الكفيف الطموح

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الكفيف الطموح
الكفيف الطموح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
محمد الحمود
مدير المنتدى
الجنس : ذكر
عدد المشاركات : 1471
تاريخ الميلاد : 08/02/1994
تاريخ التسجيل : 10/01/2014
العمر : 30
الدولة : الأردن-Jordan
https://kafif.alafdal.net

أقلام وسبح Empty أقلام وسبح

7/11/2014, 16:05
الكاتب, إبراهيم غرايبة.


اليوم، استخدمت قلم الرصاص للإشارات والملاحظات على صفحات الكتاب. لم أفعل ذلك منذ سنوات طويلة، ولا أتذكر متى كانت آخر مرة استخدمت فيها قلم الرصاص. شعرت برهبة وحذر وأنا أبري القلم، خشيت أن أفشل. لكن كانت البرّاية جيدة.
حتى قلم الحبر توقفت عن استخدامه للكتابة منذ العام 2000، ولكني عدت للكتابة على الورق مؤخرا في حالات قليلة، ولأسباب صحية. حاولت أن أجد أقلامي من الحبر السائل؛ الباركر والشيفر، ودواة الحبر. ولكنها بدت فكرة غير عملية؛ أقلام "يونيبول" تمنحك كتابة بلون جميل ومدهش، وتساعد على الكتابة بخط جميل. منذ اكتشفتها العام 1980، وأنا أفضلها. وكل محاولاتي للكتابة بالحبر السائل كانت تقتصر على العمل المكتبي. وبصراحة، فإن فقدان قلم حبر ثمين، كما حدث معي مرارا، هو شيء محزن.
أهداني الصديق أحمد زيدان قلم حبر سائل، واحتفظت به لأكثر من عشر سنوات، واستخدمته في كتابة آلاف الصفحات. لكني فقدته. كما اقتنيت أقلاما جميلة وفاخرة، لكنها اختفت أيضا "في ظروف غامضة"! وعندما تعرفت على أقلام الرصاص الفاخرة "الأوتوماتيكية"، اقتنيت منها أعدادا كبيرة ومتنوعة. ثم تخليت عن الهواية الجميلة المكلفة، إذ يجب أن تكون قادرا عى الاحتفاظ بأقلامك، وأن تتذكر استعادتها ممن يقترضها منك.
القصة مع السبح محزنة أكثر. فأنا أحب السبح كثيرا، وألجأ إليها للاسترخاء. وأعشق التواصل مع سبح الـ"يسر"، وما تبثه في النفس والجسد من طاقة وأفكار إيجابية، وما فيها من سلوك عميق ممتد إلى آلاف السنين. ولكن ما إن أتناول سبحتي، حتى تلتقطها الأيادي مني ولا تعيدها أيضا. وأسوأ من ذلك أن تلك اللهفة على السبح، في أكثرها، لا تعبر عن إدراك لقيمتها أو التمييز بينها. أحد الأصدقاء يضع في جيبه عدة سبح، ويستخدم سبحته المفضلة. وإذا طلبها أحد منه، يخرج واحدة من السبح التي لا يأبه لفقدانها ويناوله إياها. حاولت أن أفعل مثله، ولكن في المحصلة فقدت مجموعة من السبح الجميلة والفاخرة، وأعدادا كبيرة من السبح التجارية.
ومن الطرائف اللافتة عن السبح أنها تتكون عند المسيحيين كما المسلمين من 33 خرزة. وهي عادة دينية وشعبية تعود إلى آلاف السنين. وربما يكون السومريون في العراق (بابل) أول من استخدمها. وكانت معروفة أيضا في الهند منذ زمن بعيد، وأخذت أبعادا دينية واجتماعية متنوعة. وفي الأردن وفلسطين، اشتهرت السبح المصنوعة من نوى الزيتون. وكنا ونحن أطفال في المدارس نحاول صنعها من النوى، ونهديها الى الأساتذة، ونتنافس في تصميمها وتجويدها. وأظنها هواية اختفت في عجلون. ولكنها ما تزال في القدس وبيت لحم عادة دينية مسيحية مقدسة (صلاة السبحة)، تقابلها الأوراد والأدعية المرتبطة بالسبحة عند المسلمين، وربما يكون أصل العبادة صوفيا قبل المسيحية والإسلام.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى