الكفيف الطموح

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الكفيف الطموح
الكفيف الطموح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
محمد الحمود
مدير المنتدى
الجنس : ذكر
عدد المشاركات : 1471
تاريخ الميلاد : 08/02/1994
تاريخ التسجيل : 10/01/2014
العمر : 30
الدولة : الأردن-Jordan
https://kafif.alafdal.net

الآداب العامة.. الواجب أولاً Empty الآداب العامة.. الواجب أولاً

10/9/2014, 02:36
الآداب العامة.. الواجب أولاً
صالح بن أحمد الصالح
يقف الإنسان الإيجابي في مجتمعه في كل ما يخص الأدب العام موقف الملتزم به لأنه يرى أنه واجب عليه وحق لغيره، ولذا تراه يسير وفق منهج خلقي دقيق جداً، ويرى ضرورة المحافظة على النظافة العامة لأن ديننا الإسلامي يحثنا على ذلك وتكره نفسه إذا شاهد ما يخالف ذلك، وتراه يميط الأذى عن طريقه وهذا من اعلى درجات الصدقة المحسوسة لمستخدمي الطريق فإماطة الأذى عن الطريق صدقه، ويا ترى هل سيبقى أذى فيما لو طبقنا ذلك والأصل أن لا نحدثه من باب والله لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه لأننا لا نحب أن يضع أحدنا الأذى في طريقنا، وكيف سيكون الحال لو طبقت الغرامة على النظافة ورمي المخلفات ألن نلتزم بالإكراه ولو كان ديننا قد ربانا على الحفاظ على النظافة العامة وأن النظافة من الإيمان وهل يعقل أن نخرج أنفسنا ولو للحظات من الإيمان بعدم الالتزام بالنظافة العامة، ولماذا لا يكون رقيبنا من أنفسنا ونصدق مع ذواتنا ونحتسب أن ذلك اتباع لنهج المصطفى عليه الصلاة والسلام وأننا إما أن نكون مأجورين عليه إن طبقناه أو محاسبين عليه إن أسأنا فيه.
وهل من الآداب العامة أن نجعل من أنفسنا ولاة على الناس فلا نتركهم في حالهم بل ونتعقبهم في نظراتنا واحاديثنا وكأننا الموكلون من عند الله بهم وهل نقبل أن تتعقبنا نظرات الناس حتى نتعقبهم، وهل من الآداب العامة أن نطالع شبابنا وهم قد زينوا سياراتهم بأرقام البلاك بيري وعناوينهم على التويتر والفيس بوك ليقتحموا خصوصيات العوائل فيأخذ الرقم إما مراهق او مراهقة لا يعرف عواقب فعله ونهاية تصرفه وهل نرضى لأنفسنا ذلك حتى نرضاه لغيرنا، أليس من الآداب العامة أن نترك المكان نظيفاً كما نحب أن يترك لنا في المرافق العامة وأماكن الجلوس والتنزه، أليس من الأولى بنا أن نحافظ على مقتنيات البلد لينعم بها الآخرون ونربي أجيالنا على ذلك حتى يكتسبوا الإيجابية بالقدوة الحسنة منا أليس من حق الآخرين الذين يبحثون عن الإيجابية أن ينعموا بالالتزام من العامة بآداب السير وواجباته وآداب الحوار ومعطياته وآداب الكلام وإشاراته وآداب الجوار وحقوقه وآداب الصلاة وصحتها وآداب البيع والشراء وضرورياته وآداب التعامل مع الكبير والصغير والمعلم والخادم وإنزالهم منزلتهم الحقيقية.
إن النفس لأمارة بالسوء وهذه قاعدة عامة ولكن لو عشنا بصدق مع أنفسنا وتفكرنا في معطيات يومنا وعشنا بصداقة مع أنفسنا ووضوح كامل في نقد ذواتنا وليس جلدها ومعرفة هل أسلوب معايشتنا وجميع تصرفاتنا مع الناس ومع المعطيات هي سليمة وصحيحة سنشعر في حينها أننا قد أخطأنا في حق أنفسنا وفي حقوق الآخرين وأن كل أطراف المجتمع قد خسرت من تلك التصرفات، ولكن إذا عزمنا بعد تلك الصداقة الذاتية على العلاج من الداخل أولاً فإننا سنحقق النقلة النوعية في تلك العلاقات بالكامل وسنشعر بدرجة رضا كبيرة لأننا حققنا التوأمة الإنسانية مع البشر وحققنا المثالية في التعامل مع المعطيات التي وضعت من أجل رفاهيتنا ورفاهية أجيالنا القادمة وقبل ذلك وبعده حققنا ما ربانا عليه شرعنا المطهر من آداب وسلوكيات قويمة تكفل لنا الخيرية على البشر(كنتم خير أمة أخرجت للناس) وهذا ليس من المستحيل إن صدقنا مع أنفسنا وصدقنا مع الناس وقبلها صدقنا مع الله سبحانه وتعالى.
لقد فهم البعض منا الحريات فهماً غير المقصود منها، فالحرية خاصة وليست عامة ومقيدة وليست مطلقة وتعزز الانتماء للمجتمع ولا تفصلك عنه وتقوي الروابط الاجتماعية ولا تزيلها وتمكننا من بناء جيل يستطيع أن يعبر عن رأيه بوضوح لا أن يصيب مجتمعه بجروح وكأننا ننتقم من ذواتنا وذرياتنا وأهلنا ومجتمعنا ومكتسباتنا ووطننا ولا نترك لأجيالنا ما نشرفهم بهم من عطاءات تستحق الإشادة وقد احتفظ بها الآباء لينعم بها الأبناء، فالحرية هي أخلاق تستحق الاقتداء بها في مجتمع ملتزم بالخلق الإسلامي القويم، وهي الانضباط وليس العبث، وهي المسؤولية وليست اللامبالاة، وهي الإيجابية وليست السلبية ولذا فإن الحرية إذا طبقناها في أنفسنا وفي مجتمعنا الصغير والكبير استطعنا أن نقول أننا أدينا الواجب علينا وحفظنا الحقوق لغيرنا وغيرنا أدى الحقوق التي لنا وقام بالواجبات التي عليه وعندها سينعم مجتمعنا بظلال وارفة من الآداب العامة المطبقة التي تتحول إلى خلق ومنهج وطبيعة وثقافة وهذا أقل الحقوق التي علينا أن نؤديها ونربي أنفسنا عليها وذرياتنا ومن هم مسؤولين منا وسنرى كيف أن مجتمعنا أصبح إيجابياً من تلقاء نفسه دون الحاجة إلى نظام بشري أو عقاب بدني أو غرامة مالية كما إن علينا أن نكون سعداء فنتعظ من غيرنا في الإيجابية ولا نكون تعساء فنتعظ من أنفسنا في السلبية فالدنيا دروس وعلينا أن نأخذ من اليوم درساً للغد.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى