(الطريق إلى القدس).. لوقف الانتهاكات الإسرائيلية

كتب - حيدر المجالي - يأتي انعقاد المؤتمر الدولي «الطريق الى القدس» الذي يلتئم في الثامن والعشرين من الشهر الجاري في عمان، ليعكس الدور الاردني في الدفاع عن المسجد الاقصى المبارك، في ظل الانتهاكات والاستفزازات التي تقوم بها قوات الاحتلال الاسرائيلي تجاه اولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين، وسط صمود كبير من ابطال المدينة المقدسة الذين يتصدون لقوات الاحتلال التي دنست باحات واسوار الاقصى بكل قوة وصبر.
كما يعد المؤتمر دعوة صريحة للعالم بضرورة تحمل مسؤولياته لما يحيق بالمسجد الاقصى من تهديدات واستفزازات اسرائيلية اصبحت مكشوفة للعيان، وتحذير واضح للكيان الاسرائيلي بكف يده عن العبث بالقدس والمقدسات ومنع المصلين من الصلاة في رحاب مسجده والاعتداء عليه ومحاولة اقتحامه.
وهو تذكير بضرورة احترام المواثيق والعهود الدولية القاضية :»باحترام الوصاية الاردنية على المسجد الاقصى» التي نصت عليها بنود اتفاقية السلام بين الجانبين الاردني – الاسرائيلي.
ان المشاركة الواسعة من الرموز الدينية( الاسلامية–المسيحية) والسياسية والبرلمانية في اعمال المؤتمر تعكس التوجهات الاردنية على كافة المستويات الرسمية والشعبية باهمية اتخاذ اجراءات صارمة تجاه ما يحدث في القدس وبهذا الظرف بالذات، لتكون الرسالة موحدة وواضحة بتوافق عربي واسلامي كبير، وهي بنفس الوقت رسالة قوية للمجتمع الدولي.
الدعوة لانعقاد المؤتمر تكتسب اهمية من كونها تأتي من البرلمان الاردني والعربي وبدعم من جلالة الملك عبدالله الثاني الذي سيرعى فاعليات المؤتمر، وهي ايضا محاولة لايجاد صيغ عملية للرد على الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة، كما تعتبر ردا قويا على دعوة نائب رئيس الكنيست الاسرائيلي موشيه فيجلين بتدنيس واقتحام المسجد الاقصى.
مهتمون يرون بان مشاركة الرموز الدينية الاسلامية والمسيحية في المؤتمر، هو رد مباشر على دعوات الجماعات الدينية اليهودية المتطرفة، ومنهم الحاخام «مائير مزوز» بجواز دخول اليهود لمناطق معينة من المسجد الأقصى، والتي تقوض الفتوى الاسرائيلية بعدم جواز الدخول للمسجد الاقصى وهذا يعتبر تصعيدا للموقف الاسرائيلي الرسمي.
يمكن القول بان ان التصعيد الاسرائيلي بدأت تزداد وتيرته شيئا فشيئا منذ اقتحام رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون باحات المسجد الاقصى في العام 2000 وما زالت تلك الاستفزازات مستمرة الى اليوم حيث زادت حدتها واساليبها منذ الدعوات التي اطلقها فيجلين المتطرف.
ما اعتبره سياسيون بالونات اختبار تطلقها السلطات الاسرائيلية لجس نبض العالم العربي والاسلامي وعمل ارباك واضح في ظل الوضع الذي تشهده الساحة العربية، حيث نشهد اقليما ملتهبا وثورات داخيلة في العديد من الدول.
الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات ترى ان الكيان الاسرائيلي لا يحترم حرية العبادة المنصوص عليها في القوانين المحلية للدول والقوانين الدولية، بل وأكثر من ذلك هو انتهاك صارخ لأماكن العبادة وقدسيتها..
المؤتمر استجابة فورية للدعوات التي اطلقتها الهيئة والشعب الفلسطيني وخاصة المقدسيين لنصرة القدس، وكف يد اليهود عن تدنيس اطهر بقعة بعد الحرمين الشريفين.
يرى القائمون على اعداد المؤتمر انه يختلف عن المؤتمرات الاسلامية السابقة من حيث التوقيت والمشاركة والجهات الداعمة، ومنها البرلمان الاردني، والبرلمان العربي، وجامعة العلوم الاسلامية، والهيئات المجتمعية في القدس.
يناقش المؤتمر على مدى يومين العديد من المحاور منها: اهمية القدس والمقدسات بالنسبة للمسلمين والمسيحيين، والسبل الكفيلة لنصرة القدس في هذا الظرف الحرج.