غزة بخير.. ماذا عنّا؟!
30/7/2014, 08:23
غزة بخير.. ماذا عنّا؟!
تتعدد المشاهد القاسية في حرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني ضد
غزة.. فهذه أمّ فلسطينية تروي قصة ابنها وليد.. الطفل الذي لم يبلغ
السابعة من العمر بعد.. فتقول: "أخفيته بين ضلوعي مدّة عشرين يوما..
بعيدا عن القصف والدمار والتخريب.. كنت أعلم جيدا أنهم يريدون قتل مزيد
من الأطفال، فهم يصطادونهم في الشوارع وبين الأزقة الضيقة وعلى شاطئ
البحر".. وليد، ظلّ بعيدا عن مصدر الخطر، متنقلا مع عائلته من بيت إلى
بيت.. ومن شارع إلى شارع.. ومن حيّ الى حيّ..ح تى قرر أن يطلّ برأسه من
إحدى النوافذ.. قال: يا أمّي.. اشتقت لنور الشمس، وفي تلك "الطلّة"..
اصطاده قناص مأجور.. زرع رصاصه في رأسه ليضيفه إلى قائمة مفتوحة من
الشهداء.. "وليد" ليس الأول فيها ولن يكون الأخير..
بعد عشرين يوما من الحرب والعدوان والقصف والدمار، تأكد للجميع أن غزة
ليست مدينة عادية أو مجرد قطاعِ جغرافيّ واقع تحت الاحتلال.. فصمود
أسطوري مثل هذا، لا يمكن أن يصدر عن مدينة محتلة، ومقاومة نظيفة مثل هذه
لا يمكن أن تصدر عن شعب -قيل زورا وبهتانا- أن اليأس كسره والجوع أفقده
معنى التحرر والكرامة..
الواقع.. غزة هي المنطقة العربية الوحيدة التي تتمتع بالحرية.. الوحيدة
من تسمو بكبريائها وسط امتداد جغرافي اغتال تاريخه.. بدّد كرامته في حروب
عبثية ومعارك داخلية.. في النهاية، غزة لا تريد أن تتحرر من الاحتلال، بل
تريد تحريرنا من "الاستعباد".. أن تُكمل لنا ما تبقى من استقلال... ألم
يكتب أحدهم أنّ: غزة لا تنزف دما، بل هي تتبرع بالدم لأمة بلا دم !
بعد عشرين يوما، يتبين للجميع أن غزة لم تُحرج عدوها فحسب، وإنما أحرجتنا
معه.. نحن لا نملك في النهاية، سوى الدعاء وجمع الأموال والخروج إلى
الشوارع، في غزة يملكون أكثر منا جميعا.. يملكون العيش بكرامة أو الموت
بشرف!!
كرّست غزة واقعا جديدا.. واقع يبتعد عن "الداعشيات والأسديات والبندريات
والحسينيات.. وما تبقى من العنتريات".. واقع نظيف وجهاد لا تشوبه شائبة،
بدايته واضحة، ومآله أو خاتمة مساره لا يختلف حولها إلا مرضى النفوس
وضعاف القلوب وعديمو الضمير.
قاتل رخيص من داعمي الهمجية الصهيونية، كتب يقول ناصحا مع بداية العدوان:
ركزوا على أطفال غزة، فلحومهم لذيذة!!
بعد عشرين يوما، اختفى هذا "المشجّع المهووس بالدم" من المشهد فجأة..
انسحب من كرسيه كاللصوص وقطاع الطرق، أغلق هاتفه وانزوى في بيته دون
استئذان.. ربما اكتشف أخيرا أن لحوم الأطفال التي اعتقدها لذيذة، كانت
مسمومة، لدرجة أغوت معها عشرات الجنود..
ومع ذلك.. لا يريد هؤلاء القتلة أن يتوقفوا عن ممارسة هوايتهم الرخيصة في
اصطياد الأطفال "نائمين" تحت فراشهم، ولا في قصف سيارات الإسعاف
والمستشفيات،.. إنهم لا يتوقفون عن مطاردة الموتى في ثلاجاتهم الضيقة،..
ألهذا الحد يخيف الفلسطيني عدوه حيا أو ميتا؟ ألهذا الحد بات القتلة
يحسدون الشهداء في غفوتهم الجميلة؟!
غزة بخير.. فماذا عنّا؟.. ماذا عنكم؟!
بقلم’قادة بن عمار
تتعدد المشاهد القاسية في حرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني ضد
غزة.. فهذه أمّ فلسطينية تروي قصة ابنها وليد.. الطفل الذي لم يبلغ
السابعة من العمر بعد.. فتقول: "أخفيته بين ضلوعي مدّة عشرين يوما..
بعيدا عن القصف والدمار والتخريب.. كنت أعلم جيدا أنهم يريدون قتل مزيد
من الأطفال، فهم يصطادونهم في الشوارع وبين الأزقة الضيقة وعلى شاطئ
البحر".. وليد، ظلّ بعيدا عن مصدر الخطر، متنقلا مع عائلته من بيت إلى
بيت.. ومن شارع إلى شارع.. ومن حيّ الى حيّ..ح تى قرر أن يطلّ برأسه من
إحدى النوافذ.. قال: يا أمّي.. اشتقت لنور الشمس، وفي تلك "الطلّة"..
اصطاده قناص مأجور.. زرع رصاصه في رأسه ليضيفه إلى قائمة مفتوحة من
الشهداء.. "وليد" ليس الأول فيها ولن يكون الأخير..
بعد عشرين يوما من الحرب والعدوان والقصف والدمار، تأكد للجميع أن غزة
ليست مدينة عادية أو مجرد قطاعِ جغرافيّ واقع تحت الاحتلال.. فصمود
أسطوري مثل هذا، لا يمكن أن يصدر عن مدينة محتلة، ومقاومة نظيفة مثل هذه
لا يمكن أن تصدر عن شعب -قيل زورا وبهتانا- أن اليأس كسره والجوع أفقده
معنى التحرر والكرامة..
الواقع.. غزة هي المنطقة العربية الوحيدة التي تتمتع بالحرية.. الوحيدة
من تسمو بكبريائها وسط امتداد جغرافي اغتال تاريخه.. بدّد كرامته في حروب
عبثية ومعارك داخلية.. في النهاية، غزة لا تريد أن تتحرر من الاحتلال، بل
تريد تحريرنا من "الاستعباد".. أن تُكمل لنا ما تبقى من استقلال... ألم
يكتب أحدهم أنّ: غزة لا تنزف دما، بل هي تتبرع بالدم لأمة بلا دم !
بعد عشرين يوما، يتبين للجميع أن غزة لم تُحرج عدوها فحسب، وإنما أحرجتنا
معه.. نحن لا نملك في النهاية، سوى الدعاء وجمع الأموال والخروج إلى
الشوارع، في غزة يملكون أكثر منا جميعا.. يملكون العيش بكرامة أو الموت
بشرف!!
كرّست غزة واقعا جديدا.. واقع يبتعد عن "الداعشيات والأسديات والبندريات
والحسينيات.. وما تبقى من العنتريات".. واقع نظيف وجهاد لا تشوبه شائبة،
بدايته واضحة، ومآله أو خاتمة مساره لا يختلف حولها إلا مرضى النفوس
وضعاف القلوب وعديمو الضمير.
قاتل رخيص من داعمي الهمجية الصهيونية، كتب يقول ناصحا مع بداية العدوان:
ركزوا على أطفال غزة، فلحومهم لذيذة!!
بعد عشرين يوما، اختفى هذا "المشجّع المهووس بالدم" من المشهد فجأة..
انسحب من كرسيه كاللصوص وقطاع الطرق، أغلق هاتفه وانزوى في بيته دون
استئذان.. ربما اكتشف أخيرا أن لحوم الأطفال التي اعتقدها لذيذة، كانت
مسمومة، لدرجة أغوت معها عشرات الجنود..
ومع ذلك.. لا يريد هؤلاء القتلة أن يتوقفوا عن ممارسة هوايتهم الرخيصة في
اصطياد الأطفال "نائمين" تحت فراشهم، ولا في قصف سيارات الإسعاف
والمستشفيات،.. إنهم لا يتوقفون عن مطاردة الموتى في ثلاجاتهم الضيقة،..
ألهذا الحد يخيف الفلسطيني عدوه حيا أو ميتا؟ ألهذا الحد بات القتلة
يحسدون الشهداء في غفوتهم الجميلة؟!
غزة بخير.. فماذا عنّا؟.. ماذا عنكم؟!
بقلم’قادة بن عمار
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى