الكفيف الطموح

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الكفيف الطموح
الكفيف الطموح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
Mohammad Alhmoud
مدير المنتدى
الجنس : ذكر
عدد المشاركات : 618
تاريخ الميلاد : 08/02/1994
تاريخ التسجيل : 12/04/2014
العمر : 30
الدولة : الأردن
https://kafif.alafdal.net

لماذا لم تؤثر فينا خطب الجمعة؟  Empty لماذا لم تؤثر فينا خطب الجمعة؟

16/5/2014, 02:16
خلال 60 عاما من حياتنا نكون قد سمعنا أكثر من 3000 خطبة جمعة؛ فلماذا برأيك لم نر تغيراً إيجابياً مقابلاً على الفرد والمجتمع؟
هذا السؤال طرحته في تويتر ومجموعات الواتس اب قبل كتابة هذا المقال..
وبالطبع يمكننا افتراض خطب أقل لعمر أقصر؛ ولكن الفكرة تظل لماذا لم نصبح أكثر شعوب الأرض نزاهة وحسن أخلاق عطفاً على الكم الهائل من المواعظ التي نسمعها في خطب الجمعة وبقية أيام الأسبوع؟
.. الردود التي وصلتني أكثر مما تتحمله مساحة المقال؛ ولكن بعد استثناء المسيء والمكرر منها يمكننا اختيار التالي:
- لأن الخطيب أصبح يتعامل مع الخطبة على أنها مهمة ينجزها وليست رسالة يوصلها.
- لأنها كلام منقول أو مصور من كتاب قديم لا تلامس الحياة اليومية للفرد والمجتمع.
- بسبب تطور ثقافة الناس وبقاء أسلوب الخطب على حالها..
- لأسباب كثيرة (أولها) الواسطة وضعف وزارة الشؤون الاسلامية في اختيار الخطباء.
- لأن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..
- بسبب غفلة القلب من المتلقي وعدم استعمال مهارات الاتصال الفعال من الخطيب.
- بسبب عدم إخلاص الخطيب ولأن أغلبهم يقولون مالا يفعلون..
- ناهيك عن أجوبة أخرى لا تتسع لها المساحة ولكنها تصب في مفهوم (تكرار الخطب) و(عدم التجديد) و(البعد عن هموم المجتمع والتغيرات الجديدة)..الخ
وبطبيعة الحال كل هذه الآراء – التي يمكنكم مراجعتها على حسابي في تويتر – مهمة ولا يمكن إغفالها لحل المشكلة.. وقبل أن أضيف إليها رأيي الشخصي أشير الى أن ما دفعني لطرح هذا السؤال حقيقة أننا أكثر شعوب الأرض إنتاجاً للخطب وسماعاً للمواعظ – ومنذ قروووون – ومع هذا لم نصل يوماً لقمة النزاهة والأمانة ومكارم الأخلاق..
وأنا لا أتحدث هنا عن مجتمعنا المحلي فقط، بل عن كافة المجتمعات الإسلامية التي تأتي كل عام في مؤخرة قوائم التنمية العالمية.. فأكثر الدول فساداً، وأمية، وفقراً، واضطهاداً للحريات، وتمييزاً بين الجنسين هي للأسف دول إسلامية.. ويؤكد هذه الحقيقة الأرقام السنوية التي تصدرها “منظمة الشفافية الدولية” و”التنمية العالمية” و”اليونيسيف” و”البنك الدولي” و”صحفيون بلا حدود”؛ في حين يفترض أن نكون أفضل الجميع عطفاً على الكم الهائل من الخطب والمواعظ التي نسمعها خلال حياتنا..
إذاً، ما السبب في تأخرنا وتقدم دول تعد من أقل شعوب العالم تديناً وسماعاً للمواعظ (مثل فنلندا ونيوزلندا واليابان والدول الاسكندنافية حسب قائمة النزاهة الدولية)!؟
السبب في رأيي لا يكمن في المواعظ ذاتها بل في عجزنا عن تفعيل المعايير الأخلاقية (بعمومها) ودعمها بسلطة قانونية وتنفيذية مُلزمة على أرض الواقع.
فأي خطبة (في النزاهة مثلاً) مهما بلغت حجتها وبلاغتها لا تعني معظم المستمعين كونهم في مناصب لا تسمح لهم باختلاس المال العام أصلاً.. وفي حال افترضنا وجود شخص بينهم يسمح منصبه (وضميره الشخصي) بالسرقة والاختلاس فلن تثنيه أي خطبة عصماء عن فعل ذلك.. ما يثنيه فعلاً عن الاختلاس (وكافة الموبقات) ليس الخطب البليغة بل الخوف من الفضيحة والعقاب في الحياة الدنيا.
لا بأس من خطبة تذكرنا بيوم الحساب؛ ولكن التذكير بيوم الحساب يظل كلاماً نظرياً لا يمنع ضعفاء النفوس، ولا يعني شيئاً للناس في اليابان والدول الاسكندنافية.. ما يمنع الناس فعلا هو قوانين (تمنع الأخطاء قبل وقوعها) وشفافية (تكشفها عند حدوثها) وسلطة تنفيذية (تضرب بيد من حديد بعد وقوعها).
جوابي باختصار أيها السادة:
لأن أي خطبة لا تساوي في تأثيرها قوة القانون والسلطة التنفيذية حتى لو كانت قرآنا من أولها لآخرها..
- هل ترغبون بدليل تسمعونه في خطب الجمعة ذاتها:
“إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن”..
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى