الكفيف الطموح

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الكفيف الطموح
الكفيف الطموح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
أسير الحروف
إداري
الجنس : ذكر
عدد المشاركات : 138
تاريخ التسجيل : 26/07/2014
الدولة : الأردن

الشيخ الكفيف محمد عمران في الذاكرة: Empty الشيخ الكفيف محمد عمران في الذاكرة:

14/8/2014, 11:20


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,

السلام نورهُ يملء الكون ضياءا ويثري الوجدان,
سلام حروفه تغزل وميضاً يُعَطِر بنفحاته خلايا الأذهان,
سلام يشرق فجره شعاع التراحم والمحبة في رِياض الإيمان,
سلام أَمَل وحلم يعانق ضياءهُ الفكر ليعم الأوطان.

هذا اليوم ومن خلال تبيانكم لعنوان هذا الموضوع أطل عليكم من جديد لأدخل معكم إلى رياض الشيخ الكفيف محمد عمران رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه.

بحر تتجاذب أمواجه بسحرها تتعانق مع خَجَل الشمس عند بزوغها, تنشد ذرات الهواء بنسيم عليل أنشودة لحنها ترسمهُ رمال البحر بخيوط من آمال وأحلام كل تواق لفجر إشراق الحياة.
تردد الأيام في كل لحظاتها بث باقات من الرياحين إلى البشر, تحاكي غراس السنين تغازل فضاآت الإبداع تنثر وابلا من طموحات التحدي والمسؤولية ليقرأ مضمونها العيان.

فَجرٌ قد أشرقت ولادته بقدوم نور أضاء أرض الكنانة إبانَ عهده, سمت أحلامه تلامس الحقائق تنشد الفائدة والخير لِمَن يركب البحر المرصع بالعلم والمعرفة, لم تثنيه إرادته عن الِحاق برفاقه تحدى مسيرته منذ نعومة أظافره شرِب ونَهل من عذب العلوم الإسلامية, مداد تحدياته رافقه في ثواني عمره, إنتشى من عبق الحياة رسائل الحب والتآخي والإحترام الذي مع مُضيعمره كَبرَ معه.

إمتلك خزائن من كنوز سِحر ثمار الصوت أخضَعَها في طاعة الله, جاب بحور المقامات وسخرها في صقل قدراته على إشباع العقول والقلوب من رياض ينابيع القرآن الكريم.

سناء وميضه إنبثقَ وتجاوز الحدود رغم القليل عنه, فتغذى على ذكر الله ورسمَ الإبتهالات شعاعا ينطلق على أثَرِه للعيان في حقبته.

راج حضوره وبزغ فجره من خلال أساتِذته ومُعلِميه الأفاضل, قدموا له العصارة الضخمة من ما تيسرَ لهم من عِلم لينفع به ذاته والناس كافة.

الإختلاف لا يفسد المضمون:

ظهرت إختلافات في الآراء بحكم نهجه مسار المقامات في قراأة القرآن الكريم, فأخذ البعض مقاربة المقامات إلى مسار الأغاني.
وفريق زكى هذه الثروة التي إمتلك بساتينها ولم يرو شيئا غير مباح في إنسياب المقامات التي في حوزته.
وفي الواقع من الصعوبة أن نضع الحكم على الجواز أو النهي عن ممارسة مثل هذه القيم الإبداعية, فمن وجهة نظري الصوت الجميل يجب أن يوظف في قراءة القرآن الكريم وكذلك الإبتهالات الدينية, فقد تفيض العيون من بحور دموعها خشوعا يكون الصوت أثره في جلب المشاعر والخشوع جنبا إلى حروف وكلمات كتاب الله تبارك وتعالى.

من يمعن السمع والمشاعر والأحاسيس في صوت وأسلوب الشيخ المرحوم محمد عمران, يدرك أنهُ كان فارسا لا يترك جواده ومن يتخيل ويتدبر معانقته للمقامات يشعر بشعور غريب قد يأسر قلبه وقد يحاكي أمطار دموع عينه ومن يتعلق بمواده الصوتية يخفق قلبه شوقا وخشوع لله تبارك وتعالى.

كان فضيلة الشيخ الكفيف محمد عمران لا يحب عامل الوقت أثناء تسجيلات الأستوديوهات لأن الوقت يضيق عليه من الوصول إلى مبتغاه في مغازلة المقامات, بَل كان يَطير شوقاً وتحنانا إلى المناسبات الدينية ومراسم تأبين الموتى فمن خلال تلك المراسم يصل إلى قلوب الناس مباشرة دون حواجز وقد تلحظ أخي الكريم بعض المشاهدات التي مرت بك من خِلال إستماعك لقراآت الشيخ محمد عمران, أن بعض الحضور يقوم بشكل عفوي بطلب إعادة قراءة آية من الذكر الحكيم مرة أُخرى بنفس الطريقة التي تلاها بها, وهذا دليل على أن الصوت له أثر على المستمع المتلقي.

حاولت أن أسترشد بشبكة الإنتر نت للحصول على معلومات عن ذلك الشيخ الرائع, لكن وللأسف الشديد وقفت نُدرة المعلومات وقلتها عائقاً أمامي فلم أتمكن من الإبحار في غزارة تحصيله العلمي والكثير الكثير من المعلومات المجهولة عنه.


السيرة الذاتية:

الميلاد:


فرحت بولادته مدينة طهطا محافظة السوهاج في 15 10 1944م, مَنَ عليه الخالق بنعمة كَف البَصَر بعد عام من ولادته.


حفظ القرآن الكريم:

كَرمَ الله الكفيف الشيخ محمد عمران بنعمة الذكاء ولفطنة حيث حَفِظَ القرآن الكريم في العاشرة من عمره على يد الشيخ محمد عبد الرحمن المصري, ثم إنتهلَ من بحور التجويد على يد الشيخ محمود جنوط في مدينة طما.


السفر:

كانت أول إنطلاقة له في السفر إلى مدينة القاهرة في سن الحادية عشر والتحق بمعهد المكفوفين للموسيقى حيث تجرع أصول القراءات والإنشاد الديني وغاص في علم النغم والمقامات الموسيقية وفن أصول الإنشاد على يد الشيخ سيد موسى الكبير, يُذكَر أن الشيخ عمران لم يُغادر مصر إلا لأداء مناسك الحج.


الشهرة:

قسوة الظروف جعلت الشيخ محمد عمران يعمل رحمه الله تعالى بشركة حلوان للمسبوكات قارئا في مسجدها.

بعد ذلك ذاع صيته وصَطَعَ نجمه فمضى منطَلِقا إلى الإذاعة المصرية وتم عمل إختبار له وتم اعتماده مبتهلا بعد نجاحه بتفوق وتميز في امتحان الأداء.
قامت الإذاعة المصرية بتسجيل العديد من الإبتهالات والأناشيد وكان من بينها تسجيل لإبتهال أسماء الله الحُسنى. وفي بدايات السبعينيات قام محمد عبدالوهاب, وسيد مكاوي, وحلمي أمين بتلحين العديد من الأناشيد والإبتهالات الدينيةللشيخ المذكور.

كان الفضل الكبير في إثراء الحفلات والمناسبات الدينية يعود لفضيلة الشيخ محمد عمران حيث سطرَ بروائع الإبداع سِجِله الحافل بالمشاركات الغزيرة في العديد من البرامج الدينية، وفي الاحتفالات بالمولد النبوي, الأُمسيات والمناسبات التي أُقيمت بدار الاوبرا المصرية

إمتاز المرحوم محمد عمران بتألقه وعذوبة صوته حيث كان المرجع والمثل الأعلى لكثير من مقرئي القرآن في وقتنا هذا, كما كان مرجعا لكبار الموسيقيين وذلك لشدة إتقانه وإحكامه لفنون المقامات والنغمات ولكن في حدود المباحات.

حظيَ فضيلة الشيخ عمران بمجموعة من التسجيلات للإذاعة المصرية، وإذاعة أبو ظبي, وإذاعة سلطنة عُمان، وإذاعة البحرين.


أبناء الشيخ محمد عمران:

أنعمَ الخالق العزيز على الشيخ عمران بكوكبة من مشاعل الحياة ومنارة تُعينُه على شق ما تبقى من سنابل عمره فرُزِقَ بمحمود,وعلي, وأسماء, ورحاب.


وفاته:

رحل الشيخ عمران إلى دار الآخرة في 6 10 1994 للميلاد, تاركا مجموعة من التسجيلات الخالدة والنادرة ناشراً في دنيا الزوال عِطر محبته وأثرها في سيرته الطيبة لكن كما تشير المقالات أن قرار إعتماد الشيخ الراحل كمُقرئ للإذاعة صَدَرَ بعد وفاته بحوالي 20 يوماً.

رَحِمَ الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه وكلنا على هذا الدرب ماضون.

في الختام أتمنى أن تكون صياغة الموضوع قد حازت على إعجابكم, مع أملي بأن أكون قد قمت بتقديم الشيئ المفيد عن الكفيف القدير الشيخ الجليل الرائع محمد عمران رحمهُ الله.

دمتم بحفظ الله ورعايته وإلى لقاء آخر يجمعنا على بحور الفائدة والطرح الموضوعي للدُرَر التي أُقَدِمُها لكم أعزائي الكرام.

أخوكم أسير الحروف
avatar
محمد الحمود
مدير المنتدى
الجنس : ذكر
عدد المشاركات : 1471
تاريخ الميلاد : 08/02/1994
تاريخ التسجيل : 10/01/2014
العمر : 30
الدولة : الأردن-Jordan
https://kafif.alafdal.net

الشيخ الكفيف محمد عمران في الذاكرة: Empty رد: الشيخ الكفيف محمد عمران في الذاكرة:

14/8/2014, 19:20
ما شاء الله،‏ ‏
سلمت يداك يا فنان،‏ ‏
طرح ولا أروع.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى