هذه المرحلة حسناتها وطاعاتها؛ حتى توقن بالهلاك إنلم تتب، ويستيقظ ضميرها، وتسيل دمعتها
فإذا ما استيقظ ضمير نفسك، وسالت دمعتها،وأيقنت بالهلاك فأخبرها بضرورة الإقلاع عن المعاصي والاستدراك، وأن هذا لا يتأتىإلا بهجران كل أسباب المعصية؛ من أصحاب وأهل وقرابة وأدوات، وأخبرها أنها لا تصحتوبتها إلا بترك ذلك كله
أذلّها بالجوع
إذا نفرت نفسك من ذلك وأبَت؛فاكسرها بكثرة الصيام، وأذلها بالجوع؛ فإن النفس إذا آلمها الجوع تخشع وتستمعوتستسلم للمعاتبة فتقبل، فإذا لم تقبل فذكِّرها بعذاب الله وسوء المصير؛ حتى تلينلك، وعندها ستجدها تعطيك وعدًا بترك المعاصي بعد قليل، وتسوف لك متعللة بقضاء بعضحوائجها
قاوم التسويف
إذا وجدتها تسوف لك وتعد لأمد طويل أو قصير،فاحمل عليها حملة شديدة بالزجر والتذكير بعدم ضمان الأجل، وأنه لربما تستوفي أجلهاقبل أن يحين الموعد، وأعد عليها ذكر العقوبات والنقم
تحلية بعد تخلية
فإذا أذعنت لك وطاوعتك في قطع أسباب المعصية، فاعمل على إكسابها أضداد ما قطعتهوفارقته؛ فابحث لها عن صاحب مرشد بدلا من الصاحب المغوي، وعلِّمها الذكر بدلا منالسهو والغفلة، وألزمها التثبت والتفكر بدلا من الطيش والعجلة، وأذقها مناجاة الربسبحانه وتعالى وحلاوة تلاوة كتابه
ومطالعة العلم، والتعرف على سير الصالحينوأخلاقهم، بدلا من الخوض في الباطل ومجالسة الفاسدين المفسدين، وعندها تجتمع أنوارهذه البدائل في قلبك، ويستنير عقلك بموروثات الطاعة، ويؤيدك الله بمعونته، وتقهرأنوار الطاعة أهواء نفسك؛ فتتحول الطاعة إلى طبع وعادة. مثلما كانت المعصية لها طبعوعادة
إياك والعجب
إذا وصلت نفسك لهذه المرحلة من الاستقامة على طاعةربها؛ فربما نما فيها العجب بطاعتها وتركها للمعصية، فازجرها عن ذلك، وذكرها بنظرالله عز وجل إلى ضميرها، وخوفها بحبوط هذا العمل، وشككها في قبوله
تذكرماضيك
وإذا نجت النفس من العجب بأعمالها فربما وقعت في الكبر والاستطالة علىالناس لما ترى من معاصيهم واستقامتها، فتزدري العاصين وتترفع عليهم، عندها ذكرهابماضيها وما كانت عليه، وأقرِع سمعها بقوله عز وجل: كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُفَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ، وقول القائل: رب معصية أورثت ذلا وانكسارًا خير منطاعة أورثت عزًّا واستكبارًا"، وخوفها من خاتمة السوء، حتى تعرف قدرها وتنفي الكبرعن ضميرها
ولكن لا تعتقد أن هذه هي النهاية؛ فكما يقولون: إن الوصول إلى القمةسهل، ولكن الحفاظ عليها هو الصعب، فيجب أن تكون على حذر دائمًا، وأن ترعى نفسكوتهذبها دومًا مما يعكر عليها صفو الطاعة؛ حتى تظل على هذه الحالة من الاستسلاموالانقياد لله عز وجل، والنفور من معصيته
كيف أتحول؟
من أين أبدأ؟
إنها أسئلة كثيرًا ما تترددداخلنا، وتطرق أسماعنا، وتلح على قلوبنا، وليس الداعية بمنأى عن أمثال هذه الأسئلة،وليس هو بأغنى عن إصلاح نفسه والنظر الدائم فيها ومراجعتها؛ فالنفس متقلبة، وسبحانهوتعالى مقلب القلوب، ولَقلبُ ابن آدم أشد انقلابًا من القدر إذا استجمعت غليانًا،كما أخبر المعصوم صلى الله عليه وسلم
ولعلك تفهم أن مجرد المعرفة والعلم بخطرالمعصية لا يكفي للابتعاد عنها وتركها؛ فكم من علماء اجترءوا على ما لا يجترئ عليهجاهل
ولعلك تقول متحيرًا: كم من مرة حاولت وقررت العودة، بل وحددت لنفسي يومًاأو موسمًا أبدأ منه، ويمر اليوم وينقضي الموسم وأنا على حالي
وكم من مرة بدأتفعلا، ولكن ما أكاد أسير في الطريق يومًا أو يومين إلا وأنتكس مرة أخرى لعوامل منداخلي، أو لطوارئ ودواعٍ من خارجي. إذن: ما العمل؟ وأين الطريق؟
لابد لكل منا من نقطة تحوُّل، يُحَوِّل فيها مساره إلى طريق الله، ويهجر طريقالشيطان، ويحذر قُطاع الطرق
في السطور التالية أرجو أن تعيرني قلبك لا سمعك،وإحساسك لا عينك، ونحاول سويًّا بإذن الله أن نتلمس سبيل الوصول إلى الله عز وجل فيخطوات متدرجة، استقيتها من تجارب العلماء في بدء تعاملهم وإنابتهم إلى رب العزةسبحانه وتعالى
ومن البداية أقول لك: لا تظن أن الطريق سهل
فما تسعى إليه قدحُفَّ بالمكاره والعقبات والأشواك، ولكنك عندما تصل ويفتح لك مولاك الباب ستنسىالالالأستنسى كل ألم، وستودع كل تعب، وستحس بلذة لا تضارعها لذةدنيوية
الحجر الصحي
أول ما يجب أن تقوم به هو عزل نفسك عن مَواطنالمعصية ورفقائها؛ حتى لا تجد فرصة للمعاصي، فتنقطع تمامًا عن المعصية.. ثم الزمالإلحاح على معاتبة نفسك وتذكيرها ربها، وردد على سمعك دائمًا أنك لا بد ستموت إنعاجلا أو آجلا، وستلقى الله عز وجل فيحاسبك
اصمت تسلم
درِّب نفسك على أنتصمت أكثر مما تتكلم؛ فإن النفس إذا صمتت سكتت، فإذا طال سكوتها تبين لها الكثيرمما كانت تخوض فيه من الباطل، وعندها تنكسر؛ إذ تعلم أنها متعرضة لسخط مولاها
ثمعاوِد العتاب مرة أخرى، وذكِّرها بذنوبها ومعاصيها ذنبًا ذنبًا، وعرِّفها عقوبة كلذنب من تلك الذنوب؛ حتى تعترف وتُقِر
انسَ طاعاتك
إذا اعترفت نفسكبالتقصير والذنوب؛ فأدِم تذكيرها بعظيم جرائمها وذنوبها، وأوهمها أنها لم تعمل فيحياتها إلا المعصية، وأنسِها في هذه المرحلة حسناتها وطاعاتها؛ حتى توقن بالهلاك إنلم تتب، ويستيقظ ضميرها، وتسيل دمعتها
فإذا ما استيقظ ضمير نفسك، وسالت دمعتها،وأيقنت بالهلاك فأخبرها بضرورة الإقلاع عن المعاصي والاستدراك، وأن هذا لا يتأتىإلا بهجران كل أسباب المعصية؛ من أصحاب وأهل وقرابة وأدوات، وأخبرها أنها لا تصحتوبتها إلا بترك ذلك كله
أذلّها بالجوع
إذا نفرت نفسك من ذلك وأبَت؛فاكسرها بكثرة الصيام، وأذلها بالجوع؛ فإن النفس إذا آلمها الجوع تخشع وتستمعوتستسلم للمعاتبة فتقبل، فإذا لم تقبل فذكِّرها بعذاب الله وسوء المصير؛ حتى تلينلك، وعندها ستجدها تعطيك وعدًا بترك المعاصي بعد قليل، وتسوف لك متعللة بقضاء بعضحوائجها
قاوم التسويف
إذا وجدتها تسوف لك وتعد لأمد طويل أو قصير،فاحمل عليها حملة شديدة بالزجر والتذكير بعدم ضمان الأجل، وأنه لربما تستوفي أجلهاقبل أن يحين الموعد، وأعد عليها ذكر العقوبات والنقم
تحلية بعد تخلية
فإذا أذعنت لك وطاوعتك في قطع أسباب المعصية، فاعمل على إكسابها أضداد ما قطعتهوفارقته؛ فابحث لها عن صاحب مرشد بدلا من الصاحب المغوي، وعلِّمها الذكر بدلا منالسهو والغفلة، وألزمها التثبت والتفكر بدلا من الطيش والعجلة، وأذقها مناجاة الربسبحانه وتعالى وحلاوة تلاوة كتابه
ومطالعة العلم، والتعرف على سير الصالحينوأخلاقهم، بدلا من الخوض في الباطل ومجالسة الفاسدين المفسدين، وعندها تجتمع أنوارهذه البدائل في قلبك، ويستنير عقلك بموروثات الطاعة، ويؤيدك الله بمعونته، وتقهرأنوار الطاعة أهواء نفسك؛ فتتحول الطاعة إلى طبع وعادة. مثلما كانت المعصية لها طبعوعادة
إياك والعجب
إذا وصلت نفسك لهذه المرحلة من الاستقامة على طاعةربها؛ فربما نما فيها العجب بطاعتها وتركها للمعصية، فازجرها عن ذلك، وذكرها بنظرالله عز وجل إلى ضميرها، وخوفها بحبوط هذا العمل، وشككها في قبوله
تذكرماضيك
وإذا نجت النفس من العجب بأعمالها فربما وقعت في الكبر والاستطالة علىالناس لما ترى من معاصيهم واستقامتها، فتزدري العاصين وتترفع عليهم، عندها ذكرهابماضيها وما كانت عليه، وأقرِع سمعها بقوله عز وجل: كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُفَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ، وقول القائل: رب معصية أورثت ذلا وانكسارًا خير منطاعة أورثت عزًّا واستكبارًا"، وخوفها من خاتمة السوء، حتى تعرف قدرها وتنفي الكبرعن ضميرها
ولكن لا تعتقد أن هذه هي النهاية؛ فكما يقولون: إن الوصول إلى القمةسهل، ولكن الحفاظ عليها هو الصعب، فيجب أن تكون على حذر دائمًا، وأن ترعى نفسكوتهذبها دومًا مما يعكر عليها صفو الطاعة؛ حتى تظل على هذه الحالة من الاستسلاموالانقياد لله عز وجل، والنفور من معصيته
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى