الكفيف الطموح

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الكفيف الطموح
الكفيف الطموح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
محمد الحمود
مدير المنتدى
الجنس : ذكر
عدد المشاركات : 1471
تاريخ الميلاد : 08/02/1994
تاريخ التسجيل : 10/01/2014
العمر : 30
الدولة : الأردن-Jordan
https://kafif.alafdal.net

"بطالة الزوج".. تشتت استقرار الأسرة Empty "بطالة الزوج".. تشتت استقرار الأسرة

22/1/2015, 15:25
حظيت الثلاثينية رولا مجاهد، بفرصة عمل بعد بحث طويل، حتى تنعش حياتها التي بدأت تنهشها الديون، بعد أن طرد زوجها من عمله لنشوب خلاف بينه وبين زميله في العمل، جلس جراءه قرابة سنة بغير عمل حتى ضاق الحال بالأسرة.
تقول مجاهد “لدينا ثلاثة أبناء، والتزاماتنا كثيرة، اضطررنا أن نستدين مبلغا متواضعا إلى حين حصول زوجي على عمل”، متابعة “المشكلة أنه يبحث يوما ويتحسر أياما، وعندما يجد عملا لا يتناسب مع مؤهلاته أو أن الراتب غير منصف، يرفض الوظيفة غير مقدر لظروفه الحالية، التي تتطلب القبول بأي عمل حتى ينتشلنا من هذه الأزمة”.
وتضيف “بعد أن رزقت بالعمل، أخلى زوجي مسؤوليته من البيت، وأصبح معتمدا عليّ في الأمور الحياتية والمالية كافة، وإذا تحدثت معه عن ضرورة بحثه عن عمل كي يساندني يثور ويغضب بحجة إهانته لأنه عاطل عن العمل!”.
تقلب الأدوار بين الأزواج في عدد من البيوت، يأتي نظراً لظرف ما أو بسبب عدم توفر فرصة عمل، أو عدم رضا الزوج عن الوظيفة التي تليق بشهاداته ومؤهلاته العلمية أو أن راتبه لا يكفي احتياجاته.
وهنا تضطر الزوجة العاملة لأن تتحمل مسؤولية البيت كاملة في مقابل أن يجد زوجها وظيفة ما، وأحيانا ترضى الزوجة العاملة بالأمر الواقع متأملة من زوجها أن يشعر بالمجهود الذي تبذله لتوفير حياة كريمة للأسرة، فيما تتذمر زوجات أخريات من عدم عمل الزوج الذي يعد العمود الفقري للأسرة، والمطلوب منه أن يكون هو المتكفل ويوفر الحياة الكريمة لزوجته وأبنائه.
الموازين انقلبت في بيت الموظفة سائدة راضي (42 عاما) لتصبح هي الآمر الناهي، فأصبح وجود زوجها كعدمه، وتقول “بعد انصراف زوجي من العمل ذات يوم أبلغني أنه قرر تركه بعد أن أمضى فيه عشر سنوات، لخلافه مع مديره”.
وتتابع “لأنه قرر ذلك لم يعط نفسه فرصة الحصول على بديل قبل أن يقدم على الاستقالة، مع علمه أنه لا يملك سوى شهادة الدبلوم، وهو ما قد يصعب عليه فرصة اقتناصه للوظائف التي أصبحت نادرة حتى على كثير من الشباب أصحاب الشهادات العليا”.
تضيف راضي “عدم اهتمامه بأمري وبشؤون أولاده الأربعة جعلني أجتهد في البحث عن عمل، ولم أحصل عليه، لكن لم أيأس وبدأت بشراء وبيع الأدوات المنزلية في منزلي، والحمد لله لدي معارف كثر نجحت في ذلك، وتمكنت من إدارة بيتي، ولم أبخل على أولادي بأي شيء”.
لكن ما أزعج وضايق راضي موقف زوجها السلبي، “برفضه أي فرصة عمل مثل سائق لإحدى الشركات أو مندوب مبيعات، وعليه أصبحت حياتنا لا تطاق”.
الاختصاصي النفسي د. خليل أبو زناد، يقول “في ظل الظروف الطارئة قد يصبح الزوج عاطلاً عن العمل، وتضطر الزوجة لأن تتحمل المسؤولية المادية بمفردها، وفي حال كان الزوج لا يقدر مجهود زوجته هنا نستطيع القول إنه يتسم بالأنانية وربما لديه نقص في شخصه، لأنه رضي على نفسه بهذا الوضع، ومن المؤكد أنه سيفقد ركنا مهما من شخصيته بصفته رَب أسرة”.
ويتابع “أيضا هناك من الأزمات والمشاكل ما يتطلب تدخل الزوجة لإنقاذ الوضع الذي تعرض له الزوج، ولابد من مراعاة ظروفه وتفهمها بحنكة ودبلوماسية، ويجب أن تشجعه، وتحثه على البحث عن عمل كي لا يعتاد الحال، فقد أصبحت هي المطالبة في هذه الحالة أكثر مما مضى، وربما لا يفي راتبها بتغطية ضروريات البيت”.
ويوضح أبو زناد الآثار السلبية على الأولاد، منها فقدان الأب احترام أولاده له، وتولد مفهوم الاتكالية والاعتماد على الآخرين لديهم، خاصة لدى الذكور، فمن المفترض أن والدهم هو القدوة والمثل الأعلى، وموقف الأب من المؤكد أنه سيعزز بداخلهم السلوك السلبي فتقل حماستهم لمواصلة تعليمهم وسعيهم للارتقاء إلى الأفضل.
ويصف الخمسيني أبو رائد حاله وهو جالس بدون عمل، قائلا: “من الطبيعي أن يتمنى المرء أن يحيا في استقرار وظيفي وعائلي، إلا أنه أحيانا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن؛ فبعد أن خسرت عملي انتابني شعور بالنقص، وكثيرا ما أتحسر على حالي، خاصة إذا ما رأيت أصدقائي يتأهبون للتوجه إلى أعمالهم صباحا، وما علي سوى الجلوس أمام شاشة التلفاز أترقب البرامج”.
ويضيف أبو رائد “تدهورت حالتي النفسية لكثرة متطلبات أولادي، وكثرة معاتبتهم لي لتقصيري في أمور عدة”، متابعا “أما زوجتي فلن أنسى لها موقفها الشجاع معي، فقد ساندتني في محنتي، وكم حاولت التخفيف عني، حتى انها باعت كل ما تملك من قطع ذهبية لتنفقها على احتياجاتنا الضرورية، وأتمنى من الله أن أحظى بوظيفة لأعوضها عما فقدته وأكثر”.
من جانبه، يقول استشاري الاجتماع الأسري مفيد سرحان “من العوامل التي تسهم في الاستقرار الأسري الأمور المادية للأسرة ودخل الأسرة وقدرتها على تلبية احتياجاتها والأصل أن المكلف بالإنفاق على الأسرة هو الزوج، وأن عمل الزوجة ودخلها المادي هو حق لها وهي ليست مجبرة على أن تسهم في الإنفاق منه على الأسرة، وإن تم ذلك فبرغبتها وبرضا منها، ومع تزايد متطلبات الحياة وزيادة نسبة العاملات من النساء أصبحت كثير منهن يسهمن طواعية في نفقات المنزل، بل إن البعض منهن يسهمن بقدر أكبر من الزوج”.
ويضيف سرحان “في بعض الأحيان، يفقد الزوج وظيفته لسبب أو لآخر بمعنى أن قدرته على المساهمة في نفقات الأسرة تتوقف، وذلك يعود لأسباب متعددة إما ما يتعلق منها بأصحاب العمل أو الظروف المادية للمؤسسة أو رغبة الزوج في البحث عن فرصة عمل أخرى، ما يعني عدم القدرة على المساهمة أو تحمل نفقات الأسرة، وفي هذه الحالة، فإن الزوجة تتحمل في الأغلب هذا العبء أو تضطر الأسرة إلى الاستدانة وخصوصا في حالة عدم عمل الزوجة، مما يرتب على الأسرة التزامات قد يصعب عليها الإيفاء بها بسهولة في المستقبل”.
وفي بعض الأحيان، تطول فترة انقطاع الزوج أو توقفه عن العمل (بغض النظر عن السبب)، وفق سرحان، ما قد يولد مشكلات داخل الأسرة باعتبار زيادة الأعباء المالية على الزوج، وخصوصا إذا شعرت الزوجة بأنه غير جاد بالبحث عن عمل أو أنه يتردد في قبول ما هو موجود من أعمال أو وظائف، وتزيد حدة المشكلة في حالة تدخل أهل الزوجة في الموضوع؛ حيث يشعر أهل الزوجة بأن زوج ابنتهم أصبح غير قادر على الإدارة المالية للأسرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى