شمس الصيف وخطرها على الجلد

شمس الصيف خطر على صحتك
يؤدي التعرض الزائد للشمس إلى الإصابة بسرطان الجلد، وهو أكثر أنواع السرطان شيوعا في العالم. ويتم تشخيص أكثر من مليون حالة إصابة بسرطان الجلد سنويا في أمريكا وحدها، كما أنه من المقدر أن يصاب حوالي نصف الأميركيين الذين يعيشون إلى سن ال65 بسرطان الجلد مرة واحدة في حياتهم على الأقل. وقد تسبب ورم ميلانوما، وهو أكثر أنواع سرطان الجلد فتكا، في وفاة أكثر من 37 ألف نسمة في العالم عام 2000، مئات منهم في الشرق الأوسط، وأرقام الضحايا في ارتفاع مستمر.
وأرجعت كثير من الأبحاث هذه الزيادة المضطردة في أعداد المصابين بسرطان الجلد إلى تغير أنماط المعيشة وقضاء أوقات أكثر في الشمس وعلى الشواطئ، كما أن التغير في أنماط المناخ سبب آخر للإصابة بالسرطان الجلدي، إذ ترتفع نسبة الأشعة فوق البنفسجية الأكثر حدة في الجو مقابل انخفاض نسبة الأوزون بسبب استخدام المستحضرات الرشاشة، وانتشار التلوث.
ويعتقد العلماء بأن تعرض الجلد لقدر أكثر مما يجب من الأشعة فوق البنفسجية يمكن له أن يلحق الضرر بالحامض النووي في خلايا الجلد مما يتسبب في تحولها إلى خلايا مسرطنة.
مهما تكن الأسباب، فإنك بحاجة لاتخاذ الاحتياطات اللازمة لتلافي الإصابة بسرطان الجلد، ومفتاح الوقاية هو الحد من درجة تعرضك للإشعاعات فوق البنفسجية الناجمة عن الشمس أو عن المصابيح المستخدمة لإضفاء السمرة على البشرة. ويعني ذلك استخدام المراهم الواقية من أشعة الشمس كلما أردت قضاء فترات طويلة في الهواء الطلق، كما يعني أيضا تجنب شمس الظهيرة وارتداء القبعات والقمصان ذات الأكمام الطويلة، لكن ما هي درجة فعالية المراهم الواقية من أشعة الشمس التي ينبغي علينا استخدامها؟ ينصح أطباء الجلد باستخدام الأنواع التي تحتوي على عامل حماية من الشمس يتراوح بين 15 و30.
ويمكن لسرطان الجلد إذا ما ترك دون علاج أن ينتشر وأن يلحق أضرارا بأعضاء أخرى في الجسم إضافة إلى الجلد، ويمكن علاج سرطان الجلد عن طريق الجراحة، لكن هناك علاجات جديدة يمكن تطبيقها في مثل هذه الحالات قد تجعل الجراحة أمرا غير ضروري في المستقبل، كما ستلعب طريقة العلاج الضوئي الدينامي Photodynamic therapy دورا كبيرا في علاج سرطان الجلد، ويقوم العلاج الضوئي الدينامي على استخدام نوع معين من الأشعة مع مواد كيمياوية خاصة لقتل الخلايا السرطانية، ويمكن للجراح أن يستخدم أشعة الليزر لاستئصال السرطان أو العلاج بالتبريد لتجميد الورم حتى القضاء عليه.
هل يعتبر بعض الناس أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد من غيرهم؟ تشير بعض الدراسات إلى أن بعض الأطباء مهيؤون وراثيا للإصابة بورم ميلانوما، كما يشير بعض الأطباء إلى وجود صلة بين حروق الشمس المتكررة وبين سرطان الجلد، وإذا ما تجنب المرء الإصابة بحروق الشمس في الصغر فإنه قد يكون بوسعه تجنب الإصابة بورم ميلانوما في الكبر، كما أن الناس من ذوي البشرة الأكثر بياضا هم أكثر عرضة من غيرهم، لكن هل هذا يعني أن ذوي البشرة السمراء محصنون من الإصابة؟ وتشير الأبحاث إلى أن الناس الذين يعيشون في مناطق مشمسة لفترات طويلة، مثل منطقتنا قد تطورت لديهم وبشكل تدريجي درجة أعلى من الصباغ (لمقاومة الشمس الحارقة على نحو أفضل). أما الذين يعيشون في مناخات الشمال البارد حيث الغيوم الكثيفة والنهار القصير فهم أكثر تأثرا بحروق الشمس، وأكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد، وبصفة عامة ارتفعت معدلات الإصابة بسرطان الجلد بين البيض إلى أكثر من ثلاثة أضعاف في الفترة ما بين 1980 و2003 م. ففي بعض أجزاء أستراليا ذات الشمس الحارقة، يعاني أحفاد المستوطنين الاسكتلنديين الأيرلنديين من أعلى معدلات سرطان الجلد في العالم، غير أن ذلك لا يعني أن أصحاب البشرة السمراء هم أكثر مناعة ضد سرطان الجلد. فالتعرض إلى الأشعة فوق البنفسجية، أكثر مما يجب، يصيب الجلد والحامض النووي معا بأضرار.