الكفيف الطموح

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الكفيف الطموح
الكفيف الطموح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
admin
إداري
الجنس : ذكر
عدد المشاركات : 372
تاريخ الميلاد : 08/02/1994
تاريخ التسجيل : 10/01/2014
العمر : 30
الدولة : الأردن
https://kafif.alafdal.net

طرق وأرشادات للتواصل مع الأشخاص المكفوفين Empty طرق وأرشادات للتواصل مع الأشخاص المكفوفين

7/2/2014, 02:32
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طرق وأرشادات للتواصل مع الأشخاص المكفوفين


أولاً: من هم المكفوفين؟

المكفوفون هم أشخاص عاديون تناقصت قدرتهم على الإبصار أو تلاشت لأسباب وراثية أو مرضية أو نتيجة تعرضهم لحوادث أثناء اللعب أو العمل ، أو بسبب تعرضهم لمشاكل أثناء الحمل. وقد تكون الإعاقة البصرية طارئة بعد الولادة أو خلقية تولد مع الشخص. في المحصلة مهما كان سببها وزمن حدوثها فإنها تفرض على الشخص ظروف حياة تتطلب منه ومن بيئته التعامل معها بشكل صحيح حتى يتسنى التغلب على أية آثار سلبية قد تنجم عن التعامل معها بشكل خاطئ.

المكفوفون أشخاص عاديون منهم الأغنياء والفقراء والأذكياء والأقل ذكاء، ومنهم الناجحون والفاشلون، ومنهم المثابرون والكسالى، ومنهم العاملون والموظفون والعاطلون عن العمل، ومنهم الأساتذة ورجال الأعمال، والمتدينون وغير المتدينون والسياسيون واللامبالون …

يتنقل المكفوفون بإستعمال العصا البيضاء أو بمساعدة آخرين، يكتبون بواسطة الخط النقطي النافر المعروف بنظام بريل، او بواسطة الحواسيب ويقرؤون بها او بالخط المكبر. هم يستعملون حواس اللمس والسمع والذوق والشم والتآزر بين الحواس من أجل أداء مهمات حياتهم اليومية. عادة ما يطور المكفوفون أساليب خاصة بهم ويستعملون بعض الحيل التي تساعد في التغلب على الكثير من التحديات والحواجز الإجتماعية والمادية.

ثانياً: ما هي العصا البيضاء ولماذا يستعملها المكفوفون؟

العصا البيضاء هي عبارة عن عصا بسيطة خفيفة الوزن مصنوعة من الألمنيوم الخفيف، سهلة الحمل يمكن طيها ، لأنها مكونة من عدة قطع متداخلة يشدها حبل مطاطي قوي، مكسوة بلاصق أبيض اللون عاكس للضوء من الأعلى وباللون الأحمر من الأسفل حتى يسهل رؤيتها من بعيد خاصة أثناء الليل. لها راس مصنوع من البلاستيك المقوى يصعب تآكله بسبب الإحتكاك المتكرر بالأرض عند الإستعمال .
يستعملها المكفوفون لتساعدهم على الحركة والتنقل. فهم بواسطتها يستطيعون استكشاف الطرق والأرصفة والحواجز والمعوقات المختلفة عند ملامستها أثناء تحريك العصا وفقاً لطريقة معينة يتم تدريبهم عليها.

تعزز العصا البيضاء شعور المكفوفين بالأمان لأنها تجعلهم يكتشفون الحواجز والأشياء التي قد تؤذيهم قبل إصطدامهم بها. كما وتساعد في تعرفهم على الطرق وخط المشي الذي يسلكونه من خلال إستعمالها لملامسة العلامات الفارقة أثناء المشي، مثل الأسطح الخشنة والجدران والعلامات الأرضية الاخرى. في ذات الوقت تفيد في إثارة إنتباه المواطنين المبصرين الذين يمشون في الشوارع، الى أن هناك شخص غير مبصر يمشي في المكان وأنه عليهم الإنتباه وعدم الإصطدام به، أو ايذائه بما يحملونه من أشياء، وربما تقديم المساعدة له إذا لزم الأمر.

كثيراً ما يتناقل المواطنون معلومات وأفكار خاطئة عن المكفوفين وعن العصا البيضاء ، لذلك علينا الحذر من المعلومات الخاطئة والتحقق من صحتها قبل التعامل معها كمسلمات ننقلها الى الاخرين كحقائق.

من الأمثلة على تلك الأخطاء الشائعة، إعتقاد بعض المواطنين بأن العصا البيضاء هي التي تدل المكفوفين على الطريق. والحقيقة هي أن الكفيف هو الذي يعرف الطريق ويستعمل العصا فقط لإكتشاف المعوقات والحواجز التي تهدد سلامته الشخصية. ويعتقد البعض أن الكفيف يجب أن لا يفتح العصا أو يستخدمها أثناء المشي مع شخص مبصر. والصحيح ان الكفيف له مطلق الحرية في إستعمال العصا بالطريقة التي تناسبه، فالعصا تفيده كثيراً في تجنب الصدمات أثناء المشي مع شخص غير متمرس في مساعدة المكفوفين.
من الأخطاء أيضاً، يعمد بعض الأشخاص الى الإمساك بالعصا من طرفها أو من وسطها وسحبها إعتقاداً منهم بأنها الطريقة المثلى لمساعدة المكفوفين، والحقيقة هي ان الإمساك بالعصا يحد من حرية الحركة ومن الشعور بالإمان ويعرض الكفيف لخطر الإصطدام، علاوة على أن المشهد للمساعدة بهذه الطريقة غير لائق.

ثالثاً: مساعدة المكفوفين ، توجيهات وإرشادات:

لا شك في ان أبناء وبنات شعبنا يتحلون بالطيبة ويحبون مساعدة الغير ويتسابقون من أجل نيل شرف التطوع للمساعدة. وهم يبذلون الكثير من الجهد والوقت، فكثيراً ما تراهم يغيرون طريقهم للمشي مع شخص كفيف يريد الوصول الى مكان ما لا لشيء إلا لأنهم يشعرون بالمسؤولية ويحبون المساعدة.

كثيراً ما يستعمل المواطنون أساليبهم الخاصة في المساعدة والتي إكتسبوها بالممارسة او الإجتهاد الفردي، وهذا قد يشعرهم ويشعر المكفوفين بالحرج بسبب عدم الإلمام بالأساليب الصحيحة التي توصي بها الجهات المهنية المختصة في التدريب .

في هذه النشرة أقدم لكم أخواني مجموعة من النصائح والإرشادات التي تساعد في رفع مستوى المهارات المطلوبة لمساعدة المكفوفين والتعامل معهم بعيداً عن الأخطاء غير المقصودة وعن الإحراج للطرفين، ومن أجل ان تتوافق توقعات مقدم المساعدة مع متلقيها في شكل المساعدة المطلوبة، نقدم التوجيهات والإرشادات التالية:

• إطرح السلام أو التحية على الشخص واسأله إذا ما كان يحتاج المساعدة، إذا كان رده ايجابياً إسأله كيف يمكنني أن اساعدك، إستمع اليه جيداً وساعده بالطريقة التي يراها هو مناسبة، حتى إذا كانت جديدة أو غريبة بالنسبة لك.
• إسأله عن الوجهة ولا تفترض أنه ذاهب الى مكان ما مسبقاً، مثل الطبيب أوالمسجد أو الى جمعية ما.
• دع الكفيف يمسك بيده في ذراعك عند المشي معاً. ولا تمسك به أنت لأن إمساكك بذراعه يجعله يسبقك، ويمشي أمامك وهذا غير صحيح لأنك أنت الذي تقوده وليس هو. سر وأنت تتقدمه بنصف خطوة وهو يمسك بذراعك من منطقة الكوع.
• لا تقم بحركات سريعة مفاجئة، أخبره إذا كنت مستعجلاً حيث يمكن للكثير من المكفوفين السير بسرعة. إذا دخلتما في منطقة مزدحمة وتباطئ المسير كثيراً أخبره بالسبب ولا تجعله يتكهن أو يشعر بالحيرة أو يتساءل عن سبب التباطئ في داخله.
• لا تمسك بعصاه ولا تحاول أن تدله على الطريق عن طريق سحبها.
• لا تمسك بثيابه أو تدفعه من الأمام أو الخلف ولا تمسك بحمالة حقيبته مهما كانت الأسباب والظروف.
• إذا شعرت أنك سوف تتأخر إعتذر دون تردد واسأله كيف يمكن أن تتدبرا الأمر. إذا لم تفعل ذلك وبدأت الشعور بالقلق فأنه سيلاحظ ذلك وسيتساءل عن السبب وسيكون ذلك أصعب بكثير من الإعتذار، فهو يقدر إعتذارك ولكنه لا يفهم قلقك إذا لم تخبره بسببه.
• إذا صدف وأن اضطررت للمشي مع شخصين أو أكثر من المكفوفين في ذات الوقت، عليك أن تقف على أحد الجوانب وأن تجعل أحدهما يمسك بذراعك والاخرين يمسكون به بنفس الطريقة. لاتحاول القيادة والمشي وأنت في الوسط بأي شكل من الأشكال.
• اخبر الكفيف بوضوح عن أية معوقات أو حوجز مرتفعة أو معلقة يتطلب تجنبها أو الإنحناء أو القيام بحركات وجهد غير معتاد.
• . إذا أوصلته الى سيارة قم بإبلاغه عن طريقة تنظيم المقاعد وإذا ما كانت مصفوفة عرضياً أو طولياً وبالمقاعد الفارغة التي يمكنه الجلوس فيها حتى يتجنب الإحراج. أو الجلوس في مقاعد مشغولة.
رابعاً: التعميمات والأفكار المسبقة.

تسود في أوساط المجتمع بعض الأفكار الخاطئة والتعميمات الشائعة التي ليس لها أساس من الصحة والتي يجب تجنبها والإبتعاد عنها، ومن الأمثلة على ذلك ما يلي:
• المكفوفون أشخاص فوق العادة خارقون أو ضعفاء لا حول لهم ولا قوة. وهذا غير صحيح فهم كغيرهم معتدلون في القوة أو الضعف.
• المكفوفون أذكياء جداً، والحقيقة أنهم كغيرهم يتفاوتون في درجة الذكاء.
• المكفوفون أكثر تديناً من غيرهم وهذا غير صحيح فهم ولدوا وتربوا في بيئات مختلفة وتأثروا بها كغيرهم، لذلك تجد بينهم المتدينون وغير المهتمون وتجد الملحدون تماماً كباقي أفراد المجتمع.
• يعتقد الكثيرون بأن المكفوفين أقوياء الذاكرة ولا ينسون الأشخاص أو يحفظون الأرقام والمعلومات المختلفة عن ظهر قلب، والصحيح أنهم يتفاوتون فيما بينهم ويتشابهون مع المبصرين حيث تجد بينهم ضعفاء الذاكرة والمصابون بالنسيان وأقوياء الذاكرة. ومن المهم أن نعلم أنهم يعتمدون على الذاكرة ويستعملونها أكثر من غيرهم والسبب هو أنهم أقل إعتماد على الوسائل المساعدة مثل دفاتر الملاحظات و/ أو التقنيات الحديثة.
• يعتقد البعض أن المكفوفين يهتمون كثيراً بالموسيقى، ويجيدون العزف على الآلات الموسيقية. وهذا ينطبق على البعض منهم ممن لديهم موهبة أو ممن تلقوا تدريباً أو تعلموا الموسيقى.

خامساً: الحديث والتواصل مع المكفوفين.

يلجأ الكثير من الناس الى الإجتهاد والقيام ببعض السلوكيات التي يعتقدون أنها تسهل تواصلهم مع المكفوفين، بعض هذه الممارسات صحيحة وبعضها الآخر خاطئ تماماً. فيما يلي نعرض لبعض هذه المواقف التي يمكن أن يجد أي إنسان نفسه عرضة لها.

• رفع الصوت: يرفع بعض الأشخاص صوتهم عالياً عند التحدث الى المكفوفين وذلك إعتقاداً منهم أن المكفوفين لا يسمعونهم بشكل جيد علماً بأن المكفوفين يسمعون بشكل عادي مثل الآخرين.
• يقوم الكثير من المواطنين بإرشاد المكفوفين الى الطريق أو الى تجنب بعض العوائق بصوت مرتفع جداً عن بعد مستعملين كلمات مبهمة غير دقيقة، مثل الى الجهة الاخرى. لا لا الى هيك. وهذا لا نعني للكفيف شيء لأنه لا يمكن أن يتوقع بدقة ما الذي يقصده الشخص. لذلك يجب أن نستعمل كلمات وإرشادات محددة مثل الى اليسار، الى اليمين، أو الى الأمام خمسة أمتار .... .
• إستعمال الكلمات اللائقة: قد ندعوا الآخرين الى مساعدة المكفوفين بصوت عال جداً قائلين: "ساعدوا العاجز، مسكين ضرير ساعدوه، حرام ساعدوا هذا الشاب المسكين" وكثير من مثل هذه الكلمات الجارحة غير السليمة التي لا يحبها المكفوفون، من المفضل في مثل هذه الظروف أن نسأل الكفيف إذا ما كان بحاجة الى المساعدة وأن نسرع لمساعدته أو نطلب من الآخرين القيام بذلك بشكل لائق دون ضجة.

1. إرشادات خاصة بالسائقين

إذا كنت سائق مركبة عمومية إسأل الكفيف الى أين يريد الوصول ولا تسأل الشخص الذي يوصله الى السيارة فهو خير من يجيب عن السؤال. لا تنسى أن ترشده الى طريقة تنظيم المقاعد والى المقعد الذي يمكنه الجلوس به، لا تحاول أن تعفيه من الاجرة وتجنب الإصرار والجدل في هذا الموضوع. تذكر المكان الذي يريد الوصول اليه، أخبره بالمكان الذي وصلت اليه إذا سأل خلال المسير، ولا تقل له لم نصل بعد إذا سألك أين وصلنا الآن. ولا تطلب من الركاب مساعدته بإستعمال كلمات غير لائقة مثل ساعدو العاجز أو الضرير أو المسكين. إستمع اليه جيداً إذا إراد وصف معالم مكان معين يريد الوصول اليه.

2. إرشادات خاصة بأصحاب المحال التجارية

إذا كنت صاحب محل تجارى و دخل الى محلك شخص كفيف تحدث اليه ورحب به ليتمكن من معرفة مكان وجودك وكي يعرف بأنك صاحب المحل، إستمع اليه وتواصل معه بالكلمات لا بالحركات والايماءات. إذا كان معه شخص آخر لا تسأله ماذا يريد الشخص الكفيف بل إسأل الكفيف مباشرة دائماً. إذا دفع اليك الثمن وأردت أن ترجع اليه الباقي قل له تفضل الباقي وسلمه له ليس لمرافقه.

3. التجوال

إذا رافقت شخص كفيف في رحلة أو في جولة قصيرة حاول أن تضعه دائماً وبشكل متواصل في صورة المكان، صف له المشاهد التي تحيط بكما لفظياً وتذكر دائماً أنه لا يرى وأنه يرغب في التعرف على معالم المكان وعلى ما يدور حوله وأنك أنت وسيلته لذلك.

4. مواقف لا دع لها

إذا قابلت شخص كفيف في أي مكان لا تحاول بأي شكل من الأشكال أن تختبره ولا تسأله اذا ما كان يعرفك أو يتذكرك. فأنت تحرجه وقد تحرج نفسك، عرف نفسك دائماً، ولا تحاول تغيير نبرة صوتك فأنت لا تعلم متى يكون الوقت ملائماً للمزاح.

5. المخاطبة الأفضل في الأماكن المكتظة

دائماً نادي الكفيف بإسمه وأذا قابلته في مكان مكتظ حاول أن تلمس كتفه وأنت تحييه ليتمكن أن يعرف بأنك تقصده بالذات، حيث أن الضجيج يساعد على التشتيت وقلة التركيز للمكفوفين.

6. على مائدة الطعام

إذا تناولت الطعام مع شخص كفيف بكل بساطة إسأله إذا كان يحتاج المساعدة. صف له الطاولة وما عليها. إستعمل نظام الساعة لإرشاد الكفيف الى مواقع الأشياء على الطاولة وهذا النظام يقوم على أساس تصور أن الجهة اليمنى من الإناء هي الساعة الثالثة واليسرى هي التاسعة والقريبة من الشخص هي السادسة والبعيدة هي الثانية عشرة.

7. عند القراءة

إذا تصادف وأن تواجدت مع شخص كفيف وأنت تقرأ كتاباً أو جريدة حاول قدر الإمكان أن تشركه فيما تقوم بقرائته، بحيث لا يشعر بالملل ولا بالتجاهل.


كانت تلك بعض الإرشادات والتوجيهات التي ارتأيتُ أن أقدمه لكم أخواني ، والتي جاءت من واقع تجربة وحياة الاشخاص المكفوفين انفسهم.
مع تاكيدنا على صدق المبادرات والنوايا التي يحملها ابناء هذا الشعب العظيم تجاه الاشخاص المكفوفين والرغبة بتقديم المساعدة.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى